مصر.. تقديم مسلمي الويغور قرباناً للصين

مصر.. تقديم مسلمي الويغور قرباناً للصين

09 يوليو 2017
+ الخط -
ألقت قوات الأمن المصرية، الأسبوع الماضي، القبض على العشرات من أقلّية الويغور الصينية- أغلبهم طلاب يدرسون في جامعة الأزهر- تمهيدًا لترحيلهم إلى بلادهم بناءً على طلب من الحكومة الصينية.

حملة الاعتقالات المفاجئة أثارت استياءً كبيرًا في مصر، خاصة بعد تداول عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات تظهر معاملة المقبوض عليهم من الويغور بطريقة مهينة، كما أثارت حملة الاعتقالات أيضًا العديد من التساؤلات حول أقلية الويغور وأسباب قبض السلطات المصرية على المنتمين لها.


من هم مسلمو الويغور؟
الويغور هي قومية صينية أغلب المنتمين إليها مسلمون، وتسكن في إقليم معروف باسم "تركستان الشرقية"، وهو إقليم يقع في شمال غرب الصين وتبلغ مساحته 1.5 مليون كيلومتر مربع، وكان يتمتّع بحكم ذاتي في وقت سابق لكنه الآن يخضع لسيطرة الحكومة الصينية.

يواجه مسلمو الإيغور قمعًا ثقافيًا ودينيًا وتمييزًا من السلطات بسبب مطالبتهم بالانفصال عن الصين التي يعتبرونها دولة احتلال، وتشمل هذه الانتهاكات اعتقالات وتعذيبا ومنعا من الصوم والصلاة في المساجد والتضييق على كافة المظاهر الإسلامية في الإقليم.


ما علاقة مصر بمسلمي الويغور؟
يدرس بعض المسلمين الويغور العلوم الدينية في الأزهر باعتباره أكبر مؤسّسة إسلامية في العالم، كما يفضّل بعضهم البقاء في مصر بدلًا من العودة للتضييق والقمع في الصين.

قبل عدّة أشهر، استدعت الحكومة الصينية عددًا من الطلبة الويغور الذين يدرسون في الأزهر، وطلبت منهم العودة فورًا إلى بلادهم من أجل الخضوع للتحقيق قبل الحصول على ترخيص بالدراسة، مع تهديدات باعتقال عائلاتهم في حال لم يخضعوا للأوامر.

واجه بعض من عادوا طوعًا انتهاكات جسيمة وصلت إلى التعذيب والمحاكمة بتهمة نشر الأفكار المتطرّفة مثل الدكتور حبيب الله تختر، الذي يحمل دكتوراه في أصول الفقه من جامعة الأزهر، وتم الحكم عليه بالسجن 15 سنة بتهمة "نشر الفكر المتطرّف".

قبل أسبوعين تقريبًا من بدء حملة الاعتقالات، التقى وزير الداخلية المصري مع نائب وزير الأمن الصيني، في القاهرة، ونقل عدد من الصحف أن الزيارة كانت بخصوص تعاون أمني بين مصر والصين في مجالات متعدّدة منها "مكافحة الإرهاب".

يبدو أن ترحيل الطلبة الويغور الذين يدرسون في الأزهر دون ترخيص يأتي في إطار هذا "التعاون الأمني"، حيث قرّرت السلطات المصرية تقديم المسلمين الويغور كقربان لتعزيز العلاقات مع "التنين الصيني".


انتقادات للمؤسّسات الدينية في مصر
أصدرت مؤسّسة الأزهر بيانًا، في عام 2015، انتقدت فيه الصين لمنعها المسلمين الويغور من الصيام في شهر رمضان، وجاء في البيان أن الأزهر "يرفض جميع أشكال القمع المسلّطة على المسلمين الويغور في الصين".

المفاجأة الآن أن مؤسّسة الأزهر وكافة المؤسّسات الدينية في مصر لم تتخذ أي تحركات رسمية لحماية من تم اعتقالهم من المسلمين الويغور، بل ولم تصدر أية بيانات عن الواقعة، وهو ما دفع العديد من النشطاء لتوجيه انتقادات حادّة إلى هذه المؤسّسات واتهامها بالتقصير في الدفاع عن المسلمين المستضعفين.

المساهمون