مستشفيات القدس رداً على قرار ترامب: نرفض الابتزاز الأميركي

رام الله

محمد محسن

محمد محسن
القدس المحتلة

محمد محسن

محمد محسن
09 سبتمبر 2018
9AEB3259-55AA-4784-A13A-4848EB3AC912
+ الخط -
رفض مسؤولون فلسطينيون في مستشفيات القدس المهددة بقطع المساعدات الأميركية عنها قرار الإدارة الأميركية الجديد القاضي بقطع مخصصات بقيمة 25 مليون دولار عن خمسة من هذه المستشفيات، مؤكدين عدم رضوخهم للابتزاز السياسي الذي تمارسه الإدارة الأميركية على القيادة الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني، خاصة المرضى الذين سيتأثرون على نحو كبير من هذا القرار.

وفي حديث لـ"العربي الجديد" أكد الدكتور بسام أبو لبدة المدير العام لمستشفى المقاصد الإسلامية، أكبر المستشفيات المقدسية وأكثرها تأثراً بالقرار، أن قيمة المخصصات "تصل إلى 25 مليون دولار وتستخدم في تغطية ديون المستشفيات ونفقاتها التشغيلية وتشكل نسبة مهمة من قيمة النفقات التي يتحملها المستشفى، فيما تصل هذه الديون إلى أكثر من 135 مليون شيكل (قرابة 37 ميلون دولار).




ورفض أبو لبدة ما سماه "الابتزاز السياسي الذي تمارسه إدارة ترامب بحق الشعب الفلسطيني"، مؤكدا وقوف إدارات المستشفيات في القدس خلف قيادتهم السياسية في رفض هذا الابتزاز وإدانته، وعدم مقايضة المواقف الوطنية والسياسية بأموال هذه الإدارة.

يذكر أن مستشفى المقاصد يعمل بطاقة طبية وتمريضية تصل إلى 930 طبيباً وممرضاً وموظفاً، ويُستخدم جزء من الديون التي تدفعها السلطة للمستشفى لتغطية أجور هؤلاء.

وكانت إدارة مستشفى المقاصد أصدرت أمس بياناً وصفت فيه القرار الأميركي باقتطاع 25 مليون دولار من ميزانية مستشفيات المدينة بأنه "لم يكن مفاجئًا".



وأضاف البيان: "على الرغم من ذلك، إلّا أنه قد أتى في وقت يمر فيه المستشفى بأزمة خانقة نتيجة العجز الكبير بالتدفق النقدي لصالح المستشفى وتراكم الديون والمستحقات العالقة لدى الحكومة الفلسطينية، وذلك على الرغم من التزام الحكومة بمبلغ شهري، إلا أنه لا يغطي سوى 60% من العجز الشهري، البالغ 4 ملايين شيكل (قرابة 1.1 مليون دولار).

وناشد أبو لبدة، كافة الجهات المعنية الفلسطينية والدولية بالعمل والتحرك بصورة سريعة وفورية للتصدي لهذا القرار.

وأشار إلى أن حصة المستشفى من مجمل المنحة الأميركيّة تبلغ 45 مليون شيكل، (قرابة 12 مليون دولار)، وهو مبلغ يقدم الكثير لصالح أقسام المستشفى وتطوير خدماته المقدمة للمرضى الذين يفدون من محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس المحتلة.

ولفت أبو لبدة إلى أن حرمان المستشفى من هذا المبلغ يتطلب تدخلًا سريعا من الحكومة الفلسطينية بتقديم دفعة إسعافية لا تقل عن 30 مليون شيكل (قرابة 8 ملايين دولار)، حتّى وإن كانت على شكل سندات، وذلك من أجل سد ضريبتي الدخل والأرنونا وصندوق المتقاعدين التي تفرضها حكومة الاحتلال في القدس.



من جانبه، وصف الدكتور وليد نمور، المدير الإداري لمستشفى أوغستا فيكتوريا القرار الأميركي بـ"الابتزاز السياسي الرخيص".

