ناصر القدوة 2/2 الكل فشل في سورية

ناصر القدوة 2/2 الكل فشل في سورية

أنس أزرق

avata
أنس أزرق
23 سبتمبر 2014
+ الخط -
طموح لرئاسة دولة فلسطين

يناور القدوة في الإجابة عن سؤالنا، إن كان لديه طموح لرئاسة فلسطين، حيث يقول بعد تفكير: "ليس لدي شبق سلطة، وقد ظهر هذا المسلك بالابتعاد قليلاً، ولكن أية مهمة أستطيع القيام بها لخدمة فلسطين سوف أقوم بها، الرئاسة مسألة بعيدة عني، المسألة الآن ليس من هو الرئيس القادم، وإنما الحفاظ على قضية فلسطين، وأي طامح لا يرى هذا لديه مشكلة". الرجل حريص على علاقته بالرئيس الفلسطيني، أبو مازن، وإن كان يرى أن المقارنة بينه وبين أبو عمار ظالمة "كلٌّ له قدراته ورؤيته وأسلوبه، ولكن في المسائل الجوهرية، أعتقد أن هناك توافقا". كعضو لجنة مركزية في فتح يتشارك مع عدد من زملائه الرأي أن "فتح" ليس بحال جيدة و"أحوالها تتدهور "ولكنها الأقدر على "قيادة التحرك الوطني الفلسطيني". يستذكر الرجل بفخر الفتوى القانونية من محكمة العدل الدولية ضد الجدار العازل 2004، وكيف وفق في تشكيل فريق قانوني، وبأقل التكاليف، ويروي كيف قبل المحامي البارز، جيمس كراوفورد، بأتعاب رمزية. يرى أن الاتفاق الأخير عن غزة لن يصمد لأن الحلول يجب أن تكون "وطنية وتشمل الضفة وغزة" ولا بد من "استعادة الوحدة عبر شراكة حماس وفتح والسير نحو الدولة المستقلة". يختتم الرجل بتفاؤل حذر أن عدوان غزة الأخير أفرز واقعاً جديداً، وعلينا أن نستفيد منه، وهذا يتطلب جهداً فلسطينياً أولاً وأخيراً
الجزء الأخير من حوار العربي الجديد مع ناصر القدوة ركز على مهمته كنائب للمبعوثين كوفي انان والاخضر الابراهيمي لسورية ولماذا رفض النظام زيارته لدمشق:

