منتدى الجزيرة الثامن: روح التغيير بالعالم العربي لم تنكسر

26 مايو 2014
العريّض: العرب لن يعودوا إلى ما قبل 2010(الجزيرة نت)
+ الخط -

اختارت شبكة الجزيرة سؤال: "إلى أين تتجه حركة التغيير في العالم العربي"، موضوعاً للدورة الثامنة لمنتداها، الذي بدأ جلساته في الدوحة، اليوم الاثنين، ويختتمها الأربعاء. وكان لافتاً أن تختار الشبكة الإخبارية مسؤولاً تركياً بارزاً لمحاضرة الافتتاح الرئيسية، هو نائب رئيس الوزراء، بولنت أرانج، وإن شارك في الجلسة بعده رئيس الحكومة التونسية السابق، والقيادي في حركة النهضة، علي العريّض.

واعتبر الاثنان، كما مشاركون آخرون في جلسة تالية، أن "حركة التغيير في العالم العربي مستمرة ومتواصلة، ولم تنكسر، أو تصل إلى نهاياتها بعد، على الرغم من الإخفاقات والعثرات التي تواجهها".

وطالب أرانج، في كلمته، بتفعيل دور جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المنظمات الإقليمية، للتأثير إيجابياً في الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية، وقال، إن المنطقة تشهد تغيرات وتحولات كثيرة، وعلى الرغم من التحديات التي تعرقل التغيير، إلا أن روح التغيير لا تزال قائمة. ووصف الأحداث في سورية بأنها مأساة إنسانية كبيرة، وقال إن تركيا لم يكن في وسعها أن تقف مكتوفة الأيدي أمام التحولات في العالم العربي، حيث ترى أنه لا بد من وضع استراتيجيات بعيدة المدى، وليست قصيرة وقائمة على مصالح يومية، وأن التحولات التي تشهدها المجتمعات العربية يجب أن تكون في الأعماق.

وجزم علي العريّض، وهو السجين لثلاثة عشر عاماً في عهد الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، بأن "الدول العربية لن تعود إلى ما قبل نهاية 2010، على الرغم من الانتكاسات التي تشهدها دول الربيع العربي التي انتفضت شعوبها ضد النظم الاستبدادية. واعتبر أن من أهم التحديات التي تواجه بلاده بعد الثورة مقاومة الجريمة، والإرهاب الذي استغل ما كانت تمرّ المنطقة به لمحاولة فرض سيطرته، مع حاجة تلك الدول للإصلاح واحترام حقوق الإنسان، في الوقت نفسه. وأضاف أنه ليس من الحكمة الإسراع في اعتماد مقولات نجاح الثورات وفشلها، وقال إن الثورات وما تلاها ليست المستقبل، بل البداية.

غياب دول خليجية

ويشارك نحو 400 من السياسيين والخبراء وقادة الرأي والإعلاميين، من أكثر من 50 دولة في أعمال المنتدى، وكان لافتاً عدم حضور مشاركين من البحرين والسعودية والإمارات. واستعرضت أولى جلساته أجواء احتجاجات وإصلاحات وانتكاسات وثورات في المغرب والعراق وسورية واليمن ومصر، بمشاركة ناشطة يمنية ومسؤولة مغربية ومحافظ نينوى في العراق والكاتب الفرنسي ألن جريش، والمفكر والأستاذ الجامعي السوري ورئيس المجلس الوطني المعارض السابق، برهان غليون.

تلوّن سنوات ما بعد الربيع

وكان مدير عام شبكة الجزيرة، مصطفى سواق، قد لفت في كلمته الافتتاحية، إلى أن "منتدى الجزيرة الثامن" يسعى إلى بحث تحولات تمرّ بها حركة الثورة العربية، بدءاً بمراجعة المسارات الانتقالية، ومروراً برصد عقبات تقف في وجهها، وليس انتهاءً بمحاولة استشراف مستقبل المجال العربي واتجاهات التغيير فيه.

وقال "غلبت على السنة الأولى نشوة الانتصار على الدكتاتورية، بعد إطاحة رؤوسها في أكثر من دولة عربية، بينما طغى على السنة الثانية حماس الانتخابات التي أفرزت مشهداً سياسياً مختلفاً عما ألفته المنطقة العربية منذ قيام الدولة الحديثة. وارتقت إلى سدة الحكم، ولأول مرة في تاريخها، حركات الإسلام السياسي، في حين انكفأت القوى الليبرالية واليسارية إلى مواقع المعارضة، أو الشريك الأصغر في الحكم. وفي السنة الثالثة، برزت إلى السطح جملة من العقبات، وضعت الثورة وقواها أمام تحديات كبيرة، تراوحت آثارها بين عرقلة المسار الانتقالي في أكثر من محطة، والانقلاب عليه جملة والعودة خطوات إلى الوراء".

حضور متنوع

ومن بين المشاركين في المنتدى، رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أحمد طعمة، وإثيل النجيفي محافظ نينوى في العراق، وسمية بن خلدون الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي في المغرب، وداليا مجاهد المستشارة السابقة للرئيس الأميركي باراك أوباما، وجمال بنعمر مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن، وطارق متري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا.

ويتميز منتدى الجزيرة الثامن بمشاركة شبابية، وسيجري التعرف على مبادرتين شبابيتين، جمعت مساهمين من ست دول عربية شاركت في مسابقة نظمها مركز الجزيرة للدراسات، وشارك فيها 828 شاباً من 17 دولة، ثم اختارت لجنة التحكيم المبادرتين للفوز في المسابقة.

المساهمون