ممازحة تُفضي بموسيقي أردني إلى المحكمة

ممازحة تُفضي بموسيقي أردني إلى المحكمة

02 مارس 2014
طارق الجندي.. الفنانون الشباب في مواجهة "المؤسسة" الثقافية
+ الخط -
لم يتوقّع المؤلّف الموسيقي الأردني طارق الجندي أنَّ الممازحة التي أضحك بها جمهوره في الحفل الذي شارك فيه نهاية كانون الثاني/ ديسمبر الماضي، ستفضي به إلى محكمة الجنايات الكُبرى.

وتُرفع دعوى قضائيّة حالياً على الجندي بتهمة الاعتداء على موظف عام، إثر حادثة اعتداء موظفي أمن "مركز الحسين الثقافي" على موسيقيين قدّموا حفلاً هُناك، بسبب اعتراض الفرقة على عدم تشغيل التدفئة.

ففي منتصفِ الحفل تقريباً، قدّمَ الفنان طارق الجُندي قطعتَه "رقصة الصّباح"، وقبل تقديمها أراد أن يُحدّث الجمهور عنها، وقال مازحاً: "لا أستطيع الكلام بسبب البرد. يبدو أنّ الحكومة أيضاً ليست قادرة على دفع ثمن "السّولار" مثلها مثل المواطن"، وضحك الجمهور وتابعت الفرقة حفلها بسلام.

وبعد انتهاء الحفل، وفق تصريحات الجنديّ، صعد بعض الأصدقاء إلى منصّة المسرح كي يساعدوا الفرقة على نقل آلاتها خارج المسرح، فجاءَهُ أحد موظّفي الأمن ليمنع صعودَهم نحوه، مبيّناً للجنديّ أنّ التعليمات تنصّ على ذلك، فاستنكر الجنديّ الأمر، لتتطوّر المشادّة الكلاميّة التي تدخّل فيها مدير المركز، عبد الهادي راجي المجالي، إلى اعتداء موظفي الأمن على بعض أعضاء الفرقة.

وبعد الاعتداء، توجّه الجندي وبعض أعضاء الفرقة برفقة المجالي ونائبه إلى مركز أمن المدينة، لكي يقدّموا شكوى.

واتّهمَ المجالي الموسيقي طارق الجندي بشتم رئيس الحكومة الأردنية، عبد الله النسور، على المسرح أمام الجمهور، كما حاولوا اتّهامه بالدَّوس على العلم الأردنيّ، ما قد يستبّب في إحالته لمحكمة أمن الدولة، لكن لم تثبت صحّة أيّ من هذه الاتّهامات، وظلَّت تُهمة الاعتداء على موظّف عام قائمة إلى الآن.

الفرقة تضمّ كلاً من المؤلّفة الموسيقيّة الأردنيّة غيا أرشيدات، على آلة البيانو، شاركها فيها الموسيقي طارق الجندي على آلة العود، وآلاء التكروري على آلة الفلوت، وناصر السلامة على الإيقاع، وخالد بلعاوي على آلة التشيلو، وبشار خريس على الدرامز والدرام جام، ولمى زخريا غناء.

والتقى بعض أعضاء الفرقة أمين عمّان، عقل بلتاجي، لكي يناقشوا معه الحادثة آملين منه إنصافهم، لكنّه أصرّ على أنّ ما حدث هو مجرّد سوء تفاهم، دون أيّ تعليق منه على قول الجنديّ: "لقد وُجهت لي عبارات قاسية في مركز الشرطة، حيث وجّه لي مدير مركز الحسين الثقافي ومعاونه عبارات مليئة بالعنصرية".
وفي تصريحاته أخيراً، اعتبر بلتاجي أن المجالي يُعَدُّ إضافة نوعية لمركز الحسين الثقافي.

وبيّن أنه بالرغم من وجود عدة ملاحظات من جهات معينة على عمل المجالي "إلا أن المركز لم يشهد بتاريخه فعاليات ثقافية مميّزة مثل ما يشهده الآن".

ما زالت القضيّة متفاعلة ومُتداولة حتى الآن في الوسط الثقافي الأردنيّ، فثمّة مَن يدافع عن المجالي واصفاً إيّاه بـ"المثقّف العملاق"، وثمّة مَن يرى أنّه لا يستحقّ منصبه، مُبدينَ تضامنهم مع الفنّانين والموسيقيّين، فعقدوا أخيراً مؤتمراً شاملاً يُطالبُ بإصلاحٍ ثقافيّ داعين إلى تسليم المناصب الثقافية لمَن يستحقّها.

شارك طارق الجندي في مهرجانٍ عالميٍّ في باريس، في 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، وهو مهرجان مختصّ بموسيقى الشعوب، إذ سيمثّل الأردنّ بعدما اختاره المعهد الوطني للموسيقى للمشاركة هناك عن قطعتِه "وسط البلد"، وهي قطعة من ألبومه الذي صدر في نهاية العام الماضي، "ترحال".

وعمل الجندي، الحائز على الجائزة الخاصة من "مهرجان المقام الدولي" (أذربيجان ـ 2013)، يستوحي من مدينة عمّان جماليّات تتعلق بالمكان من خلال مقطوعته "وسط البلد" التي اعتمد فيها على بعض الجمل الموسيقية التراثية إلى جانب جمله الخاصة، وأعاد إنتاجها في صورة جديدة التقط فيها تفاصيل المدينة.

دلالات

المساهمون