مصر: مطاردة رجال الأعمال تهز العملة والبورصة

مصر: مطاردة رجال الأعمال تهز العملة والبورصة

09 نوفمبر 2015
رجال أعمال مصريون يهرّبون أموالهم للخارج خوفاً من الملاحقات(Getty)
+ الخط -
يسيطر القلق على مجتمع الأعمال والمستثمرين في مصر وسط مخاوف من الخطوات المقبلة للنظام المصري في أعقاب القبض أمس الأحد على رجل الأعمال المعروف صلاح دياب مالك ومؤسس صحيفة "المصري اليوم"، وقبلها التحفظ على أموال صفوان ثابت واتهام رجل الأعمال فريد خميس في قضية احتكار وسليمان عامر في قضية فساد وزارة الزراعة ومنعه من السفر.
وما يفاقم المخاوف بين المستثمرين المصريين أن الحملات السابقة كانت تركز على رجال أعمال يقول النظام إنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولكن حملات القبض والتحفظات الأخيرة شملت رجال أعمال لا علاقة لهم بالتنظيم بل ومحسوبين على النظام.
ولعبت التطورات المتعلقة بتداعيات سقوط الطائرة الروسية والتخوفات المتنامية داخل قطاعي السياحة والاستثمار جراء الحادث دوراً في تغذية حالة القلق داخل مجتمع الأعمال المصري.
وانعكس هذا القلق المتنامي في البلاد بشكل ملحوظ في المبيعات المكثفة وعمليات التخارج التي شهدتها البورصة المصرية في تعاملات أمس، حيث فقدت قرابة 5 مليارات جنيه، كما ارتفع سعر صرف الدولار في السوق الموازي رغم ثباته في البنوك والصرافات.
وانخفض مؤشر البورصة أمس الأحد، وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة نحو 5 مليارات جنيه من قيمته مسجلاً 1. 448 مليار جنيه، فيما هبط مؤشر السوق الرئيسي "إيجي إكس 30" بنسبة 1.4% الى 35. 7438 نقطة. وارتفع سعر الدولار بالسوق السوداء ليتراوح بين 8.58 و8.62 جنيهات.
ورفض عدد كبير من كبار رجال الأعمال المصريين اتصلت بهم "العربي الجديد" مجرد التعليق على خبر القبض على صلاح دياب وتداعياته على مناخ الاستثمار، خوفاً من الملاحقة.
وقال رئيس اتحاد الغرف التجارية الذي يضم نحو 3 ملايين تاجر أحمد الوكيل، في تصريحات خاصة، إن التعامل مع رجال الأعمال يجب أن يسلك طرقاً قانونية وهو ثبوت التهم بشكل قاطع لا يقبل التأويل، حتى لا نعطي رسائل سلبية للمستثمرين محلياً وخارجياً.


اقرأ أيضا: حيازة أسلحة بدون ترخيص تهمة جديدة لمالك "المصري اليوم"

وأوضح أن قرار إلقاء القبض على رجل الأعمال صلاح دياب ونجله خطير للغاية، لأن هذا القرار سوف يؤثر على الاقتصاد المصري بدون أدنى شك، ويعطي رسائل سلبية وفي غاية الخطورة خاصة للمستثمر المحلي قبل الأجنبي.
ورفض عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات ورئيس لجنة الضرائب بالاتحاد محمد البهي، التعليق على القرار، قائلاً "سننتظر إجراءات التحقيق".
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد"، أن قرارات القبض والتحفظ على رجال الأعمال ستؤثر على مناخ الاقتصاد في مصر، وتجعل المستثمر يرغب في إعادة حساباته وقراراته مرة أخرى.
من جانبه قال أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة الدكتور هشام إبراهيم إن التوسع في عمليات التحفظ والمنع من السفر على رجال الأعمال مثل التحفظ على أموال المهندس صفوان ثابت بجانب إحالة شركة النساجون الشرقيون للنيابة العامة، ومؤخراً سليمان عامر وصلاح دياب، سيؤثر بالسلب على الاستثمار في مصر.
لكن أحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصري، رفض ذكر اسمه، قال إن القبض على دياب رسالة موجهة للصحافة والإعلام في المقام الأول، خاصة بعد الانتقادات التي وجهها الإعلام لسياسة النظام واتهامه بالتقصير في عدد كبير من القضايا التي تهم الشعب خاصة ملفي الأمطار والأسعار.
وأضاف أن معظم رجال الأعمال اشتروا الصحف والقنوات الفضائية ليكونوا بمأمن من الأنظمة الحاكمة، وبعد القبض على صلاح دياب وجه النظام رسالة مفادها "لا أحد فوق الدولة.. ويمكن التضحية بأي شخص مهما بلغت مكانته".
وقال عضو مجلس الإدارة لـ "العربي الجديد"، إن مجتمع الأعمال نظر إلى التحفظ على أموال الإخوان نتيجة للخلاف السياسي، ولكن بعد التحفظ على أموال صفوان ثابت، واتهام محمد فريد خميس بالاحتكار، والقبض على سليمان عامر، أصبح الكل يتحسس رقبته.
ولفت النظر إلى أن هناك تحويلات كبيرة جداً من المستثمرين لأموالهم خارج مصر تحسباً لأي طوارئ قد تحدث، خاصة أن النظرية المنتشرة في مصر أن كل رجال الأعمال فاسدون، وبالتالي فإن الدولة لن تحتاج إلى تبريرات في القبض عليهم.

اقرأ أيضا: بنكا استثمار: مصر تتجه لتحرير سعر صرف الجنيه

المساهمون