انان حقق خطوات والخلاف ليس شخصيا مع الإبراهيمي

لماذا رفض النظام السوري مهمتك كنائب لكوفي أنان ولاحقا الأخضر الإبراهيمي؟
رسميّاً كرروا كثيراً أن هذا الموقف ليس شخصياً، وإنما بسبب تكليفي من الجامعة العربية، وهم يأخذون موقفاً نهائياً من الجامعة. كان من المفروض أن أذهب الى دمشق مع كوفي أنان، ولم يتم منحي تأشيرة دخول، وربما أخطأنا في تمرير الأمر.‬ أشير أنّ هناك علاقة شخصية محترمة بوزير الخارجية "وليد المعلم"وبنائب وزير الخارجية "فيصل المقداد"ومع عدد من المسؤولين السوريين، اشتغلنا سوية، وبالذات مع فيصل المقداد في نيويورك، نعرف بعضنا جيداً. ‫
-‬ هل تم أي تواصل بينكم وبين أي مسؤول سوري لتوضيح ذلك؟‬‬‬
لا ، ربما بسبب الحساسية، وأنا لم أحاول ولم نكرر طلب الحصول على تأشيرة الدخول . في كل الأحوال في الجولة الأخيرة التي شاركت فيها بداية شهر فبراير/شباط قبل مغادرتي الموقع، حضرت كل الاجتماعات في جنيف بين وفد النظام ووفد المعارضة وكان هناك علاقة طبيعية مع الوفد النظامي. ‬ على ماذا اشتغلت في هذا الملف؟‬‬ اشتغلت على الكثير من الأمور. على سبيل المثال مؤتمر "جنيف 1" والبيان الذي صدر، كلفني أنان بجزء كبير من المفاوضات التي جرت في هذا المجال. اشتغلت أيضاً مع المعارضة السورية وأظن أنّنا استطعنا أن نفهم تفاصيل أوضاعها وأن نقيم معها علاقات لا بأس بها .
‫-‬ لماذا لم تستقل مع أنان وبقيت مع المبعوث الثاني الإبراهيمي؟‬‬‬
بقي المبعوث الأول كوفي أنان ستة أشهر تقريباً، واستطاع خلالها أن يعمل أشياء كثيرة، النقاط الست ثم مجموعة العمل، قوة المراقبين، وجنيف1، وبيان جنيف، كل هذا كان أنان وراءه. المبعوث الثاني الأخضر الإبراهيمي، بقي ما يقارب 15 شهراً. أما لماذا رحلة الخروج؟ لسببين، الأول والأهم، أنه تشكلت لدي قناعة أنه لا يوجد إمكانية لإحراز أي تقدم مهم في المدى المنظور، هذا الأمر يُدمِي القلب، ولكن الظروف الدولية والواقع على الأرض يقولان ذلك. والسبب الثاني أمور داخلية متعلقة بسير العمل في البعثة، لم أعتقد أن هذا الوضع مثالي. ‫-‬ اختلفت مع الأخضر الإبراهيمي؟‬‬‬
المسألة ليست شخصية على الإطلاق، لا يوجد اختلاف شخصي، كل شخص له طريقة، بشكل عام وبغض النظر عن الأشخاص لم تكن المسألة تمضي بشكل إيجابي.
‫-‬ ما هي أبرز ملاحظاتك على مهمة المبعوث الدولي، ولا سيما في حقبة الإبراهيمي؟‬‬‬ الإبراهيمي دبلوماسي بارع وشخصية معروفة لها ثقلها، وفي النهاية الخط العام الذي تتبعه ليس وليد أفكارك فقط، هو وليد ظرف سياسي وحقائق سياسية على سبيل المثال، أعتقد أنه كان من المفترض أن يُعطي مزيدٌ من الأهمية للقوى الإقليمية وللتعاون معها، وليس التعاون مع الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية فقط.
- تقصد إيران وتركيا؟.
أقصد كل االقوى الإقليمية، بما في ذلك الأطراف العربية المعنية والمنغمسة في هذا الشأن كالسعودية وقطر، البعد الإقليمي على تعقيده يمكن أن يُعطى أهمية أكبر لأنه جزء من الحل، الآن القوى الإقليمية تلعب دوراً أساسيّاً، وليست مجرد متلقية لتوجيهات القوى العظمى، هذا ما عكس نفسه على المسألة السورية.
- تقول إن أنان حقق خلال فترة قصيرة خطوات مهمة، لماذا استقال في رأيك؟
استقال بسبب عدم تحوُّل "جنيف1" إلى قرار في مجلس الأمن. وبالتالي كان واضحاً أن القوى الأساسية، وبالذات القوى الخمس في مجلس الأمن، لن تقدم الدعم اللازم لهذا البيان ومحتواه.
‫-‬ لماذا استقال الإبراهيمي؟‬‬‬
كنت مغادراً، ليست لدي معلومات واضحة، ولكن يبدو أن ذلك حدث للسبب نفسه، وصل إلى قناعة أنّه لا يستطيع أن يدفع كما يجب باتجاه التوصل الى حل سياسي.
- إلى أين تعتقد أن الأزمة السورية تسير؟
بكل أسف لا يبدو أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح، لا يبدو أن المشكلة ستحل، وأنه سيتم التوصل فعلاً إلى حل سياسي توافقي بشكل أو بآخر منسجم مع بيان "جنيف1".
- هل كنت في صورة لقاءات المبعوثين أنان والإبراهيمي مع الرئيس بشار الأسد؟
طبعاً كنت في صورة هذه اللقاءات، الأمم المتحدة مؤسسة، وهناك محاضر وعلاقات واضحة بين العاملين فيها، وأعتقد أن اللقاءات بين أنان والاسد كانت إيجابية في بداية المهمة، وهذا سبب تمكُّن أنان من طرح بعض الخطوات في ذلك الوقت.
‫-‬ لماذا وصلنا إلى طريق مسدود إذاً؟‬‬‬
هذا أمر موضوعي ، مسألة التوصل إلى طريق مسدود لا يعود إلى نمط العلاقة مع الجهات الرسمية السورية، بما في ذلك أعلى مستوى لها، وإنّما يعود أيضاً إلى وضع الساحة السورية والسياسات المتبعة من قبل القوى الإقليمية والقوى الدولية…الخ. المسألة معقدة، ليست الأطراف السورية ولا الأطراف الإقليمية المتصارعة فقط، وإنما أطراف دولية متصارعة.
‫-‬ هل النظام مقتنع بالتسوية السياسية؟‬
لا أستطيع القول، إن النظام غير مقتنع بتسوية سياسية، لكن أستطيع القول، إن النظام لم يكن مقتنعاً "بجنيف1" فأتى إلى "جنيف 2" والمفترض نظريّاً أن يعمل على تنفيذ "جنيف 1" من دون أن يكون لديه استعداد لذلك.

