مصائب الإيطاليين عند اللبنانيين فوائد

مصائب الإيطاليين عند اللبنانيين فوائد

24 يونيو 2014
الحرب تضرب لبنان في كل مرة تفوز إيطاليا (Getty)
+ الخط -

اجتياح إسرائيلي لبيروت...قصف بالطائرات، الصواريخ تنهال على الأراضي اللبنانية...تدمير للبنى التحتية، مقتل الأبرياء اللبنانيين بسبب الحرب الإسرائيلية... كل هذا وأكثر في حربين شهدهما لبنان في عام 1982 و2006، لكن وبعيداً عن الحقائق والحرب البشعة، أصبح الشعب اللبناني العاشق لكرة القدم يتشاءم من فوز إيطاليا بكأس العالم، نظراً لما يتعرض له لبنان، إذ أن المنتخب الإيطالي وبعد أن ظفر بكأس العالم 1982 و2006، حيث في تلك الأعوام غرق لبنان في الدماء.

اجتياح لبنان 1982 وإيطاليا بطلة العالم
في عام 1982 كانت تُلعب بطولة كأس العالم في نسختها 12 في إسبانيا، كان يومها الوضع متشنجاً في لبنان خصوصاً في ظل الحرب الأهلية اللبنانية المشتعلة منذ عام 1975، في حين أن إيطاليا كانت تعاني بعض الصعوبات في التأهل عن مجموعتها الاولى، حيثُ تعادلت في ثلاث مباريات، لكنها حصلت على مركز الوصافة لتتأهل إلى الدور الثاني.

خلال الدور الثاني وضعت القرعة إيطاليا في مجموعة صعبة تضم كلاً من البرازيل والأرجنتين، لكن المنتخب الإيطالي بخبرته الكروية، خاض الأدوار المتقدمة عكس دور المجموعات، ليتصدر المجموعة القوية، ويتفوق على المنتخب البرازيلي والأرجنتيني برصيد أربع نقاط من فوزين، لتتأهل إيطاليا إلى الدور النصف نهائي، وتلعب أمام بولندا وتتخطاها بهدفين نظيفين، لتصل إلى النهائي، وتفوز بكأس العالم على حساب ألمانيا (3 – 1).

لكن فوز إيطاليا بكأس العالم كان فألاً سيئاً على لبنان حيثُ اجتاحت إسرائيل الأراضي اللبنانية، عبر بوابة الجنوب وصولاً إلى العاصمة بيروت لأول مرة في تاريخ لبنان، وكانت هذه الحرب قد بدأت شرارتها قبل انطلاق كأس العالم، لكنها وصلت ذروتها من حيث القصف والتدمير وسفك الدماء اللبنانية بعد أن فاز المنتخب الإيطالي بكأس العالم 1982.

ويتحدث إبراهيم عيسى المشجع الإيطالي المتعصب عن كرهه الشديد لمقولة "كل ما تربح إيطاليا كأس العالم يعتبر شؤماً على لبنان"، وهو لم يكن مدركاً بطولة كأس العالم 1982، لكنه احتفل بشكل رائع في عام 2006 خصوصاً بالفوز على ألمانيا العدو اللدود، كما ويفتخر إبراهيم بأنه يشجع إيطاليا ويعتبره منتخباً عريقاً وكبيراً في عالم كرة القدم، ويرفض رفضاً شديداً عبارة "فوز إيطاليا يعني دمار لبنان"، إذ يعتبر أن لبنان كان يواجه هذه الحرب سواء فازت إيطاليا أم لم تفز.

حرب تموز 2006 وتتويج إيطالي رابع
لم يكن أكثر المتفائلين بإيطاليا يتوقعون أن يفوز هذا المنتخب العريق كروياً بنسخة كأس العالم 2006 خصوصاً وأن البطولة احتضنتها ألمانيا، وفعلاً وصل المنتخب الإيطالي الدور النصف نهائي، وأقصى الدولة المستضيفة في مباراة أبهرت الجميع، وأبكت الألمان مجدداً، لكن هذه المرة على أرضهم وأمام جماهيرهم العريضة، التي كانت على يقين أن منتخبها سيحصد اللقب الرابع على أرضه.

ووصلت إيطاليا المباراة النهائية لمواجهة المفاجأة الكبيرة المنتخب الفرنسي، الذي كان نداً قوياً في هذا النهائي الشهير، لكن المباراة انتهت بالتعادل (1 – 1)، ليأخذ اللقاء منعرجاً آخر باتجاه ركلات الترجيح التي لا تعرف الرحمة، ليبتسم الحظ لإيطاليا وتفوز على فرنسا بركلات الجزاء (5 – 3)، وتحصد لقبها العالمي الرابع في تاريخها.

لكن الحكاية تبدأ بعد ثلاثة أيام من انتهاء المونديال إذ لم يكن أحد يتوقع أن تشن إسرائيل حرباً على لبنان بشكل مفاجئ، في ظل الاحتفالات التي كانت تعم شوارع العاصمة بيروت بفوز منتخب إيطاليا بكأس العالم، الذي يملك شعبية كبيرة مثل ألمانيا والبرازيل، في حين أن أعلام كأس العالم كانت لا تزال تُرفرف على شرفات المنازل في كل منزل لبناني، وخصوصاً في الضاحية الجنوبية التي تملك قاعدة جماهيرية كبيرة، تعشق كرة القدم الاوروبية والعالمية.

بينما بقيت هذه الأعلام وحيدة تُرفرف في الأحياء التي تعرضت لقصف همجي وغارات جوية نهاراً وليلاً ومرة جديدة سأل اللبناني نفسه، هل عندما تفوز إيطاليا بكأس العالم سنتعرض لحرب نخسر فيها أحباءنا وشبابنا؟ لكن سارة فاضل المشجعة الإيطالية العاشقة "للأزوري"، لديها إحساس أن الحرب قادمة في هذا الصيف، الأمر الذي يعني أن فوز إيطاليا في 2014 من عدمه، لن يبعد شبح الحرب الجديدة، وتُعبر سارة بحس فكاهي "إذا حدثت هذه المرة ستتحول القصة من مجرد صدفة إلى عمل مقصود".

ويتحدث علي الأتات المشجع الألماني المتعصب عن كأس العالم 2006، وعن ذكرى المباراة النصف نهائية التي جعلته حزيناً بسبب الخسارة القاسية من إيطاليا، حيثُ بقي متأثراً حتى نهاية المونديال، وكان واقفاً على شرفة منزله وعلم ألمانيا يُرفرف أمامه والحزن يلفه، عندما سمع أصداء الحرب تقترب من منزله، وحتى أنه هرب مع أهله خارج المنطقة التي ستتعرض للقصف في اليوم التالي، وهو لا يزال يرتدي قميص المنتخب الألماني، وينوه بأنه عندما تفوز إيطاليا بكأس العالم تقع الحرب على لبنان.

يستمر اللبنانيون في تشجيع أفضل منتخباتهم في كأس العالم 2014، والأعلام منتشرة على شرفات منازلهم. أما بالنسبة لسارة وإبراهيم "الطليان" فهما يريدان فوز إيطاليا بكأس العالم مهما كلف الامر، وحتى لو وقعت الحرب مجدداً فإن فوز "الأزوري" سينشر الفرح والسعادة في قلبهما.   

المساهمون