مقبرة خاصة لقتلى "داعش" في كردستان العراق

مقبرة خاصة لقتلى "داعش" في كردستان العراق

10 فبراير 2015
المعارك تخلف الكثير من الجثث
+ الخط -

يبحث المجلس الأعلى للأوقاف في حكومة إقليم كردستان العراق، مشروعاً لإنشاء مقبرة خاصة لقتلى تنظيم الدولة "داعش" ممن سقطوا في القتال ضد قوات البشمركة الكردية وتركت جثثهم دون دفن.

وقال مسؤول الإعلام في وزارة الأوقاف في الإقليم، مريوان النقشبندي، وهو مُعد المشروع، لــ"العربي الجديد": "أعددت المشروع وقدمته للمجلس الأعلى للأوقاف وهي أعلى جهة معنية بهذه الموضوعات في كردستان، وتضم ممثلين عن هيئة الافتاء والبلدية ووزارة الأوقاف واتحاد علماء المسلمين، وننتظر أن تعطي رأيها حول المشروع في اجتماعها المقبل".

وأضاف النقشبندي "فكرة المشروع جاءت عندما وجدت أن جثثاً كثيرة لقتلى داعش تقع تحت سيطرة قوات البشمركة وتقوم بدفنها في مواقع متفرقة من دون أن يعرف أحد، أن هناك قبوراً في المكان، حيث لا شواهد ولا أدلة، ومع مرور الوقت وبعد مرحلة الحرب ضد داعش سيختلط الأمر على الناس، ولا يعرفون هل القبور التي تكتشف هي رفات ضحايا قتلهم ودفنهم داعش، حيث تكتشف الكثير من المقابر في المناطق التي تراجع عنها المسلحون، أم أنها قبور لمسلحي داعش، ومع إقامة مشروعات على تلك الأراضي ستصبح تلك القبور مشكلة، لذا من المهم جمع جثث القتلى ودفنهم في مقبرة واحدة أو أكثر من واحدة معلومة".

وتابع "اقترحت تسييج مقبرة قتلى داعش، وأن يكتب على مدخلها (هنا مقبرة الغزاة) أو أعداء الشعب الكردي، وأن يكتب على كل قبر اسم صاحبه وجنسيته، هذا أمر توثيقي مهم برأيي".

ولفت إلى أن حالات أخرى شاهدها، جعلته يقدم مشروعه، مبيناً "هناك في العديد من المناطق في إقليم كردستان كمدينة أربيل قبور متناثرة مجهولة الهوية في الأماكن العامة وسط الأسواق لا أحد يعرف أصحابها، بعضهم يقولون إنهم من السلف الصالح وآخرون يقولون هم أعداء قتلوا هنا ودفنوا ثم ضاعت التفاصيل، لا نريد أن يأتي أحد ويعتقد أن قبراً لقتيل من داعش هو لرجل صالح".
 

وكان رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، ذكر، أخيراً، أن ما لا يقل عن ثلاثة آلاف من مسلحي داعش قتلوا على يد قوات البشمركة الكردية، وأن قسماً من جثث القتلى بيد البشمركة وتقوم بدفنها.

وأعرب اتحاد علماء الدين الإسلامي، وهي منظمة غير حكومية، لكنها تتلقى دعماً من الحكومة في إقليم كردستان، عن دعمه مشروع إقامة مقبرة لقتلى داعش، مع توثيق هويات ومعلومات عن القتلى.

وقال رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي، ملا عبدالله سعيد كوردي، نؤيد المشروع ونقترح أن يجري توثيق المعلومات عن كل قتيل وجنسيته ليطلع عليها الناس ويعرفوا أعداءهم.

وأصدرت لجنة حقوق الإنسان البرلمانية توضيحاً حول المشروع، وأبدت تأييدها المشروع كونه ذا أبعاد إنسانية، وأن الأكراد معروف عنهم الإنسانية، ما يستدعي التعامل مع القتلى والجرحى وحتى الأسرى وفق معايير إنسانية، وذلك يتوافق مع القوانين الدولية ذات الصلة.

وتنقل تقارير إخبارية، بشكل شبه يومي، أنباء وجود قتلى لمسلحي داعش في مواقع القتال ضد قوات البشمركة، كما تنقل التقارير معلومات عن ترك المهاجمين جثث قتلاهم في الميدان.

وأوضح وكيل وزارة البشمركة، أنور حاجي عثمان، أن يومين من القتال، في محاور كركوك، أديا إلى مقتل أكثر من 300 مسلح من داعش، 200 منها تركت جثثهم بيد قوات البشمركة.

في المقابل، أبدى مواطنون ومسؤولون في البشمركة رفضهم مشروع إنشاء مقبرة لقتلى داعش.
وقال أحد مسؤولي البشمركة في كركوك ويدعى رسول: "إن مسلحي داعش يريدون احتلال كردستان، لذا ليس من حقهم حتى بعد أن يُقتلوا أن يدفنوا هنا، بل يجب إبعادهم إلى الأماكن التي جاءوا منها أو دفنهم في المواقع التي قتلوا فيها".

وعلى مواقع التواصل، علق عدد من المواطنين الأكراد على الموضوع، فكتب محسن رشو: "اليوم يقترح مقبرة خاصة وبعد فترة سيطالب بإقامة نصب تذكاري لهم، أحسن فكرة الحرق حتى نتخلص من البكتريا".

وكتب خيري إلياس: "ماذا سيقول (صاحب المشروع) لأمهات شهدائنا. كيف لحكومة كردستان أن ترضى لنفسها فتح هكذا مواضيع أصلاً"؟

في سياق متصل، حذرت دائرة البيئة في إقليم كردستان من المخاطر الصحية التي تتسبب بها جثث قتلى داعش المتروكة دون دفن، وخصوصاً على قوات البشمركة ووضعهم الصحي.

وهناك عدد كبير من جثث القتلى بين خطوط التماس بين البشمركة وتنظيم داعش لم يتمكن المسلحون من استردادها، كذلك ليس بإمكان المقاتلين الأكراد تولي عملية دفنها خوفاً من تعرضهم لقصف المسلحين.