معارك سامراء توقف تقدّم الجيش العراقي في الرمادي

30 أكتوبر 2015
تعزيز قوات الجيش بسامراء لمنع تقدّم "داعش"(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
تواصلت لليوم الثاني على التوالي أمس الجمعة المعارك على مقربة من مدينة سامراء، على طريقة الكر والفر، تخللتها عمليات انتحارية نفذها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بواسطة صهاريج وعربات كبيرة مفخّخة أحدثت دماراً هائلاً وصوتاً أرعب سكان الأحياء والقرى القريبة من مركز مدينة سامراء.

معارك محيط سامراء وما خلّفته من إرباك واضح في صفوف القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي"، لم تكن الوحيدة، فقد أكدت مصادر عسكرية عراقية هجوم تنظيم "داعش" بعمليات إرهابية سريعة ومباغتة على حقلي العجيل وعلاس النفطيين في محافظة صلاح الدين، أدت إلى تراجع القوات المُكّلفة حماية الحقلين بنحو ثلاثة كيلومترات إلى الوراء، قبل أن تتدخّل مقاتلات أميركية لتقصف تجمعات التنظيم وتُوقع خسائر في صفوفه، ما أجبره على الانسحاب إلى مواقع قديمة له بمحاذاة طريق تلال حمرين الرابط بين محافظة صلاح الدين ومحافظة كركوك شمالاً.

خلال ذلك أعلن قائد عمليات الجيش في محافظة الأنبار وعاصمتها الرمادي، اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، عن توقّف عمليات تحرير مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم "داعش". وعزا المحلاوي السبب إلى "الظروف الجوية واستمرار موجة البرد والأمطار والعواصف الرعدية"، مؤكداً "استمرار قوات التحالف الدولي عملها في الرمادي بالوتيرة نفسها في استهداف جيوب ومواقع داعش حول المدينة".

ولفت، في مؤتمر صحافي، إلى أن "الطيران الحربي العراقي توقّف عن القيام بطلعات أيضاً بسبب الظروف الجوية، إلا أن مظلة طيران التحالف الدولي الجوية مستمرة فوق الرمادي لقصف أي تحركات لتنظيم داعش"، مرجّحاً استئناف العمليات مجدداً الأسبوع المقبل.

لكن مسؤولاً عسكرياً عراقياً، نفى لـ"العربي الجديد" أن تكون الأحوال الجوية هي سبب إيقاف الهجوم على الرمادي، لافتاً إلى أن الطقس تسبّب بتفجير عشرات العبوات الناسفة التي زرعها "داعش" في محيط المدينة، وجرف ألغاماً كثيرة ما صبّ بصالح الجيش، إذ أدى المطر والرطوبة إلى تماس الأسلاك الخاصة بالعبوات وانفجارها فضلاً عن تجريف الأخرى، موضحاً أن هجوم سامراء والخشية على المدينة دفع رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى سحب اللواءين الثامن والرابع بالجيش المرابط حول الرمادي، ودفعهما إلى سامراء، إضافة إلى قطع "داعش" طريق ذراع دجلة.

ولفت الضابط العراقي، في اتصال مع "العربي الجديد" من قاعدة التقدّم المشتركة الأميركية العراقية شرق الرمادي، إلى أن "معارك سامراء أوقفت التقدّم إلى الرمادي، وبات من المهم تقديم الأهم على المهم"، مضيفاً أن "الجيش في سامراء بوضع دفاعي حالياً، وكان لا بد من تعزيز قواتنا هناك لمنع التنظيم الإرهابي من تحقيق أي نصر آخر في محيط المدينة أو أن يتمكن من طرق بوابتها الغربية"، مبيناً أن "داعش يسعى منذ صباح أمس الجمعة إلى الوصول لمنطقة تكون تحت مدى صواريخه وهذا ما يعمل الجيش على منعه بمساعدة مجاهدي الحشد الشعبي"، على حد قوله.

اقرأ أيضاً: "داعش" على أبواب سامراء... سيناريوهات رعب بالجملة

من جهته، أكّد عضو مجلس العشائر المتصدّية لـ"داعش" عمّار العيساوي، أنّ "الحكومة في بغداد سحبت كافة القوات العسكرية لمعركة سامراء وباقي مدن صلاح الدين".

وقال العيساوي لـ"العربي الجديد" إنّ "الحكومة لا ترغب في تحرير الأنبار على يد أبنائها والقوات العراقيّة، وتحاول أن يكون التحرير بكل الأحوال على يد مليشيات الحشد الشعبي"، مبيناً أن "الحكومة تعمّدت تعطيل معركة الأنبار من خلال سحب أغلب قطعات الجيش والأجهزة الأمنيّة إلى محافظة صلاح الدين، وخصوصاً سامراء، وهي خطوة لعدم تقديم الدعم العسكري لقوات تحرير الأنبار"، مشيراً إلى أن "الحكومة تعلم أنّ معركة الأنبار بحاجة إلى إسناد وسلاح وعتاد من وزارة الدفاع، وأنّ زجّ كل هذه القطعات الكبيرة في صلاح الدين سيستنزف قدرات وزارة الدفاع".

وحمّل العيساوي الحكومة، ورئيسها حيدر العبادي، "مسؤوليّة تعطّل معركة الأنبار وتوقفها، وعدم التنسيق مع قادة المعركة ولا حتى فتح باب الحوار معهم، لتكون المعركة معركتين؛ معركة تقودها الحكومة ومليشيات الحشد في صلاح الدين وتسخّر لها كل إمكانات الدولة، ومعركة في الأنبار تعزلها الحكومة وتقطع كافة الإمدادات والمساعدات عنها".

اقرأ أيضاً: العراق: تحذيرات من انتكاسة أمنية في صلاح الدين وبيجي