مدرس "إخواني" كبش فداء الأمن في أسوان

مدرس "إخواني" كبش فداء الأمن في أسوان

12 ابريل 2014
+ الخط -

 كان نجم الدين إبراهيم، خارجا من المسجد عقب صلاة المغرب يوم الخميس الماضي مرددا أذكار المساء، وقبل أن ينتهي من أذكاره، فوجئ المصلون بسيارة شرطة تسأل عنه، وتلقي القبض عليه بمنطقه السيل الريفي في محافظة أسوان المصرية.

نجم الدين إبراهيم، مدرس ملتحٍ، فوجئت أسرته بصورته متصدرة برامج الفضائيات المصرية، ومتهماً بحيازة 33 زجاجة مولوتوف، ومقبض خشبي لبندقية آلية؛ وتصدرت الصحف في الأيام التالية عناوين مثل "القبض على مدرس إخواني متورط في مذبحة أسوان"، و"مدرس إخواني وراء أزمة أسوان".

أحد شهود العيان على واقعة القبض على المدرس نجم الدين إبراهيم، ويدعى علاء عبد الكريم قال لـ"العربي الجديد: "أشهد أن هذا ظلم، فلم يكن يحمل أي أسلحة أو في حوزته أي زجاجات"، مضيفا "كان خارجا من الصلاة بعباءة بسيطة، ومعروف عنه وسط المصلين وأهالي المنطقة في السيل الريفي بأنه رجل فاضل ويسعى في الخير، ويحضر جلسات الصلح لحل النزاعات بين أبناء المنطقة".

ويضيف أن المدرس المتهم عضو في مجلس إدارة جمعية "أبناء الأمبراكاب"، التي تهتم بالنشاطات الخيرية، وأن الذي أبلغ عنه أحد مرشدي الشرطة المتعاونين مع جهاز الأمن الوطني المنتشرين في المدينة، وداخل المساجد، وأن من قبض عليه كان يعلم أنه "منتمٍ لجماعة الإخوان المسلمين، وهذه هي تهمته الوحيدة".

وقال عبد الكريم: "حضرت مع نجم جلسة صلح منذ عدة أيام كان يحاول فيها انهاء مشكلة ميراث بين أبناء منطقته، ولا أحد يصدق في المنطقة أنه متورط في مثل هذه الأعمال، بل الجميع في أسوان يحمّل الأمن التقصير والإهمال ويطالب بمحاسبتهم".

وكانت التحقيقات الأولية حاولت توريط أحد المدرسين في إثارة الفتنة بين قبيلتي الدابودية والهلايل التي راح ضحيتها 28 قتيلا، عبر كتابة عبارات مسيئة لطرفي النزاع بأسوان، وذكرت التحقيقات التي نشرتها الصحف أنه مدرس بمدرسة صنايع وينتمي لجماعة الإخوان.

"نجم الدين إبراهيم مدرس تعليم أساسي في مدينة كركر الجديدة، وليس مدرسة صنايع كما قالت التحقيقات"، يقول أحد أقربائه، ويدعى تاج الدين محمد، إنه ظن أن قريبه تم استدعاؤه للتحقيق في الموضوع، لأنه كان يسعى لتهدئة الأمور بين القبيلتين المتنازعتين لما تربطه من علاقة طيبة بين طرفي النزاع.

ويتابع مستنكرا: "صعقنا جميعا صباح اليوم بإحدى القنوات الفضائية تظهر براعة قوات الأمن بأسوان في إلقائها القبض على المدرس الإخواني وفي حوزته زجاجات مولوتوف قيل إنها وُجدت في منزله"، وأكد متابعا أن "هذا كذب وافتراء لأن الشرطة لم تأتِ مطلقا إلى منزله، وعملية القبض عليه تمت أمام المسجد"، رافضا أن يتحول قريبه إلى كبش فداء لتهدئة الرأي العام تمهيدا لانتخابات الرئاسة، على حد قوله.

محاميان ذهبا اليوم السبت إلى منطقة احتجاز نجم الدين في "عسكر الشلال"، ومعهما أهالٍ من القبيلتين المتنازعتين للتأكيد على أن المدرس كان يعمل على تهدئة الأوضاع، وذكر تاج الدين أن الجميع يعلم أن السياسة بعيدة عن هذه الفتنة، وأنه ليس للإخوان أي صلة بها، وأن من أشعل الفتنة "عيال صغيرين كتبوا على حوائط المدرسة عبارات مسيئة"، هكذا قال.

واختتم بأن "نجم الدين ليس له سوابق وأن ملفه الأمني نظيف، وأن هناك أهالي من القبيلتين التقيا شيخ الأزهر أحمد الطيب عند زيارته أسوان اليوم، وطالبوه بالإفراج عن نجم الدين لأنه بريء، وليس من العدل تلفيق التهم لكل من ينتمي للإخوان".