محافظ يمني يشتم الحكومة: تعتزل أو تُعزل أو تعتقل
هاجم رئيس محافظ إب اليمنية، أحمد الحجري، اليوم الأربعاء، رئيس الحكومة، محمد سالم باسندوة، أمام حشد من المسؤولين المحليين والشخصيات الاجتماعية، واصفاً إياه بـ"الغبي" و"الأحمق" على خلفية "استقباله عصابة تقطع الشوارع". وقال الحجري "لا ندري ما وراء هذا التصرف الأحمق والغبي من قبل رئيس حكومة الوفاق الذي حول نفسه إلى رئيس للشقاق والنفاق وسوء الأخلاق".
وخاطب الحجري، الرئيس، عبد ربه منصور هادي، قائلاً "اليوم طفح الكيل، هذه الحكومة التي أصبحت حضناً دافئاً للمخربين وقطّاع الطرق، إما أن تعتزل أو تُعزل أو تعتقل".
في المقابل، اعتبرت الحكومة اليمنية في بيان، اليوم الإربعاء، أن تصريحات محافظ إب تجاه رئيس الحكومة، محمد سالم باسندوة، وتجاه الحكومة ككل، تخطت كل الأصول والأعراف والتقاليد، وتضمنت ألفاظاً نابية ونعوتاً سيئة واتهامات وافتراءات فيها الكثير من الفجور".
وجاءت الأزمة على خلفية احتجاجات أمام مبنى المحافظة في إب نظمها محسوبون على أحزاب "اللقاء المشترك" وأغلقوا بوابة مبنى المحافظة، قبل أن يلتقي ممثلون عنهم رئيس الوزراء في صنعاء، الاثنين الماضي، الأمر الذي أثار غضب المحافظ فخرج بهذا التصريح غير المسبوق.
وأحمد الحجري، هو صهر الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، كما أنه نجل رئيس الوزراء الأسبق، القاضي عبدالله الحجري، الذي رأس الحكومة في الشطر الشمالي من اليمن (1972-1974)، واغتيل والده في لندن في 10أبريل/نيسان1977. في إحدى أشهر عمليات الاغتيال السياسية الغامضة.
وعلى الرغم من انتماء محافظ إب إلى حزب "المؤتمر الشعبي العام" وكونه صهراً لصالح، إلا أن ما عرف عنه خلال الفترات الماضية، موقفه المعتدل وصداقته لقيادات في "حزب التجمع اليمني للإصلاح" (الإخوان المسلمين في اليمن)، واستطاع في عام 2011 أن يمنع تمدد الصراع إلى محافظة إب عن طريق التفاوض مع مختلف الأطراف (الموالية لصالح والمطالبة برحيله). وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها بموقف الغاضب والمتعصب لحزبه، الأمر الذي فاجأ المتابعين.
وتعتبر محافظة إب من أهم المحافظات اليمنية من الناحية السكانية والسياسية، حيث يزيد سكانها على 3 ملايين مواطن، وحصل الرئيس هادي، في الانتخابات الأخيرة على أصوات أكثر من 950 ألف ناخب فيها، كأعلى معدل بين محافظات الجمهورية. وعادة ما يكثر ذكر هذه المحافظة مع الصراع الحزبي، ويقل عند الملف الأمني مقارنة بمحافظات أخرى.
