مخطّط إسرائيلي يصادر ٨٠٠ دونم من أراضي محافظة نابلس

07 ابريل 2014
المستوطنات تزحف على أراضي نابلس (جعفر اشتية، Getty)
+ الخط -
كشف مركز "أبحاث الأراضي"، التابع لجمعية الدراسات العربية، الأحد، عن مخطط إسرائيلي لابتلاع 800 دونم زراعية من أراضي بلدة قريوت الفلسطينية، جنوب نابلس في الضفة الغربية المحتلة، لصالح مستوطنة شيلو.
تأتي مصادرة أراضي نابلس بناءً على إعلان اللجنة الفرعية للاستيطان، التابعة لمجلس التنظيم الأعلى في "الإدارة المدنية" الإسرائيلية، يقضي بإيداع مخطط تفصيلي تعديلاً للمخطط الإقليمي أواخر الشهر الماضي.

وبحسب المخطط الجديد، فإنه سيتم تغيير صفة استعمال أراضٍ سبق وصادرها الاحتلال، ضمن الحوض الطبيعي رقم (1)، موقع رأس مويس وموقع البطاين، وكذلك الحوض (4)، موقع سيلون، وموقع الصرارة، من أراضي قرية قريوت، تحديداً في الجهة الجنوبية والمحاذية لمستوطنة شيلو والطريق الالتفافي رقم (60).

وقد ورد في الإعلان أنه سيتم تغيير طبيعة الأراضي سابقة الذكر، من أراضٍ سياحية وزراعية، حسب وصف الاحتلال، إلى أراض تجارية، بالإضافة إلى إقامة حديقة آثار نموذجية على أراضي خربة سيلون بالإضافة إلى إقامة مزارع نموذجية مع تحديد قيود على صفة استعمال الأراضي وإقامة المباني فيها.

وأكد مركز "ابحاث الأراضي"، في تقرير، أن هذا المخطط سيعني، بكل بساطة، القضاء على أي فرصة في إعادة فتح طريق قريوت الجنوبي والرابط مع الخط رقم (60) والذي كان يوفر على أهالي القرية قرابة 20 كيلومتراً باتجاه مدينة رام الله، ما يعني المزيد من المعاناة لأهالي القرية التي أنهكها الاستيطان.

من جهته، أفاد نائب رئيس المجلس القروي في قريوت، بشار القريوتي، لمركز "أبحاث الأراضي"، بأن هذا المخطط يشكل خطراً حقيقياً، وستكون له تبعات سلبية كبيرة ليس فقط على الوضع الاقتصادي في قريوت بل سيطال الأثر السلبي جميع جوانب الحياة في القرية.

وبحسب المخططات، فإن مجموع الأراضي التي تقع ضمن نطاق الهدف لا تقل عن 800 دونم زراعي تعود ملكيتها لأهالي القرية، وكانت في السابق مصدر دخل لعشرات العائلات من المزارعين في القرية.

وتجري الاستعدادات قريباً لافتتاح منطقة خربة سيلون أو ما يسمى شيلو، حسب وصف الاحتلال، خلال أيام، على اعتبارها منطقة أثرية يهودية وليست فلسطينية، حيث تنتهي اللمسات الأخيرة لتدشين مركز سياحي جديد للزائرين على رأس تله مطلة على خربة سيلون.

وأشار مركز "أبحاث الأراضي" إلى أن حكومة الاحتلال رصدت لتنفيذ هذا المخطط ملايين الدولارات، ويشتمل المركز الجديد على بناء مستدير الشكل ذو قباب مستندة إلى حجر مثلث الشكل. وحسب الرواية الإسرائيلية، توجد في هذا المكان بقايا لتابوت من العهد القديم، أحضره الإسرائيليون معهم حين جعلوا شيلو عاصمةً لهم.

وأشار التقرير إلى أن القرية غنية بكنوزها المعمارية، حيث تحتفظ بآثار حقب عدة وحضارات مختلفة، من ضمنها الكنعانية والرومانية والبيزنطية، إضافة إلى الإسلامية. وتوجد فيها آثار مَن سكنوا فلسطين منذ الأزل إلى يومنا هذا.

ومن أشهر معالمها المسجد العمري، وهو مسجد قديم يعود للفترة العباسية، وهناك كنيستان تعودان للحقبة الرومانية تتزينان بالفسيفساء على جدرانها بصورة جمالية أخّاذة وملفتة للانتباه. وهناك المُغَر، وهي في العادة بيوت أو قبور رومانية محفورة داخل الصخر، تضم في ثناياها رفات الملوك والأمراء والنبلاء ممّن عاشوا في تلك الحقب.

وتعد الآبار الرومانية المحفورة داخل الصخر من أبرز المعالم الأثرية هناك، حيث كانت تلك الآبار الصخرية تجمع المياه في بركة صخرية ضخمة، وكانت البركة مصدراً لري مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.

من جهة أخرى، أكد مسؤول ملف مقاومة الاستيطان، غسان دغلس، وجود مخطط قديم لإقامة مدينة شيلو الكبرى على غرار مستوطنة أرئيل في الضفة الغربية.

ويستهدف "مخطط شيلو"، تثبيت الوجود اليهودي في الضفة الغربية والقضاء بشكل نهائي على جميع مخططات التسوية مع الفلسطينيين، حيث سيتم دمج البؤرة الاستعمارية جفعات أرئيل بمستعمرة شيلو ومستعمرات عيليه وشفوت راحيل وعادي عاد، عبر مشاريع بنيوية تكفل تواصل تلك المستعمرات في ما بينها عبر سلسلة مشاريع موحدة تؤدي في نهاية المطاف إلى تنفيذ مخطط مدينة شيلو الكبرى.

يشار إلى أن مستعمرة شيلو تأسست في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، حيث تضم مراكز دينية وكنيس لتعليم التوراة وكذلك لتأهيل الحاخامات المتطرفين، حيث يصادر من أراضي قرية قريوت ما لا يقل عن 450 دونماً.

يذكر أن بلدة قريوت تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس، على بعد 20 كلم، يصل إليها طريق محلي يربطها بالطريق الرئيسي نابلس ـ القدس طوله 4.5 كلم، علماً بأن الطريق مغلق منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000.

وتبلغ مساحة أراض القرية 8.471 دونماً منها 312 دونماً مساحة مسطح البناء، ويبلغ عدد سكانها 2.321 نسمة، فيما صادر الاحتلال الإسرائيلي منها 1332 دونماً لصالح مستوطنتي شيلو وعيليه، وقد صادر لصالح الاولى في العام 1978 نحو 779 دونماً، في حين صادر لصالح الثانية في العام 1984 نحو 553 دونماً.

المساهمون