محرك اليونايتد يهدر..والروسونيري يحتفي بعودة "مستر إكس"

محرك اليونايتد يهدر..والروسونيري يحتفي بعودة "مستر إكس"

15 ديسمبر 2014
اليونايتد استعاد سكة الانتصارات وميلان سعيد بعودة مونتوليفو(العربي الجديد)
+ الخط -

يوم كروي حافل ومباريات مثيرة في كافة الدوريات الأوروبية، وقبل أيام قليلة من انتهاء الجولة الشتوية من عمر المسابقات، يحاول فيها كل فريق حصد أكبر عدد ممكن من النقاط قبل فترة الأعياد، كما الحال حين استمر قطار اليونايتد بانطلاقته القوية، وعاد ميلان إلى التألق من جديد، مع الحصان الأسود للفترة الأخيرة فيورنتينا "نادي فلورانسا"، الحاصل على 10 نقاط من آخر 12 نقطة له في الدوري الإيطالي.

سر التمركز
انتهت القمة الإنجليزية بين اليونايتد وليفربول بفوز كبير لكتيبة الشياطين الحمر، وبعيداً عن السقوط الكارثي لفريق مقاطعة "ميرسيسايد" والتألق غير العادي للحارس الإسباني، دي خيا، فإن العنوان الصريح للمباراة يكمن في الشروط الأساسية للمغامرة باختيار الثلاثي الخلفي في الدفاع أو كما يُعرف في التكتيك بالـ Back Three، القرار الذي راهن عليه كلٌّ من لويس فان جال وبراندن رودجرز في قمة الأولد ترافورد، وانتهى بتفوق العجوز الهولندي.

والفرق بين الفريقين كان في طريقة توظيف اللاعبين وفقاً لطريقة اللعب، وضع "الخال" لاعبه كاريك في الخلف رفقة إيفانز وجونز، بينما اختار براندن الثلاثي سكرتل، لوفرين، جونسون ثم توريه، والمقارنة بين كاريك وسكرتل ستُنهي أي نقاش، لأن اللاعب الإنجليزي أفضل على مستوى الرؤية وبناء الهجمة، وبالتأكيد توقع لعب الخصم، لذلك كان اليونايتد أفضل بوجود لاعب "ليبرو" صريح في طريقة الثالوث الدفاعي.

وسقط الضيوف أيضاً في فخ توزيع اللاعبين خلال الحالة الدفاعية، يقترب ثلاثي الخلف من بعضهم مع إبعاد لاعبي الأطراف، خصوصاً الإسباني مورينو، مما جعل الفراغ شاسعا بين الظهيرين والمدافعين أثناء فقدان الكرة، لذلك عاد لاعبو الوسط إلى الخلف للمساندة والدعم، فتم ضرب ليفربول بسهولة عن طريق تقدم مورينو وابتعاد لوفرين وتحول ألين لليسار، فأصبح الطريق إلى عمق الهجوم سهلاً وبسيطاً.

صديق جوارديولا
انطلقت شائعات قديمة بعد اقتراب رحيل الأرجنتيني، تاتا مارتينو، عن تدريب برشلونة، وظهرت في الأفق عدة خيارات كان من بينها الإيطالي، فيتشينزو مونتيلا، المدير الفني لنادي فيورنتينا واللاعب السابق في الكالشيو، وظهر اسم بيب جوارديولا داخل الغرف المغلقة، لأنه الشخص الذي رشح مونتيلا لإدارة النادي الكتالوني، لكن في النهاية أتى لويس إنريكي وأكد مدراء النادي أن بيب لم يعرض أي مدرب على الفريق.

وإذا وضعنا المعلومة السابقة والصداقة القديمة بين بيب وفيتشينزو على الخط، سنلاحظ العامل المشترك بين الثنائي التدريبي داخل رقعة المستطيل الأخضر، لأن فيورنتينا رغم ابتعاده عن البطولات والمنافسة على لقب الدوري إلا أنه صنع أسلوب أداء خاصاً وطريقة لعب مميزة حازت اهتمام غالبية المتابعين، وكأن مونتيلا يسير على خطى جوارديولا في عملية بناء الهجمة من الخلف للأمام.

