منع "حلاوة روح" في مصر يؤجّج "النكايات" السياسيّة

18 ابريل 2014
ملصق فيلم "حلاوة روح"
+ الخط -
ترافق عرض فيلم "حلاوة روح"، بطولة هيفا وهبي واخراج سامح عبد العزيز وانتاج شركة السبكي، في صالات السينما المصرية، مع جدل واسع طال محتواه، إذ اتهم البعض منتجيه بنقله بشكل فج من فيلم "مالينا"، بطولة النجمة الايطالية مونيكا بولوتشي، كما اتّهمه آخرون بمخالفة عادات وتقاليد المجتمع المصري، وسرعان ما تحوّل هذا الجدل إلى مادة من مواد الصراع السياسي بين الفرقاء في مصر.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي أكبر ساحة لهذا الصراع، بعد نقاشات متفرّقة قام نشطاء بتخصيص "هاشتاغ" خاص بمنتج الفيلم، يعبّرون فيه عن رآيهم في محتوى أفلامه المثير للجدل، حمل اسم "#وجه_كلمة_للسبكي"، عبّرت فيه الغالبية عن استيائها من أفلامه ومن نوعية المحتوى الذي يقدمه. وأبرز هذه التعليقات: "الهاشتاج ده هيخلّي باسم يوسف يحطّ عليك الحلقة الجاية بإذن الله.. قول حاحا"، و"فاضل إيه تاني تعمله.. إنت خلّيت طفل صغيّر بطل فيلم للكبار فقط"، "يعني أفلامه بتعمل أعلى إيرادات وعايزينو يوقّفها!!"، في تحميل غير مباشر للجمهور الذي يُقبل على هذه النوعية من الأفلام، فيما حاول آخرون "استتابة" المنتج الى الصراط المستقيم عبر تذكيره بآيات من القرآن الكريم مثل: "إنّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشة...".. الى آخر الآية.

ثم جاء قرار رئيس حكومة الانقلاب، محلب، بسحب الفيلم من دور العرض مفاجئاً للجميع، ما أثار شكوكاً حول مدشني الهشتاغ والأهداف الحقيقية من ورائه. وزاد احتدام الجدل الحاصل حول الفيلم، ما دعا الدكتور الجوادي إلى التغريد على تويتر بالتالي: "كان الأولى برئيس الوزراء أن يمنع فيلم حلاوة المحلة"، غامزاً باتجاه فضيحة مدرب الكاراتية في مدينة المحلة، والتي تسببت فيها مشاهد مخلّة له مع بعض زوجات ضباط الشرطة والقضاة.

وفور اتخاذ محلب القرار بمنع "حلاوة روح"، قام نشطاء، معظمهم من مؤيدي الانقلاب العسكري الذي وقع في 3 يوليو/ تموز 2013، بتدشين هاشتاغ يرحّب بقرار محلب. وفي حين عبّر بعضهم عن وجهة نظر شخصية، إلا أنّ كثيرين حوّلوا الموضوع إلى حفل تهليل واشادة بالسيسي، "الذي أنقذ مصر من الوقوع في الرذيلة"، وفق قولهم، كما وردت تعليقات مثل: "يا بتوع حرية الإبداع، ولادنا بعد سنين هيفتكروا إننا كنّا عايشين تحرّش ورقص وبلطَجَة وعبده موتة"، و"القضاء على السبكي أو القضاء على أطفال مصر"، و"يا ريت مايكنش قرار فردي ونهلّل له، وبعد كده لا شيء. أطالب بمنظومة تمنع أي فيلم يدعو الى الاسفاف".

في خضمّ الجدل و"النكايات" السياسية، تاه سؤال جوهري: أين كانت حكومة محلب والرقابة الفنية من كتابة الفيلم وتصويره، وكيف يتم سحب فيلم أجيز عرضه من لجنة الرقابة على المصنّفات الفنية؟

سحب الفيلم حوّل الأنظار إلى الحرية الفنية والتحكّم بالمُشاهد "القاصر"، الذي رأت الحكومة واجب إرشاده الى ما عليه مشاهدته. وقام كثيرون بالمقارنة بين فترة حكم الاخوان وعهد الانقلاب، والتي لم تأتِ في صالح بطلة الفيلم، في ظنهم، فقالت مغرّدة: "بس لازم نعترف إن هيفا حظّها وحش قوي! لو كان فيلمها اتمنع في عهد الاخوان كانت هتلاقي متضامنين كتير معاها وكلّهم هيكونوا مع حرية الفن!"، بينما اتهم آخر النشطاء بالنفاق: "يا منافقين، يا سطحيين، وعايزين تتحكّموا بالكرباج! لو كان هشام قنديل عملها كنتوا زيّطوا على حرية الابداع!".

دلالات

المساهمون