مناوشات مدفعية سورية ــ تركية بانتظار المعركة الكبرى بالساحل

مناوشات مدفعية سورية ــ تركية بانتظار المعركة الكبرى بالساحل

31 مارس 2014
المعارضة تتوحد وتعزز قواتها في ريف اللاذقية (Getty)
+ الخط -

سُجّلت، اليوم الاثنين، مواجهة جديدة من "العيار الخفيف" بين الجيشين السوري والتركي؛ فقد أطلقت وحدات من المدفعية التركية قذائف صوب الأراضي السورية، رداً على صاروخ أصاب مسجداً في بلدة حدودية تركية، مما أدى إلى إصابة لاجئة سورية تبلغ من العمر 60 عاماً.

وجاء في بيان لمكتب محافظ هاتاي التركية أن ثلاث قذائف هاون أطلقت خلال اشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة سقطت أيضاً على الأراضي التركية، ولكن لم يصب أحد.

من جهة أخرى، قصفت قوات حكومية سورية وطائرات حربية، وحدات للمعارضة في اللاذقية، في محاولة لاستعادة السيطرة على بلدات وقرى المحافظة، التي تمثل مسقط رأس عائلة الرئيس بشار الأسد، والتي خسرها النظام في الفترة الأخيرة لصالح المعارضة.

وقال نشطاء إن المعارك بين الموالين للأسد والمعارضة تمركزت في الضواحي الشمالية لمدينة اللاذقية، عاصمة المحافظة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات الحكومية قصفت مواقع المعارضة في ضواحي المدينة بالمدفعية أثناء محاولتها الاستيلاء على قمم جبلية استراتيجية، كما شنت الطائرات المقاتلة غارات جوية عدة.

من جهته، أعلن التلفزيون الرسمي أن قوات الجيش سيطرت على واحدة من مواقع القمم الجبلية والمعروفة باسم "مرصد 45"، وهو موقع استراتيجي لكلا الطرفين بسبب ما يحظى به من إطلالة استراتيجية على الجبال المحيطة المتنازع عليها وعلى السهول الخضراء أدناها. ولم تؤكد جماعات المعارضة بعد سيطرة النظام على المرصد.

وكان مقاتلو المعارضة من جماعات إسلامية عدة، من بينها "جبهة النصرة"، قد شنوا هجوماً على النواحي الشمالية لمحافظة اللاذقية بطول الحدود التركية يوم 21  مارس/آذار. ومنذ ذلك الحين، استولوا على معبر حدودي، وقرى عدة، ومدينة كسب. كما حصلوا على منفذ على البحر للمرة الأولى منذ بدء الانتفاضة السورية قبل ثلاثة أعوام.


في غضون ذلك، أعلنت "الجبهة الإسلامية"، أنها قامت بتعزيز جبهات الساحل بمئات المقاتلين التابعين لها، بعد نحو 10 أيام من إطلاق معركة "الأنفال"، ضد قوات النظام السوري المدعومة بالميليشيات اللبنانية والعراقية. وفي وقت سابق من صباح اليوم، الإثنين، قصف الطيران المروحي السوري، بالبراميل المتفجرة، قرى عدة في جبل التركمان في ريف اللاذقية، فيما أعلن تحالف الثوار عن شن هجمات صاروخية فجراً على مقرات جيش الدفاع الوطني (الشبيحة) في مدينة القرداحة. وقالت كتائب "أحرار الشام"، إنها أطلقت خمسة صواريخ "غراد" على مواقع يحتشد فيها "الجيش الوطني" على تخوم المدينة.
ووفقا لبيان من المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل وأصيب أكثر من ألف شخص من طرفي القتال خلال هجوم اللاذقية حتى اليوم. ومن بين القتلى، هناك 194 من الجنود والمقاتلين الموالين للأسد إلى جانب 27 ضابطاً بالجيش، من بينهم ابن عم الرئيس، هلال الأسد.

وبحسب المرصد أيضاً، قتل أكثر من 128 من مقاتلي المعارضة خلال المعركة المستمرة منذ عشرة أيام في اللاذقية، من بينهم 56 مقاتلاً أجنبياً.

في المقابل، اتهم وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، تركيا بإرسال مقاتلين أجانب عبر الحدود لمحاربة القوات الحكومية السورية في محافظة اللاذقية.

واندلعت اشتباكات على طول الحدود السورية التركية في مناسبات عدة خلال الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات. وفي الأسبوع الماضي، أسقطت تركيا طائرة مقاتلة سورية، بحجة أنها انتهكت مجالها الجوي، وهو ما نفته الحكومة السورية بشدة، فيما قالت وسائل الإعلام الرسمية إن الطائرة كانت تحلق في المجال الجوي السوري، على بعد سبعة كيلومترات من الحدود، حينما أسقطت.

وفي حديث للتلفزيون الرسمي السوري، مساء أمس الأحد، قال الزعبي إن تركيا سهلت دخول "مجموعات من الغرباء المدججين بالسلاح" بشكل منظم إلى منطقة كسب في ريف اللاذقية.

المساهمون