موقعة "إيبدو"

12 يناير 2015
+ الخط -

عندما فُجعت باريس، عن بكرة أبيها، بالتفجيرات التي نفذها الأخوان كواشي على مقر صحيفة "شارلي إيبدو"، لأنه حدث غير مسبوق في العاصمة الفرنسية، كان يغيب عنهم، أو عن بعضهم إن لم أخطئ الظن، وبعض الظن إثم، خديعة تم حبكها بهدوء، في خارج الحدود الفرنسية.
ولأن كل الشواهد على الأرض تدعو إلى فرضية الخديعة اليهودية، يسوغ لي القول إنه تم إغراء منفذي الهجوم بمغريات عديده للبدء به، وإطلاق نيرانهم بكثافة، وأول داعٍ لتنفيذ ذلك استهجان محرري الصحيفة الديانة الإسلامية بنشرها رسوماً تؤذي مشاعر المسلمين في أنحاء الأرض قاطبة، وفى ذلك أكبر سبب، وكفى به إثماً مبيناً. والصهاينة أهل خداع ومكيدة منذ نشأتهم، ولن تعجزهم الحيل وأفكار السوء، لاستدراج شابين من ذوي العاطفة الجياشة لتنفيذ أي خطة يرسمونها ويضعون مساراتها ومآلاتها. إنها الخدعة المتكاملة الأركان، فلئن كانت عاقبتها أن يكون شعار الباريسيين بعدها (كلنا شارلي)، كما هو واقع الآن، فحسبهم من ذلك نجاح وانتصار ترقص لهما أفئدتهم.
لن ترهبهم بعد الآن السكين التي يذبح بها تنظيم الدولة الإسلامية رقاب الناس كما الشياه، وسيصرف الناس أنظارهم عن تل أبيب وشياطينها، وعن الأقصى والانتهاكات التي يتمنوها، وعن هذا الامتداد الجغرافي الطبيعي الذي يتطوع به عبد الفتاح السيسي بمسح البيوت السيناوية وهدمها، تمهيداً لمقدمهم. وسينسى الناس أهل سورية والبراميل المتفجرة، تلك التي يأمر بها بشار لإفناء سورية من البشر والحجر الذي يتطاير فوق رؤوسهم، صباح مساء.
سيلتفت العالم الأوروبي إلى التضييق على المسلمين، أينما حلّوا، وحيثما راحوا، وسيكون رد الفعل الرسمي تحالف كبير قد تتزعمه الولايات المتحدة الأميركية، للقضاء على المسلمين، بحجة تطهير كوكب الأرض من الإرهابيين، وسيؤلفون اسماً لامعاً للعملية المرتقبة، مثلما يتم، الآن، سحق المسلمين في العراق، بحجة القضاء على الإرهاب، فإذا تم ذلك كله، وأرجو من الله صادقة أن لا يتم شيء ممّا توقعته، تكون موقعة (شارلي إيبدو) ومن قبلها موقعة (سيدني) قد أتيا أُكلهما على أتم الوجوه.
من الأوجب على فلذات أكبادنا في كل الأنحاء أن لا ينساقوا وراء أي شعارات، يراد بها الباطل والضرر بأمتنا الإسلامية، وأن ينتبهوا لمكر الصهاينة، وأذنابهم في المنطقة العربية، وما أكثرهم، لأن مخطط اليهود تم تحديده منذ أمد بعيد، عندما اجتمع شيطانهم الأكبر هرتزل في سنة 1897 في مدينة بال في سويسرا بثلاثمئة من أعتى حكماء صهيون.

 

 

avata
avata
درية خالد (السودان)
درية خالد (السودان)