معاناة حقيقية وصور كاذبة

معاناة حقيقية وصور كاذبة

18 فبراير 2014
+ الخط -

لا تحتاج الحقيقة الى صور كاذبة تفسد وضوحها، فهناك صور تتكرر لفاتورة الحرب والدمار في سوريا يدفعها أطفال شاخت براءتهم من هول ما عانوه وعاينوه... صور حية وحاضرة وصارخة... لا يعوزها الاختلاق أو التلفيق لتأكيد ما هو معلوم من الرعب بالضرورة.

لكن حال بعض المتعاطفين مع مأساة السوريين "مثل الدبة التي قتلت صاحبها"، حيث يتعاملون معهم وكأن حقيقة معاناتهم لا تستحق أن يبكي العالم من أجلها فيختلقون لهم ما يشوه مأساتهم.

فبعد اختلاق صورة الطفل، الذي يتوسد التراب بين قبري والديه، جاءت صورة الطفل الذي وجد وحيدا في صحراء الأردن بعد أن فقد عائلته.. وكلتاهما من الحقيقة عاريتان.

كانت صحف عربية وأجنبية نقلت عن مواقع التواصل الاجتماعي صورة طفل سوري قيل إنه يجوب الصحراء الأردنية بحثا عن عائلته التي فقدها، حتى كتب أحد ممثلي مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في الأردن، أندرو هاربر، على صفحته في موقع تويتر، عبارة شكر فيها المصور جارد كوهلر على الصورة الحقيقية التي التقطها للطفل مروان والتي يظهر فيها ضمن مجموعة من اللاجئين، ما يعني أنّه لم يكن وحيداً، علماً أن كوهلر كان أول من نشر الصورة المعدّلة، على حسابه الشخصي على تويتر.

يذكر، أن هذه ليست الحالة الأولى التي يروج فيها لصورة غير صحيحة للتعبير عن معاناة الشعب السوري، ما يدفع كثيرين الى الشك في مثل هذه الصور التي تعبر عن حالات إنسانية، غالبا ما تكون شديدة القسوة لتكرار الاختلاق فيها، ويفقدون التعاطف معها أو مساندة أصحابها، مما يزيد من المعاناة الحقيقية لدى هؤلاء السوريين.

وعبر نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن صدمتهم بعد تصريح المصور السعودي، عبد العزيز العتيبي، صاحب الصورة الأصلية للطفل الذي رقد بين قبري والديه، وأوضح أنها صورة تعبيرية التقطها لابن أخيه في مدينة ينبع السعودية، تعبيرا عن الشعور بالأمان الذي يفقده الطفل في غياب والديه، لكن تروج لها على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "الصورة التي أبكت نصف العالم" بوصفها صورة طفل سوري فقد أبويه ما أثار حزن وتعاطف كثيرين.

 

المساهمون