محمد الشرنوبي... ألبوم أول مستعار

محمد الشرنوبي... ألبوم أول مستعار

18 مارس 2019
عرف محمد الشرنوبي أيضاً كيف يستغلّ وسامته (تويتر)
+ الخط -
قبل أيام، صدر ألبوم المصري محمد الشرنوبي الأول "زي الفصول الأربعة". جاء الألبوم بعد تقديم الفنان الشاب أغاني عدة منفردة، إلى جانب إعادة تأديته لأغانٍ قديمة، مع اكتسابه شهرة واسعة، نتيجة أدائه أدواراً تمثيلية كثيرة في المسلسلات والأفلام المصرية. هذه الشهرة بنت للشرنوبي قاعدة جماهيرية، ضمنت له التربع على عرش الجيل الجديد، فهو من مواليد عام 1995، ويعرف جيداً كيف يخاطب مجايليه.

تاريخ الشرنوبي قصير إذاً، فهو لا يزال يخطو خطواته الأولى في عالم الفن، وها هو ألبومه الأول يبصر النور. واللافت أن العمل الجديد من إنتاج شركة صنعت خصيصاً لإنتاج هذا الألبوم (تملكها سارة الطباخ). بدأ الشرنوبي متابعة الأجواء الفنية مع بداية الألفية الجديدة عن قرب، خصوصاً أن والده الملحن فاروق الشرنوبي، وعمه الملحن صلاح الشرنوبي. هذه النشأة وسط عالم الفن والموسيقى، جعلت الشرنوبي على تماس مع الغناء والتمثيل منذ طفولته، فقد شارك في أعمال عدة في صغره، لكن دخوله عالم الشهرة الحقيقية كان مع مشاركته في مسلسل "أفراح القبة" (رمضان 2016)، ثمّ الأعمال الدرامية والغنائية التي تلته. قدم الشرنوبي نفسه كمغنّ للجمهور عن طريق استعادته للأغاني الناجحة بالفعل، مثل "عارفة" لعلي الحجار، أو أغاني طربية قديمة في الأعمال الدرامية أو في البرامج. بدأ يكوّن قاعدة جماهيرية قائمة على أساس الوعي الجماعي: فنان شكله وسيم، يتمتع بصوت مقبول، يغني أغاني قديمة وناجحة، ويستخدم صوته المستعار في أغلب الأوقات حتى يبدو صوته غارقاً في الإحساس. لكنها حيلة غير موفقة، إذ إنها لا تداري ضعف إمكانياته الغنائية.

الألبوم صنع بتخطيط تجاري بحت، يشبه ما كان ينتج في مطلع الألفية: "من كل بستان وردة". هكذا حمل العمل أغاني رومانسية تسبح في فضاء أعمال عمرو دياب، خصوصاً أغنية "حتة من الخيال"، والتي استخدمت في توزيعها موسيقى. وهي الأغنية الأكثر مشاهدة على "يوتيوب". ثمّ يطغى الغيتار على أغان أخرى مثل "عادي براحتك"، والتي تنتمي مع أغنيات أخرى في الألبوم إلى عالم البوب الغنائي القديم، وتشبه في إنتاجها أغاني حماقي في بداياته على سبيل المثال. ومع الأغاني العاطفية، كانت بالطبع هناك مساحة للحزن، مع أغنية "بقوّي قلبي"، والتي جاء لحنها هادئاً مع تكرار لصوت الشرنوبي، ليتصاعد الإيقاع في نهاية الأغنية، كتعبير عن الغضب.

ومثل أغلب ألبومات المرحلة، كان هناك نصيب لأغاني الأفراح. فقدم المغني الشاب "البنت اللي بتحلم" و"نقول مبروك"، لتضاف إلى قائمة أغاني الأفراح المصرية. ما الذي ينقص هذه الخلطة التقليدية؟ الأغنية الشعبية طبعاً. فكانت أغنيتا "ما تلفش وتدور"، و"صبح الصباح"، والتي قام الشرنوبي بإهدائها إلى المطربات الكبيرات. لكن الإهداء بدا غير موفّق، بلحنه الركيك وكلامه المترتب بشكل عشوائي، والذي تنضح منه الكليشيهات التي انقرض أغلبها منذ نهاية الألفية الماضية.

وبالعودة إلى التفكير التجاري، عرف محمد الشرنوبي أيضاً كيف يستغلّ وسامته، فظهر في كل فيديوهات الأغاني على "يوتيوب" جالساً يؤدي الأغاني، مبدلاً ملابسه بين أغنية وأخرى. وهو ما أدى تلقائياً إلى زيادة نسب المشاهدة. هذا الأداء التمثيلي انسحب على باقي تفاصيل الألبوم، فبدا صوته مجدداً مستعاراً في مختلف الأغاني. صوت يبدو كأنه طربي، ولكنه مستعار، لا جذر له ولا تأثير، صوت تمثيلي أكثر من أي شيء آخر، لا مساحة للطرب هنا، فنحن نقدم أغاني تجارية سريعة الأداء وسريعة النجاح وسريعة النسيان أيضاً. باختصار، تجربة الشرنوبي الأولى لا تبشّر بالأمل. فيبدو الألبوم عاجزاً عن إيجاد مكان وسط كل التغييرات التي تشهدها الموسيقى العربية.



المساهمون