مصر: الأمن يفرّق المسيرات وغضب طلابي من قرارات الفصل

23 ابريل 2014
من الاشتباكات بين الأمن والطلاب بالقاهرة قبل أيام(مصطفى درويش،الأناضول،Getty)
+ الخط -

خرجت تظاهرات، ومسيرات في عدد من المحافظات المصرية، اليوم الأربعاء، فرقتها القوات الأمنية مستخدمة القوة، وسط حالة من الغضب بين الطلاب، جراء قرارات الفصل التي صدرت ضد عدد منهم.

وفي مدينة نصر في القاهرة، نظم الطلاب مسيرات داخل الحرم الجامعي للأزهر، بنين وبنات في رد فعل سريع من جانب طلاب جامعة الأزهر على الاعتداءات التي شهدتها المدن الجامعية على يد قوات الأمن، مساء الثلاثاء.

وبدأت التظاهرات عقب صلاة الظهر في ساحات كليات الطب والهندسة والزراعة داخل الحرم الجامعي للأزهر بنين، للتنديد بالانقلاب العسكري، واستمرار الانتهاكات ضد الطلاب، والاعتداء على المدينة الجامعية للطلاب مساء أمس.

وانتقلت احتجاجات الطالبات خارج أسوار الجامعة إلى شارع يوسف النحاس في مدينة نصر. وردد المشاركون هتافات "الداخلية بلطجية"، فيما تصدت عناصر من قوات الأمن الى الاحتجاجات، ولاحقت الطالبات حتى أبواب كلية الصيدلة.

وكانت قوات الداخلية كثّفت من وجودها أمام المدن الجامعية. وفرضت قوات الأمن حصاراً أمام البوابات الرئيسية للمدن الجامعية وجامعة الأزهر، لمنع خروج تظاهرات إلى شوارع مدينة نصر. وأطلقت قنابل الغاز بكثافة داخل المدينة الجامعية، وسقطت القنابل داخل الأبنية السكنية للطلاب، ما أسفر عن إصابة عدد من الطلاب بالاختناقات.
وفي الإسكندرية، تكرر المشهد، اذ اعتدت قوات الأمن على مسيرة طلابية بكلية الهندسة معارضة للانقلاب العسكري، مستخدمةً قنابل الغاز المسيل للدموع، وطلقات الخرطوش في ظل دعوات إلى التظاهر للتنديد بترشح وزير الدفاع المستقيل، عبد الفتاح السيسي، الى رئاسة الجمهورية والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.

وأفاد شهود عيان بوقوع إصابات بين الطلاب بعد اعتداء قوات الأمن على المشاركين في التظاهرة لمنعهم من الخروج خارج أسوار الجامعة للتنديد بالقمع الأمني وقرارات الاعتقال والفصل التعسفية التي يتعرض لها زملاؤهم.

وسادت حالة من الكر والفر والاشتباكات بين القوات الأمنية والطلاب. وفيما استخدم الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والخرطوش، رد الطلاب بالألعاب النارية والحجارة وترديد الهتافات المنددة بالداخلية.

وكان الطلاب قد تجمعوا اليوم، في مسيرة طافت أرجاء الجامعة، ندد المشاركون فيها بالانقلاب العسكري واعتقال الطلاب، والاعتداء على تظاهراتهم السلمية. كما طالبوا بمحاكمة قادة الانقلاب العسكري.

ورفع الطلاب خلال المسيرة الأعلام المصرية وشارات رابعة، وصور الطلاب المعتقلين من أبناء الجامعة، ولافتات مكتوب عليها، منها: يسقط يسقط حكم العسكر، مصر دولة مش معسكر.

كذلك، اقتحمت قوات الأمن المصرية، حرم جامعة الأزهر بنين في محافظة أسيوط، اليوم الأربعاء. وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، وطلقات الخرطوش لتفرقة تظاهرات طلابية رافضة تقديم موعد الامتحانات.

وأكد المتحدث الرسمي لطلاب ضد الانقلاب في الجامعة، محمد درويش، لـ"العربي الجديد" بأن رجال الأمن اقتحموا ساحة كلية اللغة العربية في الجامعة، واعتقلوا عشرات الطلاب، فيما تحاصر آليات وجنود الداخلية مختلف الكليات وتجري تمشيطاً داخل الحرم الجامعي.

وفي جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية، نظم الطلاب وقفات احتجاجية ضد ما وصفوه بسياسة البلطجة المتبعة من قبل رئيس الجامعة الدكتور أشرف الشيحي، على خلفية قراره بفصل عدد من رافضي الانقلاب العسكري بالجامعة.

وقال المتحدث باسم "طلاب ضد الانقلاب" في الجامعة، أحمد ناصف لـ"العربي الجديد": "نرفض تحول الجامعة لوكر من البلطجية ومسجلي الخطر، ونرفض الفصل التعسفي للطلاب، ولن نقبل أبداً باستمرار الوضع على ما هو عليه، ومستمرون حتى انتزاع حقوقنا".

يأتي ذلك فيما تواصل الجامعات المصرية فصل طلابها تحت مسميات ومبررات عدة، لقمع الحراك الطلابي داخل الجامعات منذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو/تموز الماضي.

وتسيطر حالة من الغضب والاستياء على طلاب كلية التربية جامعة الإسكندرية، عقب قرار عميد الكلية محمد إسماعيل، أمس بفصل 5 طلاب بتهم ممارسة أعمال عنف والتحريض عليها داخل الجامعة.
وكان الطلاب قد نظموا أمس، تظاهرات غاضبة رفضاً للقرار، مهددين بالدخول في اعتصام مفتوح الى حين إلغاء القرار.

كما دعا طلاب جامعة كفر الشيخ، إلى مواصلة الاحتجاجات الطلابية المنددة بإحالة 16 من زملائهم إلى مجالس التأديب، وفصل 4 آخرين على خلفية تظاهرات في الجامعة رافضة الحكم العسكري.

كذلك أثار قرار مجلس جامعة أسيوط، أمس الثلاثاء، برئاسة محمد عبد السميع، بحرمان 14 طالباً من دخول الامتحانات وفصلهم عاماً دراسياً كاملاً، حالة من الغضب والاستياء في صفوف طلاب جامعة أسيوط.

وأكد الطلاب أن إدارة الجامعة تحاول إقصاء كل من شارك في التظاهرات والمسيرات المناوئة لحكم العسكر، والتي اكتست بها الجامعة خلال الأيام الماضية.

وقال الطالب، إسلام عبد الله، وهو أحد المفصولين أمس من جامعة أسيوط، لـ"العربي الجديد": إن الجامعة وجهت إليه تهماً عدة، من بينها اقتحام مبنى الأمن الإداري للجامعة وكسر الأبواب. وأشار إلى أن قرار الفصل صدر من دون إجراء تحقيقات موضوعية أو تشكيل مجالس تأديب بحضور المحامين، كما تنص القوانين واللوائح.

وأضاف عبد الله، أن عدد الطلاب المحالين على الشؤون القانونية في الجامعة منذ بداية الفصل الدراسي الثاني نحو 300 طالب، بتهم التحريض على العنف، وتنظيم تظاهرات من دون تصريح. وأكد أن الحركات الثورية في الاتحادات الطلابية في الجامعة تنظر في قرارات الفصل، وسترد قريباً عبر فعاليات احتجاجية.

 

المساهمون