وفي حديث لـ"العربي الجديد" قال: "إن المتأثر من هذا القرار هو المرضى خاصة مرضى السرطان من أبناء الضفة الغربية الذين يشكلون نسبة مهمة من المرضى لدى المستشفى. إضافة إلى مرضى الكلى، وبالتالي سيلحق هذا القرار ضررا كبيرا في الخدمات العلاجية المقدمة لهم".

وأضاف أن "هذا قرار جائر وشائن وغير إنساني لا يستهدف مرضانا فقط بل مرضى جميع المستشفيات الأخرى التي تقدم سنويا خدمات علاجية لآلاف المرضى، علما بأن خمسة ملايين هم سكان الضفة وعزة يستفيدون من خدمات مستشفى القدس، عدا عن أنه سيفاقم الأزمة المالية التي تعانيها هذه المستشفيات".

وناشد نمور العرب والمسلمين تقديم الدعم وزيادته لمستشفيات القدس، مشيرا إلى بدء اتصالات عربية ودولية لمواجهة تداعيات الأزمة الحالية.



عقاب للشعب

اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صالح رأفت، أن قطع الإدارة الأميركية المساعدات المالية التي تقدمها لمستشفيات القدس المحتلة يعد عقابا يستهدف الشعب الفلسطيني لفرض ما يسمى "صفقة القرن".

وأشار رأفت، في تصريح لإذاعة "صوت فلسطين"، صباح اليوم، إلى أنه "سيتم العمل من أجل توفير هذه الأموال سواء من قبل الحكومة أو من الدول العربية والإسلامية أو الصديقة للشعب الفلسطيني في العالم".

ولفت إلى أن الشعب "سيواصل رفضه ومقاومته لكل هذه الإجراءات الأميركية التي تتم بتنسيق وتكامل مع الإجراءات الإسرائيلية على الأرض، والتي تستهدف تهويد القدس الشرقية وتكريسها كعاصمة لدولة الاحتلال، وتوسيع الاستيطان الاستعماري في عموم الضفة".

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، أمس السبت، إن ترامب، أمر بتوجيه 25 مليون دولار، كان قد جرى تخصيصها لرعاية الفلسطينيين في مستشفيات القدس الشرقية، إلى وجهة أخرى في إطار "مراجعة المعونة الأميركية".

ودعا ترامب إلى مراجعة المساعدات الأميركية للفلسطينيين في وقت سابق من العام الجاري لضمان "إنفاق الأموال على نحو يتفق مع المصالح القومية الأميركية، ويعود بالفائدة على دافعي الضرائب"، على حد زعمه.

ذات صلة

الصورة

منوعات

جعلت شركة تيك توك تطبيقها على الإنترنت غير متاح في الولايات المتحدة السبت، ونفذت بذلك تهديدها في غياب ضمانات من إدارة الرئيس جو بايدن
الصورة
تظاهرة واشنطن ضد ترامب، 18 يناير 2025 (العربي الجديد)

سياسة

شارك عشرات الآلاف في مسيرات احتجاجية في شوارع العاصمة الأميركية واشنطن ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي سيُنصّب الاثنين المقبل
الصورة
استعدادات في واشنطن لحفل تنصيب ترامب 17/1/2025 (العربي الجديد)

سياسة

تشهد واشنطن استعدادات مكثفة لحفل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم الاثنين المقبل. وبدأ تشييد سياج أمني بطول 48 كم في المدينة مع نشر نحو 25 ألف عنصر.
الصورة
حسن الهيدوس أسطورة منتخب قطر يُساند فلسطين دائماً (Getty)

رياضة

تحدث نجم نادي السد القطري ومنتخب قطر سابقاً، حسن الهيدوس (34 سنة)، في حوار خاص مع "العربي الجديد"، عن قرار وقف إطلاق النار في غزة ونهاية الحرب الإسرائيلية

المساهمون