مسعى جديد لإنشاء نقابة للصحافيين في الجزائر

مسعى جديد لإنشاء نقابة للصحافيين في الجزائر

11 نوفمبر 2018
من اعتصام لحرية الصحافة في الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -
أعلنت مجموعة من الصحافيين الجزائريين عن إطلاق مسعى جديد لتأسيس نقابة وطنية للصحافيين، تتكفّل بطرح ومعالجة الانشغالات المهنية والاجتماعية للصحافيين في الجزائر، ووقف تدهور وضع الصحافة في البلاد.

وبادرت نواةٌ تتكون من صحافيين يعملون في صحف وقنوات ومواقع إخبارية إلى الدعوة إلى اجتماع وطني موسع للصحافيين يعقد في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في العاصمة الجزائرية، "بقصد وضع آليات تجسيد وإطلاق مساعي تأسيس تكتل نقابي وطني مستقل".

وأكد بيان صدر عن اجتماع تمهيدي عقده المبادرون إلى إنشاء هذه النقابة إلى أنّ التنظيم النقابي الجديد "مستقل عن كل الاعتبارات الخارجة عن نطاق الانشغالات المهنية والاجتماعية للصحافيين الجزائريين داخل الوطن وخارجه، وكذا الزملاء الممارسين بصفة مراسلين صحافيين".

وقال البيان "نحن مجموعة من الصحافيين الجزائريين بدافع الشعور بمسؤولياتنا في المبادرة بحلول جادة لمشاكلنا وظروف عملنا المزرية، التقينا يوم الخميس 8 نوفمبر 2018 على الساعة العاشرة صباحاً، بقاعة اجتماعات دار الصحافة الطاهر جاووت بالجزائر العاصمة، ودرسنا وبحثنا في نقاش جماعي هادئ ومسؤول واقع مهنة الصحافة وبيئة ممارستها مهنياً واجتماعياً".

وطرح البيان توصيفاً سوداوياً للحالة المزرية التي آلت إليها أوضاع الصحافة والصحافيين في الجزائر، تتعلّق "بتخبّط الصحافيين في بيئة عمل سيئة وفي ظروف مهنية واجتماعية جد مزرية، وتأخّر وتوقّف صرف رواتب الصحافيين في عدة مؤسسات إعلامية، والفقدان المتزايد لمناصب عمل الصحافيين، وتعقّد وضعية القطاع وتزايد الضغوط وسوء المعاملات المرتكبة ضد نساء ورجال المهنة داخل قاعات التحرير وخارجها".

وفي الفترة الأخيرة، اختفت من السوق الإعلامية أكثر من 40 صحيفة، بسبب نقص الإشهار (الإعلانات)، حيث تتحكم السلطة في سوق الإشهار وتحتكر وكالات حكومية توزيع الإعلانات على الصحف، إضافةً إلى التضييق على بعض الصحف المعارضة لتوجهات السلطة والحكومة.

وحمّل البيان السلطة في الجزائر جزءًا من المسؤولية عن هذه الأوضاع، بسبب "التأخر في تنصيب (تشكيل) الهيئات الضابطة وإصدار النصوص التطبيقية لمضمون القانون العضوي المتعلق بالإعلام"، وتعطيل مساع سابقة لايجاد تمثيل نقابي للصحافيين في صورة "شريك اجتماعي يمثّل القطاع وعدم وجود آليات قادرة على ضمان أفضل حماية مهنية واجتماعية للصحافيين، في ظل التحديات الكبيرة المرتبطة بتطوير المهنة الصحافية وتحقيق الاحترافية المطلوبة".

وتفتقد الساحة الإعلامية في الجزائر لنقابة للصحافيين. وخلال السنوات الأخيرة أخفقت مبادرات قام بها صحافيون في تأسيس تمثيلية نقابية بفعل تدخل السلطة وتعطيل هذه المساعي بطرق وأشكال مختلفة.

ويأتي المسعى الجديد للصحافيين على خلفية اعتقالات طاولَت قبل أسبوعين عدداً من الصحافيين العاملين بشكلٍ خاص في مواقع إخبارية، بسبب مقالات صنّفتها السلطات القضائية على أنها قذف ومحاولة ابتزاز. وأفرج قبل أيام عن اثنين من الصحافيين الموقوفين، فيما يمثل آخرون الأحد أمام القضاء.

المساهمون