معارك شرق أوكرانيا .. وكييف تدين "العدوان" الروسي

معارك شرق أوكرانيا .. وكييف تدين "العدوان" الروسي

12 ابريل 2014
بانتظار ما ستؤول إليه الأزمة (جانيا سافيلوف/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

ذكرت السلطات الأوكرانية اليوم أن معارك اندلعت في شرق البلاد بين قواتها ومسلحين انفصاليين سيطروا على مقار أمنية وإدارية بعدة مدن، واعتبرت أن ما يحدث "عدوان روسي" قد يفضي إلى تكرار سيناريو شبه جزيرة القرم.
وقبيل اجتماع مجلس الأمن القومي الأوكراني، الذي دعا إليه الرئيس الانتقالي ألكسندر تورشينوف لبحث تداعيات التصعيد الأخير، قال وزير الداخلية أرسين أفاكوف إن وحدات من وزارتي الداخلية والدفاع تنفذان خطة عملياته لإنهاء سيطرة أفراد مسلحين ومتظاهرين على مقار أمنية في عدد من مدن مقاطعة دونتسك القريبة من حدود أوكرانيا الشرقية مع روسيا.
واتهم أفاكوف، روسيا بشن ما سماه عدوانا على أوكرانيا، وكانت كييف اتهمت قبل ذلك موسكو بنشر عملاء في شرق البلاد لإثارة فوضى تتخذها القوات الروسية ذريعة للتدخل مثلما حدث في إقليم القرم جنوب شرقي أوكرانيا عقب الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش نهاية فبراير/شباط الماضي.
ويطالب المتظاهرون في شرق أوكرانيا السلطات بتنظيم استفتاء يفضي إما إلى انفصاله عن البلاد وانضمامه لروسيا، وإما إلى إقامة نظام فدرالي تتمتع فيه تلك المناطق بصلاحيات واسعة.
وقبل إعلان وزير الداخلية الأوكراني إجراءات أمنية وعسكرية ضد المحتجين، حذرت موسكو السبت كييف من عواقب استخدام القوة ضد مواطنيها الناطقين بالروسية.
ووصفت وزارة الخارجية الروسية بغير المقبول تهديد السلطات الأوكرانية بمهاجمة المحتجين الذين يحتلون مقار حكومية في عدد من مدن الشرق.
وأضافت الوزارة في بيان أن الجانب الروسي شدد على مسؤولية السلطات الحالية في كييف بمنع أي استخدام للقوة في جنوب وجنوب شرقي أوكرانيا.
وحث البيت الأبيض اليوم السبت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف الجهود لزعزعة استقرار أوكرانيا، كما حذر بوتين من مزيد من التدخل العسكري في الشرق الأوكراني.
وحث القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني، أندريه ديشيتسيا، روسيا، اليوم السبت، على وضع حد لما أسماه "الأفعال الاستفزازية" من عملائها في شرق أوكرانيا، بعد أن سيطر مسلحون مؤيدون لموسكو على مبنيين في مدينة سلافيانسك.
وأشار ديشيتسيا إلى أنه "أجرى مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف". 
وتنفي روسيا توفير أي دعم للمسلحين الذين سيطروا على أربعة مبان حكومية في شرق أوكرانيا، بعد أن اتتهم الجرأة، في ما يبدو، من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم لأراضيها الشهر الماضي.

وأشار وزير الداخلية الأوكراني، أرسين أفاكوف، إلى أن "بلاده تعتبر هجمات الانفصاليين الموالين لروسيا، في شرق أوكرانيا، اليوم عملاً عدوانياً من جانب روسيا".
وأعلن أفاكوف، في بيان على صفحته على "فيسبوك" أن "وحدات من وزارتي الداخلية والدفاع تنفّ خطة رد عملية"، مشيراً إلى أن هجوماً مسلحاً يجري الآن على مركز شرطة بمدينة كراماتورسك الأوكرانية.
وكان أفاكوف، أشار في وقت سابق الى أن "عدداً من المسلحين يرتدون ملابس مموهة استولوا على مركز للشرطة في مدينة سلافيانسك الشرقية"، مهدداً "بردّ قاسٍ". وأوضح أن "هناك فرقاً بين الإرهابيين والمحتجين، وأن الرد على من وصفهم بالإرهابيين سيكون مختلفا عن الرد على المحتجين".
وأشار أفاكوف إلى أن "من يريدون الحوار، سنتحاور معهم للبحث عن حل. أما من يحملون السلاح ويضرمون النار في المباني ويطلقون الرصاص على الناس والشرطة ويرهبون الناس بالهراوات والأقنعة، فسنرد عليهم رداً مناسباً".
وقدّم قائد الشرطة الإقليمية في دونيتسك، كوستيانتين بوزيداييف، استقالته من منصب

