نقص الدولار يهدد قيمة الجنيه المصري

09 أكتوبر 2015
توقعات بمزيد من تهاوي الجنيه الأسبوع المقبل (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -


ارتفعت أسعار الدولار بالسوق السوداء في مصر إلى نحو 1.6% خلال تعاملات أمس الخميس، تحسبا لنقص شديد في العملة الصعبة في الأسواق المحلية، بعد أن أعلن البنك المركزي المصري بيانات متشائمة بشأن احتياطي مصر من النقد الأجنبي.

وأظهرت بيانات البنك المركزي، أمس الأول الأربعاء، هبوط الاحتياطي النقدي بنحو 1.76 مليار دولار خلال سبتمبر/أيلول الماضي، إلى 16.335 مليار دولار، مقارنة مع 18.096 مليار دولار في أغسطس/آب، في تراجع قوي هو الثالث من نوعه على التوالي، حيث فقد الاحتياطي خلال الأشهر الثلاثة الماضية (يوليو/تموز وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول) نحو 18.5% من قيمته، أو ما يعادل نحو 3.7 مليارات دولار.

وسجل سعر الدولار في السوق الموازية أمس نحو 8.15 جنيهات، مقابل 8.02 جنيهات في تعاملات الأربعاء الماضي، وسط توقعات بمزيد من تهاوي الجنيه.

وعزا ناصر فرج، مدير إحدى شركات الصرافة بحي المهندسين في الجيزة، ارتفاع أسعار الدولار، أمس، إلى انخفاض الاحتياطي النقدي، وتصريحات الحكومة حول تقليص عمليات الاستيراد لتوفير العملة الصعبة.

وأشار، في مقابلة مع مراسل "العربي الجديد"، إلى أن هناك توقعات كبيرة تؤكد مواصلة الدولار الارتفاع، خلال الأيام المقبلة، ليصل إلى ثمانية جنيهات ونصف الجنيه، وذلك نظرا لشح العملة الصعبة المتداولة في السوق، ورغبة معظم العملاء في الاحتفاظ بالدولار انتظارا لتحقيق مزيد من المكاسب.

ولفت إلى أن التصريحات السابقة لوزير الاستثمار، أشرف سالمان، بشأن خفض جديد لقيمة الجنيه، أدى إلى ركود حاد في عمليات البيع والشراء للدولار، انتظارا لتحريك سعره رسميا إلى 8 جنيهات على الأقل، وسجلت قيمة الدولار في التعاملات الرسمية أمس 7.83 جنيهات، بدون تغير.

اقرأ أيضاً: احتياطي مصر الأجنبي يتآكل ومخاوف على الجنيه

وأوضح فرج أن الإقبال الشديد من بعض الشركات، أمس، على شراء الدولار، يعزز التوقعات بزيادة سعر العملة الأميركية إلى 8.2 جنيهات في تعاملات، اليوم الجمعة، على أن يواصل الزيادة خلال الأسبوع المقبل، ليكسر حاجز 8.50 جنيهات.

وقال نائب رئيس شعبة المستوردين في الغرفة التجارية، سامح ذكي، في مقابلة مع "العري الجديد"، إن ارتفاع الدولار بالسوق السوداء يرجع إلى انخفاض الاحتياطي النقدي ووضع ضوابط جديدة لحوكمة الاستيراد، عقب اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع المجموعة الاقتصادية، السبت الماضي.

وأوضح أن اجتماع الرئيس وطلبه بتقنين الاستيراد أعطى إشارة لتراجع الاحتياطي الأجنبي، وهو ما أعلنه المركزي الأربعاء، متوقعا استمرار زيادة أسعار الدولار في السوق السوداء.

وكان السيسي، قد طالب الحكومة بترشيد الاستيراد من الخارج، للحيلولة دون تشكيل أعباء على موارد الدولة من العملات الأجنبية، لا سيما أن قوائم السلع المستوردة تضم العديد من المنتجات غير الضرورية التي يمكن توفير بدائل محلية لها بأسعار تنافسية وبجودة أفضل.
 
وحصلت مصر، خلال العام الجاري، على ودائع خليجية بقيمة 6 مليارات دولار، وأصدرت سندات دولارية بقيمة 1.5 مليار دولار.


اقرأ أيضاً: الاحتياطي الأجنبي لمصر يفقد 1.7 مليار دولار في سبتمبر

المساهمون