مجلة بالانكليزية: هل تبحث القاعدة عن جمهور جديد؟

مجلة بالانكليزية: هل تبحث القاعدة عن جمهور جديد؟

14 مارس 2014
""انسباير" تصدر بالانكليزية محسوبة على القاعدة في الجزيرة العربية
+ الخط -
نشر تنظيم القاعدة قبل أيام شريط فيديو على يو تيوب يعلن فيه عن اصدار مجلة جديدة باللغة الانكليزية أطلق عليها اسم "ريسيرجنس" وتعني "النهضة". غير ان المجلة التي كان يفترض ان تصدر امس ألكترونيا، لم يظهر لها أثر بعد. كما أن شريط الفيديو الذي نشر عبر موقع السحاب احد الاذرع الاعلامية للقاعدة، ازيل من قبل ادارة يوتيوب، بحجة أن الشريط خرق قوانينها في قواعد النشر التي تمنع الترويج للعنف. ويمزج الشريط بين صوت مالكوم اكس بمقطع من احد خطاباته في منتصف الستينات يقول فيه "لو اننا انتبهنا فقط انه بمجرد تعلم اللغة التي يفهمونها، ستصلهم الرسالة" ومقاطع مصورة لهجوم قوات اميركية على أهداف في العراق وافغانستان.

وترى جهات اعلامية غربية ان الإعلان عن الصدور يتصادف مع اعلان ادارة أوباما انها  قد دمرت تنظيم القاعدة المركزي خلال غارات بطائرات بدون طيار في منطقة الحدود بين أفغانستان وباكستان.

المجلة هي الاولى من نوعها باللغة الانكليزية من قبل "القاعدة المركزية"، على الرغم من وجود مجلة اخرى اسمها "انسباير" تصدر بالانكليزية اضافة للغة العربية وهي محسوبة على مجموعة القاعدة في الجزيرة العربية خصوصا مجموعة أنور العولقي الاميركي المولد الذي قتل في اليمن عام 2011، واعتبر كثيرون الموقع أبرز الجهات للنقاش مع افكار القاعدة باللغة الانكليزية، الا ان الموقع اتهم ايضا بالتحريض على القتل من خلال نشر بعض اقتراحات متطرفة مثل صنع قنابل محلية.

 

رأي المختصين

د. عبدالرحمن الحاج باحث في حركات الإسلام السياسي، يرى ان القاعدة بدأت تدرك أهمية "صورتها" وأهمية مخاطبة الشعوب الغربية، وتريد أن توسع من تأثير خطابها وتوسع من حجم مؤيديها. فالقاعدة عجزت عن تقديم خطاب إعلامي وسياسي يواكب تطور الثورات العربية، على العكس من ذلك بدت إلى حد كبير غير مكترثة بتطلعات الشعوب قدر اكتراثها بالدولة التي يتطلعون إليها.

ويعتقد ان القيادات التقليدية للقاعدة الأم عموماً فقدت التأثير المباشر وبات تأثيرها رمزياً .. بالتأكيد هنالك محاولة لإعادة تأسيس مرجعيتها من خلال خطاب إعلامي أكثر مرونة نسبياً. ومن خلال المجلة الإنكليزية نحن أمام توجه نحو جمهور طالما تم تجاهله بشكل مباشر للتأثير على المتشددين الغربيين.

عموماً، فشلت القاعدة في تقديم خطاب إعلامي مقبول على نطاق واسع، والكلام للحاج، فاللغة الدينية المستخدمة عموماً بقدر ما هي جذابة للمتشددين هي منفرة للآخرين.

تعيش القاعدة محنة الآن .. فلأول مرة تقتتل القاعدة مع نفسها ويفجر أعضاؤها أنفسهم في "أخوانهم".. قد يكون في الخطاب باللغة الإنكليزية أيضاً نوع من الهروب للأمام، بمعنى الهروب من الأزمة في قلب بلاد المسلمين العربية وتصديرها للخارج.

اخيرا يرجح عبدالرحمن الحاج الفشل في الوصول الى الجمهور المستهدف من خلال هذه المجلة.

  من جهته، يعتقد ماجنوس رانستورب خبير الارهاب في كلية الدفاع الوطني السويدية، ان هذا الاختيار الاعلامي "لافت" لانه يلعب على استقطاب الشباب من المجتمعات المهاجرة واستخدام التوتر الاجتماعي الذي يعيشونه لتبرير العنف، مثل الشعور بكونهم ضحايا، وهو يعزز مقولة المتطرفين حول ان الغرب في حرب مع الاسلام. ويضيف رانستورب ان "استخدام اللغة الإنكليزية يعني ان المجلة موجهة للجيل الثاني والثالث من المهاجرين في الدول الغربية".

 

ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ

هل تستغل القاعدة كل التقنيات الحديثة في الوصول الى الرأي العام؟ هل كانت تجيد استخدام التقينات الحديثة عندما أسست لتقاليد ارسال رسائلها عبر الفيديوهات لكسر الخطاب الاعلامي الرسمي والوصول الى مخاطبة الجمهور؟

 يشير كتاب "دور الإعلام الجديد في انتشار ظاهرة الإرهاب" تأليف فليب سيب ودانا جانبك الى ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟتي اعتمدها ﺯﻋﻴﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ "ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ" ﻗﺒﻞ ﺭﺣﻴﻠﻪ، فيقول ان ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ تأسست ﻋﺎﻡ 1988، ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻦ الهيكل ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ للقاعدة ﺑﻐﺮﺽ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﺀ ﺑﺎلمجاهدين في ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧوا يحاربون الاتحاد السوفياتي. ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ تحوﻟﺖ الى الهجوم ﻋﻠﻰ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ المتحدة ﺍﻷميرﻜﻴﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ المملكة ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ .  

ﻭﻗﺪ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻭغيرﻫﺎ ﻣﻦ ﺍلمنظمات ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ في ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﺄثير في ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ "ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻟﻺﻧﺘﺎﺝ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ" التي يعتقد انها انطلقت عام 2001، والجبهة ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌالمية.  كذلك"ﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ التي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﻮﺯﻳﻊ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻋبر ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻋلى جميع الموﺍقع في انحاء العالم. ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﺘﻢ ترجمة المواد ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ الى ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ. كما ﺩﺷﻨﺖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻣﻮﻗﻊ "ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ" ﻋلى ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﻋﺎﻡ 2002، ﻟﻨﺸﺮ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﺣﻮﻝ ﻋﻤﻠﻴﺎتها ﺇﺑﺎن الحرب في ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ.

 

 

 

 

 

 

 

المساهمون