نوال الزغبي مرحلة النضوج و"السماح"

08 سبتمبر 2015
الزغبي في مرحلة النضوج(العربي الجديد)
+ الخط -

سعيدة نوال الزغبي بمولودها الجديد، نجمة التسعينيات تحاول مرة جديدة التأقلم مع واقع فنّي مزروع من حولها بالـ "مُنافسِات"، بعدما قررت منذ سنوات الابتعاد قليلاً بإرادتها، إضافة الى مشاكل عائلية واجهت صاحبة "ولا بهمنّي" منذ العام 2006، عندما بدأت مشكلة انفصالها عن زوجها إيلي ديب، وتلويح زوجها بحرمانها من أولادها إلا أنها كسبت معركة الحضانة، وأبقت على توازنها العائلي ولو غابت قليلاً عن عملها الغنائي.


تحاول نوال الزغبي أن تسير وفق "أجندة" قديمة رُسمت لها منذ انطلاقتها بداية التسعينيات، بمساعدة المخرج سيمون أسمر الذي كشف عن رأسها، ووضع العشرينية الشقراء في موقع متقدّم فنّياً واعلامياً.. صورة كرسّت وجودها لسنوات طويل وأغنت صورة الفنانة الشقيّة.
بعد كل هذا ونجاحات لا تعدّ، تعبر نوال الزغبي إلى ضفة هادئة، لم تعدّ تهمها المنافسات على الساحة، هي التي أوجدت "لحالة"، وهي التي اختارت أن تقلل من وهج الضوء ولو بالغياب القسري، لكنها اليوم تحقق تقدماً ملحوظاً، عبر شركة إنتاج مصرية تؤمن أن نوال الزغبي ما زالت ضمن دائرة المنافسة الصعبة لزميلاتها نانسي عجرم وإليسا، إن في السوق المصري أو اللبناني وحتى عربياً.


تفاعلت نوال الزغبي جيداً مع كلمات وألحان مصريّة في "مش مسامحة" أو "يا جدع" وبدا واضحا أن "ملعب" نوال الزغبي في هذا العمل مصري، عرفت نوال الزغبي كيف تحرّك أو تختار كلمات جديدة، وموسيقى جديدة، مفردات بسيطة لكنها متنوعة في المعنى، في "مش مسامحة" حكاية يومية يُقال إن الزغبي نفسها عاشتها بعد مرحلة الطلاق والفراق، عززت نضجها في الاختيار المناسب الذي يُعبر عنها بالدرجة الأولى كلمات وألحان عزيز الشافعي وتوزيع أمير محروس، صور تعيشها الناس لامرأة قدمت الكثير لكنها كالعادة حصدت النكران، لم تعد تهتم وستكمّل طريقها بعيدا عن هؤلاء، لحن رومانسي إيقاع متناسق مع "القطبة" المصرية.. يهرب منه الكاتب والملحن نفسه إلى الإيقاع السريع في "يا جدع" هروب إلى جنون الموسيقى، كلمات خفيفة تماشي أسلوب اليوم السريع القائم على الـ "beat" وكورال استباقي يكرر جملاً غير مفهومة، محاولة ذكية من قبل الشاعر والملحن لمفهوم جديد للأغنية القصيرة، ومغامرة أذكى في قبول نوال هذا الأسلوب، وهي التي غامرت دائماً في أغنيات حملت أسلوبا جديدا، خصوصاً في القاهرة "عينيك كدابين" 2003 و"ولا بحبّك" 2014 وبيّنت أن الزغبي تستطيع أن تعاصر أو تجدّد وتلحقها الأخريات فيما بعد، ولعل في تلك "القطبة" المصرية تفردا خاصا بنوال الزغبي تختاره أو يُصنع من أجلها فقط.






في "اللبناني" تبدو نوال أقل تمرسا في "عيوني لما بيشفوك"، كلمات أريج ضو وألحان سليم سلامة، تتوه الزغبي قليلا بين لون زميلتها نجوى كرم وكلمات مشابهة للون نجوى كرم الذي تتقنه جيدا، وتناجي الزغبي أسلوبها بعد نجاح قديم حققته نهاية التسعينيات في "على دلعونا" لمروان خوري، وأتبعته قبل ثلاث سنوات بـ "ألف مية" لسليم سلامة أيضاً، لكن سلاسة "المصري" تبدو أكثر ذكاء من الغوص في "اللبناني" البلدي المنتشر بوفرة.

المساهمون