قال المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان إن السجن المركزي في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، بات مدرسة لتخريج المجرمين المحترفين، بفعل سياسة الإهمال التي يعانيها.
وأوضح بيان، أصدره المرصد عقب زيارة وفد منه للسجن المركزي، الذي يعتبر أكبر سجون البلاد، أن هذا المعتقل تنعدم فيه وسائل التأهيل والتربية، الكفيلة بإعادة دمج نزلائه مجددا في العملية الاجتماعية، وهو "ما يجعله مدرسة لتخريج المجرمين المحترفين، نظرا للاكتظاظ الكبير ولوجود معتقلي الحق العام مع بقية السجناء، إضافة إلى الانتشار الرهيب للمخدرات والانتهاكات الجنسية، تحت مرأى ومسمع من الجميع".
وانتقد المرصد احتجاز القُصّر في نفس العنبر مع البالغين، وفي الغالب مع كبار المجرمين، هذا فضلا عن الضعف الشديد للرعاية الصحية والغذائية.
وقال المرصد في بيان أصدره اليوم، الأحد، إن السجين، أحمد الحضرامي، يعتبر أنموذجا صارخا على ذلك الإهمال؛ فهو مصاب بمرض سرطان الدم ولديه إفادات تفيد بعجز إدارة السجن عن توفير العلاج له، وكذلك إفادات من الأطباء المعالجين في مركز علاج مرضى السرطان.. وقد وجه محاموه رسائل لكل الجهات الرسمية والأهلية لإنقاذ حياته، ولكن دون جدوى.
اقرأ أيضاً: سجون موريتانيا المكتظة مراكز للعنف والجريمة
وطالب المرصد الدولة، ممثلة في وزارة العدل، بتحمل مسؤولياتها من خلال احترام الطاقة الاستيعابية للسجون، والقيام ببرامج تكوين وإعادة تأهيل للسجناء من خلال التعليم والتدريب على حِرفٍ، تعينهم على الاندماج في الحياة النشطة بعد الإفراج عنهم.
اقرأ أيضاً: محاولات حكومية لتحسين السجون الموريتانية
كما طالب بتوفير رعاية صحية وغذائية مناسبة لنزلاء السجون، وتمكين السجين، أحمد ولد الحضرامي، من العلاج وإنقاذ حياته، وحياة السجناء أصحاب الحالات الإنسانية والصحية المماثلة، وفتح حوار جدي مع السجناء السلفيين وأصحاب القضايا السياسية، لإتاحة فرصة للمراجعة وانتشال فئة كبيرة من الشباب وإعادة دمجها في المجتمع.
ودعا المرصد المنظمات الحقوقية إلى القيام بدورها في الرصد والرقابة، من أجل تطوير ثقافة الحقوق وإنهاء امتهان وانتهاك حقوق الإنسان في البلد.
اقرأ أيضاً: إضراب في أكبر سجون موريتانيا