مقتل هلال الأسد: نيران صديقة أم ضربة قاضية؟

24 مارس 2014
+ الخط -

ترك، هلال أنور الأسد، المولود في القرداحة (1976) في محافظة اللاذقية مع انطلاقة الاحداث السورية، اسطبلاته وجمعية الخيول العربية، التي أسسها مع باسل جدعان، صهر ابن عمه، ماهر الاسد، وارتدى البزة العسكرية، وشكل مجموعات "شبيحة" باسم "اللجان الشعبية للدفاع عن اللاذقية"، ثمّ حولها الى جيش تحت مسمى "قوات الدفاع الوطني".

كل من زار، هلال، في مقره في المدينة الرياضية في قلب مدينة اللاذقية يلاحظ أن كثيراً من ضباط الجيش النظامي السوري كانوا يحيونه عسكرياً على الرغم من أنه مدني.

وكان دائماً رفقة أخيه، هارون، المعروف عنه دوره في تأسيس عصابات التهريب، واستثمار الأموال التي جناها هلال خلال إدارته مؤسسة الإسكان العسكري في اللاذقية.

حاول هلال الأسد احتكار مجموعات الشبيحة في الساحل السوري، واصطدم ببعض المسؤولين العسكريين والامنيين، الذين تحمسوا للجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون بقيادة علي كيالي، المشهور بالاسم التركي "معراج أورال". وينقل عارفون إنه أمر باغتيال علي كيالي، عند استيلاء الجيش على منطقة الكيلو 45 الاستراتيجية في منطقة كسب، ولكنه لم يستطع حماية وحدات الحرس الجمهوري بقيادة اللواء فؤاد حمود، معراج وحركته، وعندما لم يستطع اغتياله جسدياً سرب فيديو بانياس لاغتياله معنوياً.

أسّس هلال قواته بشكل باتت تشكل سلطة فوق أي قانون ومحاسبة، واشتهروا بظاهرة "التعفيش"، وهي سرقة أثاث ومحتويات المنطقة التي يدخلها الجيش النظامي سواء كانت لمعارضين أو مؤيدين.

ولطالما روّع ابنه، سليمان الأسد، المسمى على اسم الجد الأكبر لعائلة الأسد، اللاذقية مردداً أن والده هو "رئيس دولة الساحل السوري"، الذي سيعيد تأسيس دولة العلويين. وقد استفزت أعمال سليمان الصغير، أبناء مدينة اللاذقية الى درجة أن الحرس الجمهوري نصب حاجزاً أمام منتجع روتانا، لمنعه من الدخول إليه والتحرش بصبايا عائلات النخب الساحلية والسياح.

ولأن سلوك سليمان لم يعد محمولاً حتى من قبل الموالين، اعتقل الرئيس بشار الأسد، الابن أياماً، ثم أطلق سراحه، ليعود إلى سيرته الأولى، فحاصر في تاريخ 4-12-2013 الاكاديمية البحرية، وهي كلية جامعية خاصة بأبناء وبنات المقتدرين، وأطلق النار على ابن خالته، علي خير بيك، على خلفية منافسة على فتاة.
ومن فساد هلال الأسد، سيطرته على مقالع الرخام الافضل في سوريا، و"رخام البدروسية" الشهير الذي كان يفرض الرجل وعصابته سيطرته عليه من دون مقابل، بعدما أُزيحت يد عمه رفعت الأسد عن المنطقة منتصف الثمانينات.

ويأتي مقتل هلال الأسد، بعد يومين من انطلاق معركة الساحل، التي قسّمها الجيش الحر الى "معركة الانفال" و"معركة أمهات المؤمنين"، واستولى فيها على معبر كسب، وهو المعبر الحدودي الوحيد بين سوريا وتركيا الذي كان لا يزال بيد النظام.

وعلى إثر شيوع خبر مقتل هلال الأسد، بدأ أتباعه من الشبيحة، وقوات الدفاع الوطني، إطلاق التهديدات بارتكاب مجازر طائفية في بعض المناطق السنية في الساحل السوري، وتحديداً بلدة سلمى في ريف اللاذقية.


وقد تضاربت الانباء حول المكان الذي قتل فيه هلال الاسد؛ فبينما تبنى "جيش الإسلام"، المنضوي في تحالف "الجبهة الإسلامية"، اغتيال الرجل بصاروخ غراد في مدينة اللاذقية، قالت مصادر حكومية إن هلال قضى خلال الاشتباكات الدائرة في منطقة كسب شمال غرب البلاد.
وتردّد في أوساط اهالي القرداحة، أن العملية نُفذت لصالح ابن خال بشار الاسد، رجل الاعمال رامي مخلوف، الذي بدأ بنقل معظم نشاطاته الاقتصادية من دمشق والمدن السورية، الى اللاذقية خلال السنوات الثلاث الماضية. ودليل أصحاب فرضية ضلوع رامي مخلوف بقتل هلال الأسد، أنه عندما بدأ مخلوف بنقل أعماله إلى اللاذقية، اصطدمت مصالحه مع هلال الاسد الى حد كبير، وتبدى الخلاف من خلال حرب الشائعات التي يطلقها كل طرف في السلطة عن الطرف الاخر.
لغز مقتل هلال الاسد، الذي كان يسيطر على عدد من الموانئ غير الشرعية، التي كان يُدار منها التهريب من والى سوريا طوال اربعة عقود، سيحتاج من الزمن ما يبعد الخوف عن الشهود حتى يُزاح الستار عن الحقيقة.
ويعرف المطّلعون أن موانئ عدة يحرسها "الشبيحة"، كانت تضجّ بالحركة طوال عقود، لتنقل البضائع والسيارات المسروقة من اوربا الى سوريا والعراق، وبعضها كان يصل الى ايران لحساب هلال الأسد.
مقربون من هلال الأسد يذكرون أنه كان يخشى مصير عمه رفعت الاسد الذي نُفي الى خارج البلاد، للتغطية على الجرائم التي كان يرتكبها. لكن ربما لم يكن خياله يستطيع الاحاطة بالظروف التي سيؤول اليها مصيره.

المساهمون