مفاوضات النووي الإيراني تُستأنف في سبتمبر

مفاوضات النووي الإيراني تُستأنف في سبتمبر

23 يوليو 2014
أربعة أشهر إضافية للمفاوضات النووية (فاطمة بهرامي/Getty)
+ الخط -

فتح قرار تمديد المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، لأربعة أشهر جديدة، الباب أمام احتمال الوصول إلى تسوية نهائية بين إيران والغرب، بعد ستة أشهر من المحادثات التي انتهت إلى إعلان التمديد، وسط خلافات "نووية"، وحساسية سياسية مرتبطة بملفات أخرى.  

وأعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عن استئناف المحادثات بين إيران والسداسية الدولية حول البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، مطلع شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، مشيراً إلى أنه لم يتم تحديد المكان الذي سيستضيف هذه الجولة، أكان فيينا أم عاصمة أخرى.

وجاء إعلان رئيس الوفد الإيراني في المفاوضات، خلال لقاء مع قناة "خبر" الإيرانية، مساء الثلاثاء.

ويأتي الإعلان الإيراني بعد إنهاء محادثات فيينا قبل يومين من موعدها المحدد سابقاً، في العشرين من الشهر الجاري، وكان من المفترض أن تخلص تلك الجولة إلى التوقيع على اتفاق نهائي، بموجب اتفاق جنيف المؤقت، والموقع في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والذي أعطى فرصة ستة أشهر للدول الست حتى تنهي أبرز خلافاتها مع إيران.

ووصف ظريف، في حواره المتلفز، المفاوضات التي جرت بـ"الإيجابية" و"الموفّقة" على الرغم من عدم التوصل لاتفاق.

ومنذ تولي الرئيس حسن روحاني سدة الحكم، واتباعه سياسة جديدة في التفاوض، لم تفرض عقوبات جديدة على إيران، وفتح الباب أمام مستثمرين أجانب جدد، ما خفف من وطأة العقوبات التي علقت بالكامل خلال الأشهر الستة من تطبيق اتفاق جنيف، وسيستمر تعليقها خلال فترة التمديد أيضاً.

وبرر ظريف عدم التوصل لاتفاق نهائي بعدم الاتفاق على نقاط مهمة للغاية تصر عليها طهران ولا تستطيع الاستغناء عنها في برنامجها النووي، غير أنه اعتبر أن ما يتم الترويج له حول النقاط الخلافية يتناقض وما يدور خلف الكواليس، فالقضية، بحسب ظريف، لا تكمن في حق إيران بتخصيب اليورانيوم، لكن بموقف إسرائيل، ومعها المتشددين في الغرب، الذين يسوّقون الموضوع على هذه الشاكلة، وأشار المسؤول الإيراني إلى أن المفاوضات، التي تدور خلف أبواب مغلقة، تبحث نسبة تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، والكمية التي تستطيع طهران الاحتفاظ بها، وليس حق البلاد بالتخصيب.

وفي السياق ذاته، أضاف ظريف أن النقطة الخلافية الثانية تكمن في كيفية عمل مفاعل "آراك"، والخلاف ليس على رغبة الغرب بتعطيله وإغلاقه بالكامل، وهذا إنجاز بحد ذاته بالنسبة للإيرانيين، على حد قوله.

الجدير بالذكر، أن مفاعل "آراك"، الذي يعمل بالماء الثقيل، هو الذي يسمح لطهران بإنتاج مادة البلوتونيوم التي تسمح لإيران بصنع سلاح نووي، وهو ما يقلق الغرب، ويجعل موضوع تبديل آلية عمله إلى مفاعل يعتمد على الماء الخفيف، نقطة خلافية عطلت جولة محادثات فيينا، وأدت للتمديد أربعة أشهر أخرى، مضافاً إليها الخلاف على عدد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها طهران، وتسمح لها بالتخصيب بنسب عالية.

وأكد ظريف على أن الفريق المفاوض يسعى لحل هذه المشكلات وإنهاء القلق والتوتر بين إيران ودول 5+1، مشيراً إلى أن انتقاد عمل الفريق المفاوض من قبل بعض الأطراف المتشددة في الداخل الإيراني يهز ثقة الإيرانيين بهم.

وتأتي هذه الانتقادات بسبب اتباع حكومة روحاني لمنهج الحوار مع الغرب، الأمر الذي يرفضه التيار المحافظ في إيران، باعتباره تنازلاً للقوى العالمية الكبرى، والعقدة الأكبر تعود للحديث عن التفاوض مع العدو التاريخي لإيران، الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما زاد مهمة الفريق المفاوض تعقيداً.

وكان مسؤولون إيرانيون وأميركيون قد عقدوا اجتماعات ثنائية على هامش المحادثات خلال الأشهر الستة الماضية، وهو ما سكت عليه محافظو الداخل كونهم يريدون إيجاد حل للحظر المفروض على البلاد أيضاً. كما تحدث ظريف عن وجود خلافات عميقة بين طهران وواشنطن، على عكس علاقات إيران مع بقية دول 5+1، معتبراً أن الخلافات السياسية هي التي تزيد الحساسية على طاولة الحوار النووي.