مراهقات يتخرّجنَ من الجامعة دون دخول المدرسة

مراهقات يتخرّجنَ من الجامعة دون دخول المدرسة

07 مايو 2014
3 أخوات تدرسن في المنزل حتى سنّ 13
+ الخط -
الفقر يصنع المعجزات. وقد صنع معجزة جديدة، الأسبوع الماضي، إذ دفع المراهقة جريس بوش، ابنة الـ16 عاماً، للحصول على شهادة البكالوريوس في العدالة الجنائية من جامعة بفلوريدا، لتحقّق خطة والديها في توفير النفقات الدراسية.

فبحسب والدتها، جيسلا بوش، تعلّمت جريس دروسها الأولى في منزل الأسرة حتّى عامها الـ13، مع إخوتها الـ8. وكانت بدأت القراءة باكراً في سنّ الثانية: "كنت أضعها في حجري وأقرأ لها كل يوم بضع دقائق، أنتقل بعدها إلى إخوتها. وذات يوم، رأيتها تقرأ وحدها، ومنذ ذلك الحين كانت تفعل كل ما تفعله أخواتها الأخريات".

جيسلا بوش أمّ متفرغة لا تعمل، عمرها 49 عاماً، وأصغر أطفالها عمره 11 شهراً. أما زوجها فيعمل محلّلاً للموارد البشرية في مدينة بومبانو بيتش. ووالد الأم "سقّاف" لم ينهِ تعليمه الابتدائي، لكنّه أنجب 10 أبناء تخرّجوا كلّهم من الجامعة.

وكان اعتماد الأسرة على التعليم المنزلي وتخرّجهم في سنّ مبكرة سببه الفقر والعوَز، لكنّه أنتج عائلة عبقرية، أو أنّ الفتيات الأخوات أظهرن قدرات مذهلة. فقد اكتشف الأهل أنه يمكن لفتياتهنّ الحصول على شهادات عليا من جامعة فلوريدا أتلانتيك وفي الوقت نفسه متابعة الدراسة الثانوية، توفيراً للوقت والمال: "كلّ شيء له ثمنه، الأقساط الدراسية والكتب ومصاريف الانتقال".

وستتخرّج جريس من المدرسة الثانوية يوم الجمعة، لكنّها قرّرت العودة إلى جامعة فلوريدا أتلانتيك، في بوكا راتون، للحصول على شهادة الماجستير في الإدارة العامة قبل السعي للحصول على شهادة في القانون، وهي التي بدأت في سنّ الـ13 في حضور دروس جامعية والتحقت بفصول دراسية صيفية لتنهي الدراسة الجامعية في 3 سنوات.

شقيقتاها أيضاً جمعن بين الدراسة الثانوية والجامعية، لكنّها أصغر مَن أتمّ الدراستين. فقد كانت تستيقظ عند الـ5.30 فجراً، وتصل إلى المدرسة، انطلاقا من منزل أسرتها في هوليوود بولاية فلوريدا، قبل أن يدقّ الجرس عند 8 صباحاً. ثم تقضي 14 ساعة بين دراستها الثانوية والجامعية، كما كانت تأخذ دروساً في العزف على الفلوت في فرقتين موسيقيتين. وتعود إلى المنزل الساعة 11 ليلاً لتقوم بفروضها البيتية طوال 3 ساعات قبل أن تنام.

جريس تحلم بأن "أصير قاضية في المحكمة العليا... لكن بين كلية الحقوق وتلك الغاية لا أدري ماذا أفعل".

لكنّ الغريب أنّ والدتها، التي درست الهندسة المعمارية والقانون، تعيد الفضل في "أخلاقيات الأسرة والنّبوغ وحبّ العمل" إلى والدها وليام تشينولت، أحد قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية "وينحدر من أسرة عبيد"، بحسب ابنته.

 

 

دلالات

المساهمون