نص تكتيكي: جيش بدون استراتيجية دفاعية يسقط

05 مايو 2020
إيقاف ميسي يحتاج إلى استراتيجية خاصة (Getty)
+ الخط -
إن حماية دفاع الفريق من الهجوم وتلقي الأهداف في المرمى هي الأهم في كرة القدم، لكن لتحقيق "شرف" المحاولة فقط يجب على الدفاع أن يعمل وفق استراتيجية. سيتناول هذا التقرير أبرز الاستراتيجيات الدفاعية التي يستخدمها كل مدرب لحماية مرماه.

يقول "السير" أليكس فيرغيسون: "الهجوم يُحقق لك الفوز في المباريات، بينما الدفاع يُحقق لك الألقاب". من هنا تبرزُ أهمية الدفاع لدى أي فريق كرة قدم في العالم، ومن هنا تبرزُ أيضاً أهمية الاعتماد على استراتيجية دفاعية تُساعد المدرب في تحقيق أهدافه.

ما هي أبرز الاستراتيجيات الدفاعية:

الدفاع كمجموعة
إن الدفاع كفريق واحد أفضل من الدفاع بلاعب، لكن ما هو دور اللاعبين في استراتيجية الدفاع كمجموعة؟
- التحرك بإيجابية وشراسة مع الكرة والحفاظ على التوازن.
- الضغط الفردي من كل لاعب على منافسه.
- مراقبة تحرك المنافس والزملاء أيضاً.
- المحافظة على وحدة المجموعة وتغطية المساحات.

إن نجاح الدفاع كمجموعة يكمن في الحفاظ على ترابط الخط الدفاعي والتحرك على مستوى خط واحد. وهنا يبرزُ العامل الذهني المهم جداً في أي عملية دفاعية، لأن ترك أي لاعب لمركزه في المجموعة للضغط على حامل الكرة قرب منطقة الجزاء، يتطلب تغطية سريعة من زميله للثغرة والتواصل بين المدافعين واجب مقدس.

المحافظة على الخط (دفاع عالٍ أو منخفض)
تستند الاستراتيجية الدفاعية إلى قاعدة حرمان المنافس من نقل الكرة إلى منطقة الخطر، حيثُ تبدأ العملية حين يستلم المنافس الكرة وينطلق في هجمته، هو أمر مُشابه للحفاظ على الخط في المعارك الحربية. إنها عملية صعود المدافعين وفق خط واحد منظم والتوقف خلف الكرة.

في حالة الدفاع العالي، سيملك الفريق أفضلية استرجاع الكرة في منطقة جيدة لبدء هجوم مضاد، كما أنه يحمي المرمى من الهجمات بسبب تقدم الخط الواحد. أما في حالة الدفاع المنخفض، فالخط الدفاعي يتراجع ويتمركز في الخلف قبل تطبيق الضغط الدفاعي، هذا يسمح للمنافس بالحفاظ على الكرة، لكن التسجيل سيكون صعباً.

أهم ميزة في هذه الاستراتيجية هي بقاء المدافعين على خط واحد، خدمةً للأهداف التالية:
- السماح للاعبي خط الوسط والمهاجمين بالضغط على المنافس.
- قضم المساحات بين المدافعين ولاعبي خط الوسط التي يستغلها المنافس.
- رفع نسبة وقوع مهاجمي المنافس في مصيدة التسلل.

"مان تو مان" و"زونا ماركينغ"
هي استراتيجية دفاعية يطلب فيها المدرب من لاعبيه الرقابة، رجل لرجل، على لاعبي الفريق المنافس بدلاً من رقابة مساحة مُحددة من الملعب. هي حرفياً مراقبة لاعب لمنافسه واللحاق به بشكل مُستمر. وهناك نوعان: "مراقبة رجل لرجل في زون مُحددة" أو "رقابة جماعية؛ لاعب ضد لاعب".

في النوع الأول، "مراقبة رجل لرجل في زون مُحددة"، كل لاعب يراقب منافسه في المنطقة المُحددة له في الملعب، مثلاً الظهير سيُراقب الجناح لأنه يلعب في منطقته الفنية، وفي حال تحرك المهاجم مثلاً من الجهة التي يوجد فيها وسيُشكل خطراً، حينئذ يترك الظهير الجناح وينتقل للدفاع عن منطقته مكان وجود المهاجم.

أما النوع الثاني، "رقابة جماعية، لاعب ضد لاعب"، فهو أسلوب طُبق في حقبات كروية (50، 60 و70)، حيثُ يراقب كل لاعب منافسه المباشر على أرض الملعب. وربما لفت فريق أتلانتا بقيادة المدرب غاسبيريني الأنظار بتطبيقه الرقابة الجماعية، حين يضغط كل لاعب على المنافس الذي أمامه لحرمانه من التحرك والاستلام الصحيح للكرة.

التفوق العددي "المضاعفة"
نسمع في كرة القدم أحياناً أن فريقاً خلق كثافة عددية في منطقته الدفاعية لإيقاف المنافس واسترجاع الكرة سريعاً. هذا ما يحصل في هذه الاستراتيجية عندما يطلب المدرب خلق تفوق عددي أمام حامل الكرة خصوصاً في الثلث الدفاعي الأول، حيثُ يتقدم مدافع ثم يلحق به زميله ويضغطان لاستخلاص الكرة.

طبعاً أبرز الأمثلة على هذه الاستراتيجية هو إيقاف ليونيل ميسي ضد أي فريق، بعض الأندية نجحت في الحد من خطورته عبر الضغط بأكثر من لاعب، والبعض الآخر فشل مثل أتلتيك بلباو في نهائي كأس ملك إسبانيا عام 2015.

يبقى العامل الذهني خلال تطبيق أي استراتيجية دفاعية هو الأهم لأي فريق، فهو مثل الجيش في معركة أو حرب، في حال فشل خط دفاع في تطبيق الاستراتيجية، سيسقط ويفشل في مهمته المقدسة وهي "الانتصار مهما كلف الأمر".

دلالات
المساهمون