مصور "الصينية".. زار سورية لتغطية الانتخابات فعاد جثماناً

مصور "الصينية".. زار سورية لتغطية الانتخابات فعاد جثماناً

23 يونيو 2014
افتقر حسن الى وجود تأمين على سفره (العربي الجديد)
+ الخط -
عاد جثمان مصور وكالة الأنباء الصينية الرسمية أحمد حسن، إلى القاهرة قادماً من دمشق، بعد أيام على وفاته متأثراً بإصابته برصاصة في الرأس.
وكان حسن قد وصل دمشق لتغطية فعاليات انتخاب الرئيس بشار الاسد، فأعادته رصاصة ابتهاج الموالين جثة الى أهله.
عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، المعلقة عضويتها، عبير سعدي، كانت في استقبال الجثمان في المطار، وصرحت أن حسن، كان قد قبل بقرار تكليفه تغطية الانتخابات السورية لمصلحة الوكالة الصينية الرسمية. وفعلاً انتقل الى هناك لأداء عمله بصفته مصوراً مع الوكالة الصينية. وأضافت: لا نجزم سبب مقتله. فهناك من يقول إنه تم استهدافه بشكل مباشر، وفي قول آخر إنه قتل بسقوط قذيفة عليه إبّان الاحتفالات التي أقامها مناصرو الرئيس السوري، بشار الأسد.
وقالت سعدي: إن إصابة حسن كانت خطيرة وتستلزم نقله إلى مستشفى آخر، وطالبت النقابة  بنقله لتلقي العلاج في القاهرة، وقوبل طلبها بالرفض. وتابعت "الوكالة قالت إن حالته خطرة ولا يمكن نقله، ومع ذلك نقلته إلى مستشفى عسكري آخر، وعليه كان يمكن نقله الى مصر".
في البداية لم تعلن الوكالة الصينية الرسمية الخبر، واكتفت بعد مقتله بيوم بإذاعته في نسختها الإنجليزية فقط، وهو ما أثار حفيظة عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، وزملائه الصحافيين في الوكالة.
ويقول زميله، عبد السميع دردير: إن حسن توفي قبل ساعتين فقط من توجهه إلى المطار ليستقل طائرته إلى القاهرة، فقد ذهب إلى المحكمة الدستورية لتغطية احتفالات أنصار الأسد بفوزه.
وقال زملاؤه الذين كانوا حوله إن قذيفة كلاشنكوف طالته مع صحافي سوري كان يقف بجواره، وقد ارتدت القذيفة على رأسيهما وأصابتهما إصابات بالغة. ولا يستبعد دويدار أن يكون "حسن مستهدفاً"، ولكنه لا يستطيع أن "يُجزم" بذلك أيضاً، على حد قوله.
سأل دويدار مجموعة من الأطباء المتخصصين، "هل من الممكن أن تُطلق رصاصة في الهواء، فترتد إلى رأس إنسان، وتخترق قاع الجمجمة فتُحدث إصابة في المخ؟"، وكان الرد بالنفي من المتخصصين، مؤكدين بأن الرصاصة عندما ترتدّ، تعود بسرعة أبطأ كثيراً من سرعة قذفها، وترتد بفعل الجاذبية الأرضية.
في كلتا الحالتين، لا يملك دويدار إجابة قاطعة عن سؤاله، تاركا الأمر لأسرته التي من شأنها أن تقرر ما إذا كانت ستقبل بتشريح جثمان حسن، للاستدلال على أسباب الوفاه.
من جانبها، أصدرت نقابة الصّحافيين المصرية، بياناً حملت فيه الوكالة الرسمية الصينية مسؤولية مقتل حسن، وأكدت فيه "تخاذل الوكالة التي لم تنشر نبأ إصابته إلا بعد موته بيوم في إصدارها الإنجليزي"، مشددة على أن مهمة الصحافي هي نقل الحقائق وعليه "يحق لقضيته أن تصنف ضمن قضايا الرأي العام إذا ما كانت هناك علامات استفهام عن موته".
يقول دويدار: إن حسن كان خلوقاً ومهذباً، الجميع يحبه ويحترمه، سبق أن سافر إلى ليبيا وجنوب السودان، لتغطية الأحداث السياسية هناك. تزوج قبل سفره بشهرين فقط، وبدأ حياة أسرية سعيدة.
وعلمت "العربي الجديد" أن حسن لم يكن مؤمّنا عليه في سفره، وهذا هو المنطق نفسه الذي تتعامل به الوكالة مع الجنسيات المختلفة من العاملين معها، بخلاف ما تتعامل به مع الصحافيين الصينيين.

المساهمون