باختصار، ميسي سجل بين خمسة مدافعين للفريق الهولندي ومن زاوية صعبة جداً، لكن بالنسبة للمشجع الأمر كان في غاية السهولة.
عبقرية أمام خمسة مدافعين
يُحاول المهاجم عادةً الهرب من الرقابة كي يتحرر من الضغط ويكسب المساحات وإنهاء الفرص في الشباك، لكن هذا الحديث لا ينطبق على ليونيل ميسي. لاعب مثل الأرجنتيني يجذب المدافعين دائماً، لأن ترك المساحة له أمر كارثي وعواقبه قاسية. وعكس معظم المهاجمين ميسي يعرف جيداً كيفية التحرر من الضغط والرقابة اللصيقة حتى لو كانت من مدافعين أو أكثر.
أمام أيندهوفن مثلاً، استلم ميسي الكرة داخل منطقة الجزاء تحت مراقبة ثلاثة لاعبين، غير اتجاهه في لحظة فخدع المدافع على يساره واخترق ثم غير اتجاهه مرة أخرى فخدع المدافع الذي يلحق به من على يمنيه. ليجد نفسه بعد ذلك محاطاً بأربعة لاعبين من الفريق الهولندي وفي زاوية صعبة للتسديد بسبب وقوف حارس المرمى في مكان قريب من القائم. لكن شرحا بسيطا للصورة الأخيرة قبل التسديد يكشف عبقرية ميسي في إنهاء الفرصة رغم ضيق المساحة.
تواجد أمام مسار تسديد ميسي الاعتيادي لاعب وهو اللاعب نفسه الذي أغلق مسار رؤية الحارس تماماً. عندها اتخذ ميسي القرار بسرعة عبر التسديد إلى زاوية الحارس من مكان صعب، لأنه على يقين أن التسديد إلى الجهة الأخرى كان مستحيلاً. في معظم الحالات الكرة لا تدخل بسبب ضيق الزاوية وصعوبة زاوية التسديد، لكن ميسي يعرف جيداً كيفية استغلال المساحات الضيقة ولو حتى بين أربعة أو خمسة مدافعين.
سرعة التصرف
الجميع يتذكر الهدف التاريخي لليونيل ميسي في مرمى أتلتيك بلباو في مسابقة كأس ملك إسبانيا في عام 2015، فالطريقة مُشابهة تماماً. تلاعب ميسي بأكثر من لاعب ثم دخل منطقة الجزاء وغير اتجاهه فجأة في المساحة الضيقة أمام ثلاثة مدافعين وسدد الكرة بينهم نحو الزاوية الأصعب بالنسبة لمسار رؤيته وانطلاقته، فعادةً ميسي كان يُسدد الكرة في مثل هذه الحالات نحو يمين الحارس وليس زاويته التي يقف فيها.
لكن انطلاقاً من هذا الهدف أيضاً، يمكن معرفة قدرة ميسي على التحرك في المساحات الضيقة والتسجيل بطريقة سهلة جداً ونحو أصعب الزوايا في المرمى. وهناك أمثلة كثيرة على هذه العبقرية الكروية في استخدام المساحات الضيقة بأفضل طريقة ممكنة وبسيناريو مستحيل للكثير من المهاجمين.
هدفه ضد ميلان في دوري أبطال أوروبا عندما كان مُحاطاً بأربعة لاعبين، حينها استلم الكرة وبلمح البصر سدد الكرة في أعلى الزاوية المستحيلة لحارس المرمى. هدفه ضد فريق شتوتغارت الألماني عندما انطلق سريعاً وعندما وجد نفسه مُحاطاً بأربعة لاعبين سدد الكرة في أعلى زاوية المرمى. هي طريقة ميسي العبقرية في إنهاء الفرص في المساحة الضيقة بسبب سرعة التصرف والذكاء الخارق.