مليشيات عراقية تجند زعامات قبلية لإثارة الفتنة في الأنبار

مليشيات عراقية تجند زعامات قبلية لإثارة الفتنة في الأنبار

19 يوليو 2017
مخاوف من أعمال كيدية وانتقامية (علي يوسف/ فرانس برس)
+ الخط -




تحاول فصائل مسلحة منضوية ضمن مليشيا "الحشد الشعبي" استغلال علاقاتها مع بعض شيوخ العشائر في محافظة الأنبار لإثارة الفتنة بين قبائل ومكونات المحافظة، ففي الوقت الذي اجتمع فيه عدد من شيوخ العشائر وقرروا ترحيل من سموها "أسر داعش"، ومصادرة أموالها المنقولة وغير المنقولة، حذر زعماء قبائل من شراء ذمم بعض شيوخ العشائر من قبل المليشيات مقابل نشر الفوضى في المحافظة.

وفي هذا الصدد، قال ضابط في شرطة محافظة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، اليوم، إن بعض الفصائل المسلحة سلمت الموالين لها من شيوخ عشائر الأنبار قوائم تضم أسماء لأشخاص قالت إنهم ينتمون أو يوالون تنظيم "داعش"، موضحاً أن المليشيات طلبت من العشائر المقربة منها تصفية هذه الأسماء أو ترحيل أصحابها عن المحافظة.

وأشار إلى تجاوب بعض الزعامات القبلية التي انضوت خلال الحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي ضمن "ائتلاف دولة القانون" وشكلت في حينها تشكيلات مسلحة سميت بـ"مجالس الإسناد" و"مجالس الإنقاذ" التي كانت مرتبطة بشكل مباشر برئيس الوزراء السابق.

ولفت إلى قيام بعض شيوخ العشائر بإنشاء تجمعات وتنظيم مؤتمرات لترحيل ما أطلقوا عليه "أسر داعش"، موضحاً أن مثل هذه الخطوات ستتسبب بإرباك كبير للقوات الأمنية التي لن تستطيع أن تميز بين الدعاوى الجنائية الحقيقية والقضايا الكيدية.

إلى ذلك، حذر أحد شيوخ مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، ويدعى فهد العلواني، من شراء المليشيات لذمم بعض الزعامات القبلية مقابل نشر الفوضى والفتنة في محافظة الأنبار، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن بعض الأشخاص تلقوا مبالغ مالية كبيرة من أحزاب ومليشيات من أجل زعزعة الاستقرار في المدن والمناطق المحررة من "داعش"، كمدن الفلوجة والرمادي وهيت، وبلدات الصقلاوية والكرمة.

وأضاف أن "الهدف الأساس من وراء هذه الأعمال هو نسف الاستقرار النسبي في المناطق المحررة من أجل إيجاد ذرائع لدخول المليشيات إلى هذه المناطق"، مؤكداً أن بعض الفصائل التي تعمل ضمن "الحشد الشعبي" أنشأت مقرات دائمة لها في المناطق المحررة في الأنبار.

وفي سياق متصل، قال محمود مرضي الجميلي، أحد شيوخ عشيرة الجميلة، اليوم، إن عددا من عشائر بلدة الكرمة (شرق الفلوجة)، اجتمعوا وأصدروا قرارا يقضي بهدر دم كل من انتمى لتنظيم "داعش"، أو ساعد عناصرها في السيطرة على مدن الأنبار.

وأوضح خلال تصريح صحافي، أن ممثلي هذه العشائر أصدروا ما سماه "وثيقة شرف" تنص على ترحيل "عوائل داعش" إلى خارج المحافظة، ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة، وعدم السماح لهم بالعودة إلى مناطق سكناهم، مشيراً إلى أن قرارات هذا الاجتماع ستكون ملزمة لجميع شيوخ ووجهاء محافظة الأنبار.