موسكو لن تفرض عقوبات انتقامية ضد الغرب

موسكو لن تفرض عقوبات انتقامية ضد الغرب

30 ابريل 2014
تتلاشى سيطرة كييف على مساحات واسعة شرقاً (سكوت أولس/getty)
+ الخط -

استبعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، اتخاذ بلاده إجراءات للردّ على العقوبات الغربية. جاء ذلك بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية عن بحثها في تدابير إضافية دعماً لأعضاء حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا، في حين واصل المحتجون الأوكران، الموالون لروسيا، عمليات استيلائهم على المباني الحكومية.

وقال بوتين، الثلاثاء، إن روسيا لا ترى حاجة لفرض عقوبات انتقامية ضد الغرب، لكنها قد تعيد النظر في مشاركة الشركات الغربية في اقتصادها، بما في ذلك مشاريع الطاقة، وأوضح: "نرغب بشدة في ألا نلجأ إلى أي إجراءات للرد. لكن إذا استمر مثل هذا الأمر، فإننا سنضطر لأن نفكر في من يعملون في القطاعات الأساسية للاقتصاد الروسي، بما في ذلك قطاع الطاقةK وكيف يعملون".

جاء ذلك في تصريحات صحافية أدلى بها الرئيس الروسي، من مدينة منسك، عاصمة جمهورية روسيا البيضاء، التي يزورها للمشاركة في أعمال المجلس الاقتصادي الأوراسي، المنعقد على مستوى رؤساء الدول.

وأعلنت الولايات المتحدة، قبل يومين، عن جولة جديدة من العقوبات، استهدفت رجال أعمال وشركات روسية، بينما وضع الاتحاد الأوروبي في قائمته السوداء 15 شخصاً من روسيا وأوكرانيا، بهدف تجميد الأصول ومنع تأشيرات الدخول.

وكرر بوتين اتهاماته للولايات المتحدة بتدبير أزمة أوكرانيا، وحث كييف والمحتجين الموالين لروسيا، على احترام اتفاق جنيف، الذي تم التوصل إليه في 17 أبريل/ نيسان، وهدف إلى نزع فتيل الأزمة، والجلوس إلى طاولة المفاوضات.

كذلك أعرب الرئيس الروسي عن أمله في الإفراج السريع عن المراقبين العسكريين الأوروبيين، الذين يحتجزهم منشقّون موالون لبلاده. وقال بوتين في تصريحات متلفزة "آمل أن يتم حل هذا النزاع".

وفي شرق أوكرانيا، تحدث رئيس بلدية سلافيانسك، معقل الحراك الانفصالي، فياتشيسلاف بانوماريف، الثلاثاء، عن "تقدم ملحوظ وحوار مثمر"، في المفاوضات حول إطلاق سراح المراقبين. وأشار إلى "نتيجة إيجابية" في أقرب وقت.

يأتي ذلك في وقت فيه وصل الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لامبيرتو زانييه، أمس، إلى كييف للقاء مسؤولين أوكرانيين وبحث قضية المراقبين.

في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، أن بلاده تبحث اتخاذ تدابير إضافية دعماً لأعضاء الحلف الاطلسي في شرق أوروبا، عبر تعزيز التدريبات العسكرية المقررة في يونيو/ حزيران في دول البلطيق.

وقال كيربي، إن تدريبات "بالتوبس" البحرية المتعددة الأطراف، ونظيرتها البرية "سايبر سترايك" مقررة "منذ وقت طويل"، لكن "البنتاغون" يدرس "تعزيزها بوسائل إضافية موجودة سلفاً في أوروبا، ربما تكون مزيداً من الطائرات وربما مزيداً من السفن".

وعرض وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، هذا الاحتمال على نظيره الأستوني، سفين ميكسر، خلال لقائهما، الثلاثاء، في مقر الوزارة، بحسب كيربي، الذي تطرق إلى المكالمة الهاتفية، التي جرت بين هيغل ونظيره الروسي، سيرغي شويغو، معترفاً بتباعد المواقف بين الرجلين. وقال إن "الطرفين متفقان على أنه آن الأوان لخفض التوتر، وبلوغ حلول دبلوماسية سليمة وصلبة، لكن التباين يكمن في كيفية تحقيق هذا الأمر". وبخلاف ما أعلنته موسكو عن أن قواتها، التي شاركت في"مناورات قرب الحدود الأوكرانية عادت إلى ثكنها، أكد كيربي أن الولايات المتحدة لم ترصد تحركات مماثلة.

ميدانياً، فتح انفصاليون موالون لروسيا النار على مركز للشرطة في مدينة لوهانسك، وذلك بعد سيطرتهم على مقرّ الحكومة الإقليمية، في الوقت الذي تتلاشى فيه سيطرة كييف على مساحات كبيرة من شرقي أوكرانيا.

وفي وقت سابق، استولى نشطاء موالون لموسكو على مقرّ حكومة منطقة لوهانسك، وهي ثاني مؤسسة من نوعها تسقط هذا الشهر، بعد السيطرة على مقر حكومة منطقة دونيتسك المجاورة.

وطالب القائم بأعمال رئيس أوكرانيا، أولكسندر تيرتشينوف، وزارة الداخلية بإقالة قادة الشرطة في لوهانسك ودونيتسك.

وأضاف في بيان "الغالبية الساحقة من هيئات إنفاذ القانون في الشرق غير قادرة على القيام بواجباتها للدفاع عن مواطنينا".

وتواجه السلطات الأوكرانية صعوبة في إيجاد وسيلة لطرد الانفصاليين، الذين استولوا أيضاً على مبنى بلدية صغير في بيرفومايسك، في منطقة لوهانسك اليوم الثلاثاء.

وبدأت كييف عملية لـ"مكافحة الإرهاب" في أوائل أبريل/ نيسان لكنها لم تسفر حتى الآن عن تحقيق نتائج تذكر.

المساهمون