نعم لتعزيز أمنها الغذائي

حان وقت الاستراحة. فتجلس المزارعة الإندونيسيّة عند طرف حقل الأرزّ، وتمدّ رجلَيها المنهكتَين بعد ساعات طويلة من العمل في ذلك الحقل الموحل. في مقاطعة بانغلي الواقعة وسط جزيرة بالي في إندونيسيا، تعيش تلك المرأة وعائلتها من زراعة هذا الأرزّ الذي يُعَدّ الغذاء الرئيسي لأكثر من نصف سكان العالم، لا سيّما في القارة الآسيوية.

والمزارعة الإندونيسية معنيّة وكذلك إندونيسيّون كثيرون، بطريقة أو بأخرى، بالتقرير الذي أصدرته أمس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) تحت عنوان "نظرة إقليمية عامة على الأمن الغذائي والتغذية - 2017"، والذي شدّدت فيه على الحاجة الملحة إلى دعم النظم الغذائية الإقليمية وتسريع وتيرة العمل لتحسين أنظمة الغذاء والتغذية وإعادة ضبط نظمها الغذائية الضرورية من أجل توفير أغذية صحية ومغذية. وجاء في تقرير المنظمة أنّ منطقة آسيا والمحيط الهادئ تضمّ معظم سكان العالم الذين يعانون من نقص في التغذية، وهي في حاجة إلى إجراءات عاجلة لمعالجة سوء التغذية وتعزيز تناول الأغذية الصحية مع الحدّ من زيادة استهلاك الأغذية غير الصحية.

وحذّر تقرير الفاو من تزايد مؤشرات الجوع وسوء التغذية في تلك المنطقة، إذ أظهرت الأرقام الأخيرة أنّ نحو نصف مليار شخص فيها يعانون من نقص التغذية، الأمر الذي يؤدّي إلى عواقب وخيمة، خصوصاً بالنسبة إلى الأطفال دون الخامسة.

وطالب التقرير بضرورة تقديم مزيد من الاستثمارات في الزراعة، إلى جانب زيادة الاستثمارات في مجالات أخرى لمعالجة سوء التغذية، من قبيل تعزيز الأنظمة الصحية وتوفير مياه الشرب الآمنة وتحسين الأنظمة الغذائية خلال الأيام الألف الأولى من الحياة، بالإضافة إلى وضع سياسات ترمي إلى زيادة استهلاك الأغذية المتنوّعة والغنية بالمغذيات.

(العربي الجديد)