مُطلقو المفرقعات في القدس.. مشاريع شهداء

02 نوفمبر 2015
"يتبارى" جنود الاحتلال في قتل الأطفال (عصام ريماوي/الأناضول)
+ الخط -
يُحذّر مسؤولون فلسطينيون من العواقب الوخيمة لقرار شرطة الاحتلال، باستخدام الذخيرة الحية ضد مطلقي الألعاب النارية (المفرقعات)، في المواجهات التي تشهدها مدينة القدس المحتلّة وأحياؤها المختلفة، تحديداً البلدة القديمة.

ويزداد استخدام إطلاق المفرقعات في المواجهات التي تشهدها القدس، والتي يجد جنود الاحتلال صعوبة في مواجهتها، عدا عمّا تحدثه من حالة فزع وإرباك في صفوف الجنود والمستوطنين على حدّ سواء. ويقول في هذا السياق، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري لـ"العربي الجديد"، إن "من شأن استخدام الذخيرة الحية ضد مطلقي الألعاب النارية أن يضاعف من أعداد الشهداء". ويلفت إلى أن "شهداء عدة سقطوا لمجرّد الاشتباه بهم، بفعل الاستخدام الواسع من جنود الاحتلال للذخيرة الحية ضد مدنيين أبرياء". ويشير الحموري إلى أن "حكومة الاحتلال هي من يتحمل المسؤولية عن هذا العدد الكبير من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين، بعد أن منحت جنودها تصريحاً بالقتل والضغط السريع على الزناد".

التحذير ذاته يطلقه مدير مركز "معلومات وادي حلوة" في سلوان، جواد صيام، في حديثه لـ"العربي الجديد"، والذي يرى في التعليمات الجديدة، خروجاً على المألوف من قوات الاحتلال في مواجهة هبّة شعبية سلمية، لا تجد وسيلة للدفاع عن نفسها سوى بالحجارة والاحتجاج.

وينوّه صيام إلى أن "الضحايا الذين استشهدوا برصاص جنود الاحتلال وشرطته هم في غالبيتهم من الأطفال والفتية القاصرين، ومعظم من يطلق الألعاب النارية، هم، أيضاً، من الفتية والأطفال، ما سيؤدي إلى استشهاد المزيد منهم أو جرحهم".

ويتهم جنود الاحتلال بـ"التباري في قتل الأطفال والفتية الفلسطينيين، وخصوصاً أن ما يرتكبونه من جرائم قتل وإعدامات ميدانية، تلقى دعماً وتشجيعاً من قطاع واسع من الجمهور الإسرائيلي، الذي يرى ما يقوم به الجنود أعمالاً بطولية تستحق الثناء والدعم".

اقرأ أيضاً: زجاجات المقدسيين الحارقة... الأرخص ثمناً لمواجهة جيش الاحتلال ومستوطنيه

من جهته، يعتبر مسؤول ملف القدس في حركة فتح، حاتم عبد القادر، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "التعليمات الجديدة تُبرز فشلاً إسرائيلياً ذريعاً في مواجهة انتفاضة القدس، لأنها تواجه جيلاً جديداً من الأطفال والفتية، أغلقت في وجهه أبواب الأمل بمستقبل بعيد عن الحروب والقتل".

ويلفت عبد القادر إلى أن "استخدام الذخيرة الحية في مواجهة المفرقعات النارية، معناه المزيد من الإعدامات والتصفيات، وهذه المرة ليس بذريعة الطعن أو الدهس، بل بسبب حيازة الألعاب النارية واستخدامها ضد جنود الاحتلال". وتدّعي سلطات الاحتلال، أنها سجلت خلال الهبّة الأخيرة في القدس، زيادة ملحوظة في استخدام المفرقعات النارية في مواجهة جنود الاحتلال في اقتحاماتهم الأخيرة للمسجد الأقصى.

وقد أظهرت لقطات فيديو حالة الذعر التي تنتاب الجنود من تلك المفرقعات، الذي يتقن شبان البلدة القديمة من القدس على وجه التحديد استخدامها وتوجيهها ضد أهدافها، سواء الجنود أو البؤر الاستيطانية. وتُعدّ بلدة سلوان ومخيم شعفاط من أكثر الأحياء استخداماً لهذه المفرقعات، وتُعتبر البؤر الاستيطانية والأبراج العسكرية، أهدافاً مفضّلة لمطلقي تلك المفرقعات.

وقد تمكنت مجموعات من الشبان الفلسطينيين من المزواجة في استخدام هذه المفرقعات، والزجاجات الحارقة، والعبوات الناسفة الأسطوانية أو ما يطلقون عليها "الأكواع المتفجرة"، ما تسبب في إيقاع إصابات في صفوف الجنود.

اقرأ أيضاً: جرحى الانتفاضة.. حالات حرجة تعجز أمامها المستشفيات الفلسطينية
المساهمون