مهرجان الفيلم الأردني: محاولة رقم 2

مهرجان الفيلم الأردني: محاولة رقم 2

07 اغسطس 2014
من "خيانة الجسد" لـ أحمد الفالح
+ الخط -

ستة أفلام محليّة تتنافس على أربعة عشر جائزة تضمن عدم خروج أحدها بـ"خفيّ حنين"، على أقلّ تقدير، تلك هي حصيلة "مهرجان الفيلم الأردني"، في الدورة الثانية، الذي انطلقت عروضه مساء أمس، متواصلة حتى الإثنين المقبل، في "المركز الثقافي الملكي".

خمسة من أفلام المهرجان من إنتاج وزارة الثقافة، الجهة المنظمة للمهرجان بالتعاون مع نقابة الفنانين، وواحد منها من إنتاج "المركز الثقافي الملكي"، الذي يتبع للوزارة نفسها، وعليه؛ يكون المهرجان تنظيماً وإنتاجاً، وبالضرورة رؤية، من صناعة الوزارة؛ ما يجعلنا ننحّي جانباً أية رؤية يمكن تمريرها من خلاله لا تتوافق مع الرؤية الرسمية على الصعد كافة.

وأما الأفلام فهي: "خيانة الجسد" لأحمد الفالح، و"الأمل بالحب" لزيد القضاة، و"رسالة قيد" لحمزة ملحم، و"التّسليم فورا" لرولا حجّة، و"رسمته من حلمي" لزيد القضاة، و"لقيطة" لرمضان الفيّوميّ، و"بارافرينيا" لعلي اربيعات، والأفلام جميعها مشاريع أولى لمخرجين شباب.

في افتتاح المهرجان تراجع "خيانة الجسد" إلى اليوم التالي، ليحل محلّه "الأمل بالحب"، الذي قام بأدائه جميل براهمة وريم بشناق، ويعاين علاقة زوجين متواصلين مع بعضهما بحيث لا يستطيع أحدهما العيش من دون الآخر، وبما أن الزوج كان أصيب بحادث ما جعله مقعداً، من دون أن نعرف شيئاً عنه، فإن حالته الصحية سرعان ما تتدهور، فيموت، وتصبح حياة زوجته من بعده من دون معنى.

هي حكاية تقليدية، في مجتمعات ترى أن لا حياة للزوجة بعد وفاة زوجها، أما لغة الفيلم فكانت أقرب إلى الخطابة، حيث رددت كلمتا "حبيبي" و"حبيبتي" عشرات المرات، حيث لم يجد المخرج سبيلاً للتعبير عن "حالة الحب" تلك غير اللفظ المباشر، كما عمد المخرج إلى التعبير عن الحالات النفسية لبطل فيلمه من خلال أشعار يفترض أنها من تأليفه، لصالح تراجع الخطاب الدرامي بصرياً.

الفيلم نفسه، الذي تقارب مدته عشرين دقيقة، ظلّ محصوراً برؤية تلفزيونية رتيبة، وأداء فاتر من قبل ممثليه، ويعكس حالة الدراما في الأردن عموماً، وما تعانيه من تكلس وجمود.

وإذا كان "الهدف الأسمى لهذا المهرجان إيجاد حالة من الحراك السينمائي في الأردن، وإثارة الراكد الإبداعي، ليكشف عن مواهب سينمائية لم تسنح لها الفرصة، ولم يوفر لها المنابر لتقديم ذاتها"، بحسب مديره، مدير مديرية الفنون والمسرح في الوزارة، المخرج محمد الضمور، فإن الوسيلة التي يمكن تحقيق ذلك الهدف من خلالها تظلّ غامضة، وبعيدة عن الإجراءات الواقعية، في ظل هيمنة الوزارة عليه، تنظيماً وإنتاجاً ورؤية بالضرورة.

المساهمون