مقتدى الصدر يعيد هيكلة مليشياته ويمنع عملها خارج العراق

مقتدى الصدر يعيد هيكلة مليشياته ويمنع عملها خارج العراق

28 يونيو 2018
+ الخط -

وجّه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بإعادة هيكلة مليشياته "سرايا السلام"، باستثناء مدينتي سامراء وكربلاء، ومنعها من أي عمل عسكري خارج البلاد، موجها بإعادة سلاح الدولة.

وقال الصدر في بيان صحافي، إنه "تقديما لمصالح العراق العامة، ومن منطلق تقوية الحكومة العراقية القادمة إن وجدت، وتقوية الجيش والشرطة والقوات الأمنية، قررنا إعادة هيكلة سرايا السلام، باستثناء سامراء وكربلاء وتوابعهما، والإبقاء على مقر الفرقة في بغداد وإحدى محافظات الجنوب فقط، وبحل جميع ما دونها".

وأضاف: "يعتبر كل قيادات السرايا الحالية إلا ما يستثنى في المستشارين لنا، ولا يحق لهم مزاولة أي عمل على الأرض، ويعين أبو ياسر معاونا جهاديا لنا"، كما عزل الصدر "اللجنة الجهادية" وعيّن لجنة بديلة منها.

وقرر الصدر "إرجاع الأسلحة التي سلحتها الدولة للسرايا، للاستفادة منها في المناطق، مع وضع خطة لإعادة الآليات الأخرى كالسيارات والممتلكات الأخرى"، محذرا من "استعمال السرايا في غير العمل الجهادي".

ومنع الصدر، السرايا من "استخدام الزي العسكري والمظاهر المسلحة"، ومنع أيضا "العمل العسكري خارج العراق منعا باتا".

ووجّه بـ"وضع آلية صحيحة لتخزين السلاح الرسمي وعدم تضرر المدنيين منه".

وكان زعيم التيار الصدري، قد وجّه بالأمس بتجميد عمل "سرايا السلام" بمحافظة البصرة، لمدة سنتين، كما طرد مسؤولين فيها.

من جهته، قال نائب قريب من التيار الصدري لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار الصدر هو خطوة لتطهير سرايا السلام من العناصر الفاسدة، والتي استغلت وجودها في السرايا وحققت أجندات خاصة، وتورطتفي ملفات فساد"، مؤكدا أنّ "الصدر يسعى إلى أن تكون سرايا السلام فصيلا مسلحا مختلفا عن فصائل الحشد الشعبي الأخرى، والتي تورطت في انتهاكات وفساد، ولم تحاسب عليه حتى اليوم، وهي مستمرة بدورها".

وأكد، أنّ "الصدر لديه دراسة شاملة عن عناصر وقادة سرايا السلام، وهناك قرارات لاحقة سيصدرها، ستتضمن عزل الكثير من القيادات والعناصر، ومحاسبتهم".

ويضم العراق إلى جانب القوات الأمنية، مليشيات وفصائل مسلحة تتبع جهات سياسية متعددة، ويعمل بعضها بأجندات وتمويل خارجي، وقد انضوت أغلب تلك المليشيات ضمن "الحشد الشعبي" الذي تورط في انتهاكات وجرائم قتل واختطاف كثيرة.

وتأسست مليشيا "سرايا السلام"، في يونيو/حزيران 2014، عقب دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، إلى "الجهاد الكفائي"، لمحاربة تنظيم "داعش"، الذي كان قد بسط سيطرته على مدينة الموصل، وتوسعت رقعة سيطرته الجغرافية إلى مدن عدة وصولاً إلى مناطق أطراف العاصمة بغداد.

وشاركت المليشيا في معارك عدة بالبلاد، في سامراء وديالى وآمرلي وجرف الصخر والإسحاقي، ومعظم عناصر وقيادات "سرايا السلام" كانوا مقاتلين سابقين في "جيش المهدي" أو "لواء اليوم الموعود".