محاولة أبو مازن

‫-‬ هناك من أشار أن مهمتك في سورية لم تكن محل رضى من القيادة الفلسطينية؟.‬‬‬
هذا غير صحيح إطلاقاً. أول شيء قمت به وكذلك الأمين العام للجامعة العربية هو الحديث مع الرئيس محمود عباس، والرجل رحّب بشدة، وأنا كنت على تواصل دائم معه فيما يتعلق بالوضع السوري، وهو بالمناسة مهتم جداً بالوضع السوري. ‫
-‬ ولعب دوراً. هل لك تأثير في ذلك؟‬‬‬
لم يكن لي دور في هذا، فلا بد من التمييز بين العمل الفلسطيني والعمل العربي الدولي حتى لو كنت فلسطينياً، ولكن هناك تنسيق.
‫-‬ ما الذي دفع الرئيس، أبو مازن، للاجتماع بهيثم منّاع وهيئة التنسيق الوطنية؟.
‬‬‬ اهتمام صادق من أبو مازن بالشأن السوري لأسباب عديدة، منها أسباب شخصية وعاطفية، ومنها حياته لفترة في سورية، وعلاقاته مع الطرفين.
‫-‬ لكنه اختصر جانب المعارضة على هيئة التنسيق فقط؟
لا ليس صحيحاً، لم يقتصر على هيئة التنسيق، وحدث الكثير من اللقاءات، ولا أعتقد أنني أذيع سراً، كما كان حريصاً على إقامة علاقات مع النظام، وكان يحاول فعلاً أن يقوم بدور دافع باتجاه التوصل الى تسوية سياسية ومقبولة من الشعب السوري ومن الأطراف السورية.
‫-‬ وفشل!‬‬‬؟
الكل فشل .. لم ننجح. هل لا تزال هذه المساعي مستمرة؟
لا أعتقد أنها مستمرة بالشكل نفسه على الأقل. ‫
-‬ هل عندك اطّلاع على جهود "فتح" والسلطة الفلسطينية فيما يخص مخيم اليرموك؟‬‬‬
الحقيقة ليس لدي تفاصيل، ولكن مخيم اليرموك مأساة حقيقية، الأطراف الفلسطينية عملت بشكل جاد على تحييد المخيم، لم تنجح، رغم ان المساعي استمرت وتحقق بعض التقدم في هذا المجال. ‫

مبعوث الجامعة العربية في ليبيا

-‬ الآن تكليف جديد لك من الجامعة العربية في ليبيا، أنت عشت فيها طفولتك.. متى؟‬‬‬
فترة المدرسة كلها حتى الثانوية في بنغازي.
‫-‬ هل كان العقيد القذافي يعرف أن زوج أخت ياسر عرفات في ليبيا؟‬‬‬
نحن كنّا في ليبيا قبل القذافي، ويصعب علي أن أتصوّر أن القذافي لم يكن يعرف.
‫-‬ ما هي المبادرة التي تعمل عليها في الشأن الليبي؟‬‬‬
هذا تكليف من الأمين العام ذو طبيعة سياسية، وهو المساعدة في إجراء المشاورات اللازمة والتوصل إلى تصوّر للعمل العربي الممكن في ليبيا. الدول العربية يجب أن تكون جزءاً أساسيّاً من الحل، وبطبيعة الحال دول الجوار يجب أن تلعب دوراً مهمّاً لأنّ مصالحها متضررة من الوضع في ليبيا، أنت بحاجة إلى توافق ليبي وتوافق الدول المنغمسة في الشأن الليبي. ‫
-‬ لكن هناك تناقض في الموقف العربي، حالة مصر والامارات وقطر كمثال!‬‬‬؟ نعم هناك افتراق عربي، ودعم لطرفي النزاع من كل جهة، وهذا سبب حقيقي لضرورة إحراز توافق عربي حول الحل في ليبيا. باختصار أدعو إلى تحييد ليبيا من هذه المواجهة، ولنتفق على تصوّر تفصيلي ونتوجّه إلى حوار وطني ليبي شامل، ويمكن بعد ذلك بموافقة كل الأطراف الليبية أن يكون هناك وجود دولي للمساعدة، لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، ولبناء الجيش وغيره.

المساهمون