ه، "نزولاً عند مطالب المحتجين". وأعلن بوزيداييف للمحتجين "بناءً على طلبكم أتنحى عن منصبي".
ووسط تسارع التطورات الميدانية في شرق أوكرانيا، صعدت الدول الغربية والولايات المتحدة من لهجتها تجاه روسيا، مهددة باتخاذ المزيد من العقوبات ضدها.
وقال وزير الخزانة الأميركي، جاك لو، إن "مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في العالم ستدعم زيادة العقوبات ضد روسيا". رداً على تصعيد موسكو للأوضاع الميدانية من خلال دعم المسلحين الموالين لها في المدن الشرقية لأوكرانيا".
وأوضح لو أنه "خلال مناقشة استمرت لفترة طويلة بين أعضاء الدول الصناعية، لم يكن هناك أي اعتراض على ضرورة وجود وحدة في القيام بعمل إذا دعت الحاجة".
وفي السياق، نقلت وكالة "ايتار تاس" الروسية عن مساعد وزير الخزانة لشوؤن مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، قوله إن "الولايات المتحدة ستواصل توسيع العقوبات على خلفية الأحداث في القرم".
وأضاف "القرم منطقة محتلة، سنواصل فرض تكاليف على أولئك الذين انخرطوا في الانتهاك المستمر لسيادة الأراضي الأوكرانية"، وذلك بعد يوم من فرض الولايات المتحدة عقوبات على سبعة من المسؤولين في القرم.
وهو ما رد عليه وزير الإعلام في القرم، ديمتري بولونسكي، بالتأكيد على أن هذه العقوبات لا تساوي "لدغة بعوضة". واعتبر بحسب ما نقلت وكالة "ايتار تاس" أن التصريحات الأميركية حيال العقوبات "لا معنى لها لأنها لن تؤثر على القرم أو على قيادته".
في هذه الأثناء، نفت الولايات المتحدة الأميركية الاتهامات الروسية بإرسال مرتزقة إلى أوكرانيا لدعم الحكومة في مواجهة المسلحين الموالين لموسكو. وكانت وسائل إعلام روسية قد اتهمت واشنطن بإرسالهم إلى أوكرانيا، في خطوة قد تزيد من خطورة الأوضاع الميدانية على الأراضي الأوكرانية.
بدوره، حذر وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف من خطورة تداعيات استخدام السلطات الأوكرانية في كييف القوة ضد المواطنين بجنوب شرق أوكرانيا على اجتماع الرباعية الدولية.
ونقلت قناة "روسيا اليوم " الإخبارية مساء اليوم عن لافروف قوله " إن استخدام كييف القوة ضد المواطنين في جنوب شرق أوكرانيا سيقوض اجتماع الرباعية الدولية ".
وأعلن لافروف في وقت سابق أن بلاده ستحضر الاجتماع الرباعي بشأن أوكرانيا مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والسلطات الأوكرانية في حالة واحدة فقط وهي مساعدة كييف على تعزيز اتصالاتها مع كافة القوى السياسية والإقليمية داخل البلاد.
وقال لافروف " في حال ما إذا كانوا يسعون للاستيلاء على مقاعدنا ومنحهم الغاز بأسعار أرخص، فهذا لا معنى له "، مشيرا إلى استعداد روسيا لإجراء حوار مع أوكرانيا بشأن سعر الغاز.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام روسية، أن زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، التي تزور موسكو حالياً، حمّلت الاتحاد الاوروبي مسؤولية إعلان حرب باردة جديدة، على روسيا ستضر بجميع الأطراف.
وأعربت لوبان خلال اجتماع مع رئيس مجلس النواب الروسي، سيرجي ناريشكين عن اندهاشها "من إعلان حرب باردة على روسيا من الاتحاد الأوروبي".
ونقلت وكالة "انترفاكس" للأنباء عن لوبان قولها "لا يتماشى هذا (الحرب الباردة) مع طبيعة العلاقات التي كانت ودية دوماً، ولا مع المصالح الاقتصادية لبلادنا ولا لدول الاتحاد الأوروبي وتضرّ بالعلاقات في المستقبل".
وجاءت تصريحاتها مشابهة لتصريحات أدلى بها زعيم اليمين النمساوي المتطرف، هاينز كريستيان شتراخه، الذي انحاز علناً لبوتين وأدان العقوبات الأوروبية بوصفها "مهزلة". وكذلك اعتبر السياسي الهولندي، خيرت فيلدرز، أن "الاتحاد الأوروبي هو من بادر بالخطأ".

المساهمون