ويعتبر الأرجنتيني، ريكاردو لا فولبي، مدرب المكسيك الأسبق أحد أعظم المدربين، الذين اهتموا بفكرة بناء الهجمة من الدفاع، وتعود القصة إلى مونديال 2006، حيث لعب الفريق المكسيكي بطريقة لعب تعتبر مزيجاً بين 3-5-2/ 3-4-2-1/3-5-1-1، وهي الطريقة نفسها التي تلعب بها كتيبة الفيولا بالسيريا آ، مع ثلاثة مدافعين وظهيرين بالإضافة إلى وسط يجيد التحكم بالكرة، أكويلاني، فاليرو وبيتزارو، خلف فيرنانديز وجوميز، والحمداوي في الأمام.

لذلك يحتفظ فيورنتينا بالكرة في نصف ملعبه، ويمتاز بوجود مدافعين قادرين على تسجيل الأهداف وصناعة الفرص، مع خط وسط يهدف دائماً إلى الحيازة والسيطرة على مجريات اللعب، لكن تبقى مشكلة الهجوم وعدم وجود لاعب بصفات المصاب جوسيبي روسي نفسها، تهدد أفكار المدرب الذي حصل على ثقة أكبر بعد تحقيق الفوز في ثلاث مناسبات والتعادل أمام يوفنتوس في آخر أربع جولات بالدوري المحلي.

المستر إكس...يعود
عاد ريكاردو مونتوليفو إلى "سان سيرو"، فعادت الأريحية إلى وسط ميلان، وحقق الروسونيري فوزا مهما ومستحقا على ممثل الجنوب نابولي، في مباراة شهدت تألقا لافتا للاعب الوسط الذي افتقده الأزوري سابقاً وميلان لاحقاً خلال الفترة الماضية. ويعتبر مونتوليفو أحد اللاعبين الذين واجهوا سوء حظ واضحاً سواء بسبب لعنة الإصابات أو حمله وسط فريقه على عاتقه دون مساندة حقيقية خلال فترات سابقة.

يجيد "المستر إكس" اللعب في مختلف مراكز الوسط، وبالفعل شارك لفترة كارتكاز دفاعي صريح لتعويض بيرلو، وقام بدور الريجستا أمام الدفاع كصانع لعب متأخر على الطريقة الإيطالية، كذلك يعتبر خيارا مميزا في حالة اللعب بثنائية المحور بجوار لاعب دفاعي صريح يقطع الكرات، ويقوم مونتوليفو بالزيادة الهجومية وربط الشق الدفاعي بنظيره الهجومي، مع مهارة في التسديد وصناعة أهداف تجعله لاعب وسط ثالثاً مميزاً عند الحاجة.

وبما أن الكرة الحديثة تدخل أكثر في نطاق التخصص الذي قتل بعض التخيل الفني عند لاعبين يمتازون بالتنوع الخططي المذهل، فإن ريكاردو وأمثاله هم القادرون على إضافة لمستهم الخاصة مهما زادت المهام الأخرى التي تثقل حركتهم وابتكارهم، لذلك كان اللعب بطريقة لعب 4-3-3 خياراً مثالياً بالنسبة لصاحب الرقم 18، لأنه أصبح لاعب وسط متحرراً بجوار بولي وخلفهما دي يونج، وبالتالي أدى النجم وظيفة "مايسترو الأوركسترا" في المنتصف، خلفه لاعب دفاعي وبجواره وأمامه قليلاً لاعب آخر يصنع الانطلاقة الأمامية.

لذلك يتألق مونتوليفو بوضوح كـ Outlet أي لاعب وسط متقدم للأمام، يستفيد منه ميلان في الضغط على لاعبي الخصم، وإضافة صبغة اللعب المباشر إلى الأمام، حيث يتم ضرب المنافس بأقل عدد ممكن من التمريرات، مباشرة من الارتكاز المتأخر إلى لاعب الوسط المتقدم، ورغم أن كافة الظروف غير مساعدة بالمرة، إلا أن لاعب الوسط المتكامل يحاول قدر المستطاع.

المساهمون