معركة تكريت: تصعيد الهجمات الجويّة بعد فشل الاقتحام

معركة تكريت: تصعيد الهجمات الجويّة بعد فشل الاقتحام

03 مارس 2015
المعارك تحولت إلى متقطعة مع استمرار القصف الجوي(فرانس برس)
+ الخط -
تستمرّ الحملة العسكرية العراقية الدولية المشتركة على مدينة تكريت (شمالي العراق) وبلدات ومدن أخرى مجاورة لها، بغية استعادتها من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لليوم الثاني على التوالي، وسط ارتفاع في وتيرة الضربات الجوية والصاروخية على المدينة، بعد فشل اقتحام القوات المهاجمة في اليوم الأول.

وعلى الرغم من العدد الكبير لتلك القوات التي هاجمت المدينة من ثلاثة محاور، فإنها فشلت جميعها في اجتياز حقول الألغام التي وضعها التنظيم حول المدينة، وشكّلت عامل إعاقة في تقدم تلك القوات.

وقال مسؤول عسكري في الفرقة السادسة بالجيش، إن "القوات العراقية والمليشيات المساندة لها تقدمت في مناطق وتراجعت في أخرى وكلها في محيط تكريت، لكنّ هناك خسائر تم إيقاعها في صفوف مقاتلي التنظيم من خلال القصف الجوي والصاروخي، ووقعت في صفوف قواتنا خسائر أيضاً بسبب الفخاخ التي نصبها التنظيم".

ولفت الضابط، طالباً عدم كشف اسمه، لـ "العربي الجديد"، إلى أن "النجاح الأهم الذي تحقّق هو قطع خطوط الإمداد والتموين بين (داعش) وتكريت والموصل، وباتت المدينة محاصرة تماماً، كما تم تدمير معسكرين للتنظيم جواً، يقع أحدهما في قصر الرئيس السابق صدام حسين".

في سياق متصل، نفى الضابط صحة المعلومات التي تحدثت عن دخول حي الطين والقادسية داخل تكريت، داعياً إلى "عدم التسرع في إطلاق المعلومات غير الدقيقة، كونها تضر أكثر مما تنفع، ولا يمكن اعتبارها ضمن الحرب الإعلامية والنفسية على تنظيم داعش بأي شكل من الأشكال".

إلى ذلك، قال سكان محليون في تكريت، لـ "العربي الجديد"، إن "تسعة مدنيين قتلوا، بينهم ثلاثة أطفال، نتيجة القصف العنيف الذي طال المدينة نهار أمس وصباح اليوم".

وناشد أحد المواطنين المحاصرين داخل تكريت، يدعى أحمد خالد (45 عاماً)، المسؤولين لإخراجهم من المدنية، قائلاً "نريد الخروج نحن نموت ببطء، اليوم دفنا تسعة، وقد نُدفن بالغد لا أحد يكترث بنا".

وروى خالد، في اتصال عبر "سكايب" مع "العربي الجديد"، أن "القناصة في كل مكان، كل من يحاول الخروج سيقتل، وأيضاً داعش لا يرحمنا ولا المهاجمون نحن محاصرين".

على الصعيد الميداني، نفى قائد فوج المهام الخاصة، مهدي عبد الله، في حديث خاص لـ "العربي الجديد"، الأنباء التي تحدثت عن تغيير في الخطة العسكرية الخاصة باقتحام تكريت.

وأوضح عبد الله: "نحن نتبع أسلوباً ناجحاً حتى الآن رغم الفشل باستدراج داعش إلى المناطق المفتوحة، لكن سندخلهم في حرب استنزاف ننهك قواتهم من خلالها، قبل تنفيذ الهجوم الواسع الذي سيكون تدريجياً، من دون الاكتراث بطول مدّة المهمة".

وقال شهود عيان إن "المعارك على طول حدود تكريت تحولت إلى متقطعة، مع استمرار القصف الجوي والصاروخي، إذ يشتبك داعش مع القوات المهاجمة عند اقترابهم بمسافة (2 كيلومتر)".

وأضاف الشهود أن "القصف متواصل ويسمع دويّ الانفجارات داخل تكريت من مسافات بعيدة عنها، فيما يحتشد المئات من المواطنين على مقربة من المدينة، محاولين التوصل إلى معلومات عن ذويهم العالقين داخلها".

اقرأ أيضاًمعركة الأرض المحروقة في تكريت بتحالف إيراني أميركي عراقي