مصر: صحافيو "القومية" يغتالون مهنتهم

28 أكتوبر 2014
توقع الخبراء وقف نشر مقالات الرأي (Getty)
+ الخط -
في تدهور شديد الخطورة، جاء بيان اجتماع رؤساء تحرير الصحف المصرية، بعد يومٍ على البيان المشترك لما يُعرف بـ"غرفة صناعة الإعلام واتحاد الإذاعة والتلفزيون"، كإعلان رسمي عن تأميم الإعلام ومصادرة حرية الصحافة.
ما يَجمع بين البيانين، هو عودة إعلام التعبئة العامة بدعوى "الحرب على الإرهاب"... هكذا، تنتقل مصر من مرحلة مصادرة الصحف وتقييد حرية الصحافة إلى مصادرة المهنة نفسها، ولكن بأيدي أبنائها.

هذا الأمر، اعتبره خبراء في مجال الإعلام بمثابة "فرض مزيد من التضييق على حريّة الرأي والتعبير وتكميم الأفواه". وتوقع بعض الخبراء "منع بعض كتاب المقالات من النشر قريباً، بدعوى مخالفة السياسة العامة للدولة، وبزعم مواجهة الإرهاب والحفاظ على الأمن القومي".
وقال أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، سعيد الغريب لـ"العربي الجديد" إنّ "اجتماع رؤساء تحرير الصحف لم يقدم جديداً من الناحية العمليّة، ولكنّ الفارق هو إعلان السياسة التحريريّة التي تتبعها  الصحف كافة".
كذلك أعرب عن تعجّبه من تواجد نوع واحد فقط من الصحافة، هي "القومية"، نظراً لأنّ الصحف الخاصة هي الأخرى باتت تؤدي الدور نفسه، أي "الترويج للنظام الحاكم". ولفت الغريب إلى أنّ "أغلب أصحاب الصحف هم رجال أعمال يُعبّرون عن مصالحهم فقط، من دون النظر إلى المصلحة العامة للشعب أو الدولة المصريّة، وبالتالي هم يقدمون تنازلاتٍ مقابل الاستمرار في الحياة العامة، والاستفادة من مجموعة امتيازات". واعتبر أنّ "أغلب رؤساء التحرير يتلقّون تعليماتهم من الأجهزة الأمنيّة، وأن ولاءهم الأول لمن يحكم وتحديداً للرئيس عبد الفتاح السيسي"، مشيراً إلى أنّ "انعقاد الاجتماع بصورة سريعة، يُعدّ استجابةً سريعةً جداً للنظام الحالي في مصر".

فيما اعتبر أحمد عبد العزيز، الأمين العام لحركة "صحافيون ضد الانقلاب"، وعضو "تنسيقية الصحافيين"، في تصريحات صحافيّة أنّ البيان نوع من النفاق السياسي للسلطة القائمة من قِبل رؤساء تحرير تم تعيينهم من قِبل هذه السلطة الانقلابية.
 
النقيب يخنق الصحافة!
الخطير في بيان رؤساء التحرير، هو كما يقول الصحافي المصري عبادة السيد لـ"العربي الجديد": "تنازل نقيب الصحافيين، عن الدور الرئيسي لمهنة الصحافة باعتبارها ناقلاً للمعلومة وجرس إنذار ووسيلة تنبيه للمجتمع ضد الأخطار المحدقة به بدعوى الامتناع عن نشر ما سمّوه البيانات التي تدعو للتحريض ضد مؤسسات الدولة دون توضيح ماهية هذه البيانات".

وكانت حركة "صحافيون ضد قانون التظاهر" دانت بيان رؤساء التحرير، معتبرة "البيان تأميماً اختيارياً للصحافة في مصر، وتدجيناً للسلطة الرابعة، وتسليماً لحرية الصحافة للسلطة الحاكمة بزعم مكافحة الإرهاب". وقال البيان: "الاجتماع الذي تم تنظيمه أمس الأول في مقر حزب الوفد، وتعهّد فيه رؤساء تحرير الصحف بقصف الأقلام ومصادرة كل الآراء التي تخالف توجهات السلطة الحالية هو وصمة عار في جبين الصحافة".
المساهمون