معسكرات صمود ووفاء واستمرار الملاحقة البوليسية في النقب

02 ابريل 2016
المتطوعون قاموا بإنجاز عدة أعمال (العربي الجديد)
+ الخط -


شارك المئات من أبناء الداخل الفلسطيني، اليوم السبت، بمعسكرات عمل تطوعية في النقب في الجنوب الفلسطيني المحتل، نظمها كل من اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي بالإضافة إلى المجلس الإقليمي ولجنة التوجيه.

ونظم اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي معسكراً تحت اسم "صمود" في قرية السرة المسلوبة الاعتراف في النقب، ويأتي هذا المعسكر للمرة الثانية بعد المشروع في قرية الزرنوق.

وقرية السرة هي إحدى القرى التي ترفض إسرائيل الاعتراف بها وتمنع عنها الخدمات الأساسية على غرار 34 قرية عربية في النقب. ويسكن فيها المئات من أبناء النقب الذين صودرت أراضيهم في خضم اتفاقية "كامب ديفيد"، لفسح المجال لإقامة المطار العسكري "نيفاتيم"على أراضيها ويتهددها شبح التهجير ضمن مخططات إسرائيلية لتركيز فلسطينيي النقب في بلدات مكتظة وكان آخرها مخطط "برافر".


وانجز المتطوعون ضمن المعسكر أعمال بناء وتنظيف في القرية، وفعاليات ترفيهية للأطفال، تدعم صمود الأهالي على أرضهم وفي بيوتهم، وقام المشاركون بتشييد نادي الشباب الثقافي في القرية والذي يعتبر الأول في القرية في ظل غياب المرافق العامة والمؤسسات عن القرية بفعل ممارسات المؤسسة الإسرائيلية، التي تدأب على هدم البيوت وإبادة المحاصيل الزراعية، وتحرم السكان من المرافق الأساسية، بهدف الضغط عليهم واقتلاعهم ومصادرة أراضيهم.

وقال عضو اللجنة المركزية في التجمع الوطني الديمقراطي، يوسف طاطور، في تصريح: "لقد اتخذنا قرارا استراتيجيا ضمن المؤتمر العام في الحزب بإيلاء اهتمام خاص للنقب ضمن رؤية ترى فيه بؤرة للصراع مع المؤسسة الإسرائيلية" واستطرد قائلا "إن إقامة معسكر تطوعي للعام الثاني على التوالي هي محاولة منا للتأكيد على ثبات وصمود الناس في قراهم كما أنها فرصة للتواصل وتعزيز أواصر الصلة بين شبابنا والنقب فقصة السرة سيتم تناول تفاصيلها اليوم في مئات البيوت العربية في الداخل".

وتحدث ثائر عبود، من مركز التجمع الطلابي من مدينة شفا عمرو، عن معنى الزيارة واعتبرها "رسالة تأكيد لانتمائنا للنقب الفلسطيني ورفضا لعمليات المصادرة ومحاولات التهجير في ام الحيران وسواها من القرى".

أما خليل العمور، عضو اللجنة المحلية في القرية، فتحدث عن امتنانه الشديد وشكره للقائمين على هذا المعسكر معددا إنجازات المعسكر ومثمنا الدعم المنقطع النظير للسرة وأهلها "معسكر التطوع يعيد للأذهان معاني العونة والنخوة والفزعة الفلسطينية" وأضاف العمور قائلاً: "هذا المعسكر يبعث برسالة لأهلنا أننا لسنا وحيدين".

وفي سياق متصل، قامت لجنة توجيه عرب النقب بالتعاون مع المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، بتنظيم معسكر تطوعي امتد على مدار أيام وحمل اسم "يوم الوفاء للنقب" في جملة من القرى منها أبو تلول وقصر السر وام الحيران وصووين التي شملتها أعمال ترميم وصيانة للمساجد والمقابر وشق للطرق. وقد عملت لجنة التوجيه والمجلس الإقليمي على تبني هذا المعسكر بعد حظر عمل الحركة الإسلامية الشمالية في الداخل الفلسطيني بذريعة أنها تشكل تهديدا أمنيا لإسرائيل في أواخر العام الفائت.

وقد قامت الشرطة الإسرائيلية مساء أمس باستدعاء المسؤول في الحركة الإسلامية الشمالية من مدينة رهط، يوسف أبو جامع، للتحقيق ووضعته رهن الاعتقال ليلة واحدة.

كما استدعت الشرطة الإسرائيلية رئيس الحركة الإسلامية الشمالية في النقب، الشيخ أسامة العقبي، للمثول أمام التحقيق بتهم النشاط ضمن جمعية محظورة وطالبته بالتوقيع على تعهد بعدم دخول بلدات حورة واللقية ورهط، فيما يمكن اعتباره استمرارا لمسلسل الملاحقة السياسية والتضييق على العمل السياسي والجماهيري في الداخل الفلسطيني.