مشاورات مكثفة لكيري في باريس قبيل زيارته الرياض

مشاورات مكثفة لكيري في باريس قبيل زيارته الرياض

27 يونيو 2014
كيري متوسطاً وزراء الخارجية العرب(بريندن سميلياوسكي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تعيش الديبلوماسية الأميركية نشاطاً مكثفاً، على خلفية التطورات الميدانية المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط عموماً، وفي العراق تحديداً، وهو ما انعكس في سلسلة اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في باريس، يوم الخميس، قبيل عودته مجدداً يوم الجمعة، إلى الشرق الأوسط لزيارة السعودية.

وتخلل زيارة كيري باريس، اجتماع عقده مع سياسيين عراقيين في باريس بينهم إياد علاوي وأسامة النجيفي وصالح المطلك، بحسب ما ذكر مصدر مطلع لوكالة "الأناضول".

كذلك عقد كيري، لقاءً موسعاً مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، والإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، والأردني ناصر جودة، في مقر السفارة الأميركية في باريس، تركز على الملفين العراقي والسوري، بالإضافة إلى التوتر الأمني والتفجيرات في لبنان، بعد أيام من جولة شرق أوسطية شملت مصر والعراق والأردن، فضلاً عن إقليم كردستان، شمالي العراق.

وأفاد مسؤولون كبار في الخارجية الأميركية لوكالة "رويترز"، أن كيري أطلع الوزراء الثلاثة خلال الاجتماع على نتائج محادثاته أخيراً مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، التي حثّه فيها على تشكيل حكومة لا تقصي أحداً وتتجاوز الانقسامات الطائفية. كما تم اطلاعهم على جمع الولايات المتحدة لمعلومات استخبارية عن أهداف محتملة في العراق لضربات جوية ضد المتشددين.

وقال المسؤولون الأميركيون للصحافيين: إن كيري أوضح أن واشنطن لم تقرر ما إن كانت ستنفذ ضربات جوية "لكنها تحتفظ بالحق في عمل ذلك". وأضافوا أن أيّاً من الدول التي التقى كيري مع وزراء خارجيتها لم يعرض مساعدة عسكرية.

وذكر المسؤولون أن وزراء خارجية الدول العربية الثلاث أعربوا عن المخاوف من القيادة الحالية في العراق. وقال مسؤول أميركي "نشترك في المخاوف ونركز بالقدر نفسه مثلهم على ضمان ألا تقصي الحكومة العراقية القادمة أحداً وأن تتشكل في المستقبل القريب". وكان كيري قبيل الاجتماع مع وزراء الخارجية العرب، حثّ الدول الثلاث على بذل قصارى جهدها لمساعدة العراق، معتبراً أن"تحرك الدولة الاسلامية في العراق والشام يثير مخاوف كل دولة هنا".

وأضاف، من مقر إقامة السفير الأميركي في باريس: بالاضافة إلى ذلك لدينا أزمة مستمرة في سورية ضالع فيها أيضاً تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام.

وفضلاً عن وزراء الخارجية العرب، عقد كيري مباحثات مع وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي التقى أيضاً وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. كما ناقش الوزير الأميركي التطورات في لبنان، مع رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري.

وكان كيري بدأ نشاطه في باريس، بلقاء عقده في الخارجية الفرنسية مع فابيوس، تركز على آخر التطورات في العراق، والتهديدات القائمة في المنطقة، وعلى الملف السوري والوضع في لبنان.

وقال كيري: إن مباحثاته مع فابيوس تناولت، بشكل خاص، الأوضاع الساخنة في المنطقة، وخصوصاً العراق، والوضع في سورية، فضلاً عن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. وأضاف "نحن متفقون حول العراق، ونريد تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، ونريد حكومة وحدة وطنية تشمل جميع القوى".

من جهته، شدد فابيوس على أن الوضع القائم حالياً لا يهدد العراق فقط، بل المنطقة بأسرها، والغرب كذلك.

وقال: لقد أكدنا بأن الوضع شديد الصعوبة في العراق، إذ أظهرت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وحشية مروعة، وإننا نتوقع من العراقيين أن يتحدوا، وهذه ضرورة ليس للعراق فقط بل للمنطقة كلها". واعتبر أن ما يجري في العراق "يشكل تهديداً للمنطقة، ولأوروبا، وللولايات المتحدة الأميركية".