مصر: قتيلان ومصابون جدد في تجدد اشتباكات أسوان

مصر: قتيلان ومصابون جدد في تجدد اشتباكات أسوان

06 ابريل 2014
لحظات دخول الجيش أسوان أمس قبل انسحابها اليوم
+ الخط -

اشتعلت الاشتباكات مجدداً اليوم بين قبيلة بني هلال وعدد من القبائل العربية في محافظة أسوان جنوبي مصر، بعد أقل من 24 ساعة من زيارة رئيس مجلس الوزراء المصري إبراهيم محلب، وهو ما أودى بحياة مواطنين، وأنباء عن مقتل ثالث، إضافة إلى 23 مواطناً لقوا حتفهم أمس وأمس الأول.

ووقع تبادل لإطلاق الرصاص أمام مستشفى محلي ومشرحة، قرب وسط المدينة على بعد عدة كيلو مترات من منطقة الفنادق السياحية والشوارع التجارية. وفق مراسل "أسوشييتد برس"، وأضرم العرب الغاضبون النار في عدد آخر من منازل النوبيين اليوم الأحد بعد تسلم جثث ذويهم تمهيداً لدفنها.

الهجوم أثار ثائرة النوبيين المسلحين فخرجوا إلى الشوارع لتندلع معارك عنيفة بينهم وبين العرب. وبذلت قوات الشرطة جهودها لتفرقة العامة خارج المستشفى، وحلّقت مروحية عسكرية فوق المنطقة. في الوقت نفسه شكا السكان المحليون من عجز قوات الشرطة عن احتواء الخصومة الثأرية.

وقال مواطن نوبي أمكن التواصل معه عبر الهاتف إن مسلحين من عرب الهلايلة هاجموا حي السيل الريفي على أطراف أسوان. وقال الرجل الذي تحدث شرط التكتم على هويته خوفاً على حياته "إننا نموت.. إنهم يهاجموننا.. ليس هناك أي وجود للحكومة أو الشرطة في المنطقة.
وتداول مواطنون مصريون صوراً لقطع طريق مطار أسوان الدولي بسبب الاشتباكات، وهو الطريق الذي يصل المدينة أيضاً بخزان أسوان.

واتسعت رقعة الصراع الأحد، بعدما كانت محصورة، اليومين الماضيين، في منطقة السيل الريفي شرق أسوان، لتصل إلى مناطق "بركة الدماس" و"كفر الحجر"، و"كوبري القش"، وحمل فيها أبناء قبيلة بني هلال السلاح الآلي، وقاموا بإحراق إطارات السيارات، وعدد من متاجر أهالي قبيلة الدابودية، وهو ما تبعه انسحاب قوات الشرطة والجيش من الشوارع.

"أسوان بطبيعتها بلد هدوء وطيبة، وهذه الطباع أخذتها عن النوبة، فأهلها لا يميلون للعنف". هكذا استهلّ أحد أفراد قبيلة الأنصار في محافظة أسوان رؤيته للأحداث الأخيرة بمدينته والتي أودت بحياة 25 مصرياً حتى الآن.

ويروي أمين حزب الوسط الدكتور حسام الأنصاري، الخلفيات التي يراها السبب الحقيقي وراء اشتعال الأحداث الأخيرة في أسوان قائلا: "إن القبائل في أسوان عربية ونوبية، ومن القبائل العربية المعروفة الجعافرة والأنصار والعبابدة والعباسيون، أما قبيلة بني هلال فهي إحدى القبائل العربية الصغيرة، ويتمركز أهلها في منطقة السيل الريفي بخور عوّاضة".
الأحداث الأخيرة تعكس الواقع الذي تعيشه قبائل أسوان عقب الثورة. يقول الأنصاري: "الصراع بدأ بسيطاً عندما خرجت مجموعة من الطلاب من مدرستهم، وقاموا بمغازلة فتاة، فشاهد عدد من الهلايلة الذين كانوا جالسين في مقهى أمام المدرسة، المشهد، وانهالوا بالضرب على الطلاب".

يكمل: "الطلاب اتصلوا بذويهم، الذين حضروا على الفور وبدأوا بالاشتباك مع الهلايلة، الذين قام عدد منهم بدوره بالذهاب لمنازلهم لجلب السلاح، فقتل 5 من قبيلة دابود النوبية، لتحتشد بعدها قبيلة الدابودية وكل قبائل أسوان والنوبة وقبائل الوافدين ليعلنوا تضامنهم مع قبيلة الدابودية؛ تحركوا جميعاً وقاموا بإحراق عدد من المنازل واختطاف 3 من أهالي قبيلة بني هلال".

صحيح أنه تم تحريرأولاد الهلايلة الثلاثة الذين تم اختطافهم عند قدوم رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، لكن الأنصاري يرى "أن محلب لم ينه شيئاً من الصراع. كل ما فعله هو قول "اهدوا وهنحلّ المشكلة"، والدليل أن اليوم الأحد شهد اختطاف 5 آخرين من قبيلة بني هلال".

يواصل الأنصاري "إذا كان على أهل البيت ثأر فيجب أن يتركوا بلدهم ويرحلوا؛ هذا هو مطلب قبيلة الدابودية والقبائل المتحالفة معها، خصوصاً أن جذور قبيلة بني هلال تعود إلى منطقة الحواجر في مركز أرمنت بالأقصر. في المقابل فإن أهالي بني هلال لن يهدأوا إلا بتعويضهم عن حرق الـ 16 منزلا، والحصول على دية الـ18 قتيلا من قبيلتهم".

"الإخوان هم من فعلوا ذلك" كان تعليق المتحدث العسكري للقوات المسلحة، أحمد علي، وتبعه في ترديد ذلك أغلب وسائل الإعلام المصرية، وهو ما سخر منه الأنصاري قائلا "الأمن لم يجد شمّاعة يعلّق عليها فشله غير شماعة الإخوان"، لكن النوبيين هدّدوا مدير أمن أسوان، حسن السوهاجي صراحة وقالوا له "إذا لم تخرج بني هلال، فسنغلق أسوان ولن نسمح بإجراء الانتخابات فيها".