مجزرة الشجاعيّة: مصعب عريس من عرسان الجنة!

مجزرة الشجاعيّة: مصعب عريس من عرسان الجنة!

30 يوليو 2014
معاذ سكافي أحد الناجين القلائل من أسرته (محمد رمضان)
+ الخط -

في لحظات، اختفت تجهيزات عائلة سكافي لزفاف ابنها مصعب الذي كان مقرراً بعد عيد الفطر. فطائرات حربيّة إسرائيليّة استهدفت منزلهم في حيّ الشجاعيّة شرقي مدينة غزّة، بصواريخ عدّة لتضع حداً للفرحة التي كانت مقرّرة في ديارهم ولتجعل العريس المنتظر في عداد الشهداء ومعه سبعة من أفراد عائلته.

وقد استهدف منزل العائلة وكذلك المنازل المجاورة بالصواريخ والقذائف، في أثناء ساعتَي التهدئة اللتَين أُعلن عنهما حتى تتمكّن سيارات الإسعاف والدفاع المدني من دخول منطقتي الشجاعيّة والتفاح؛ لإخلاء الجرحى وجثث الشهداء من الشوارع والبيوت. فسوّي المنزل بالأرض، على من فيه.

وفي إحدى غرف مجمّع الشفاء الطبّي في مدينة غزّة، يتمدّد الطفل معاذ سكافي (7 سنوات) الذي كان من بين القليلين الناجين من القصف العشوائي الذي استهدف منازلهم، والذي أودى بحياة ثمانية أفراد من أقاربه وأصاب ثلاثة آخرين بجروح.

تقول والدة معاذ لـ"العربي الجديد": "كان الجميع يجلس في فناء المنزل ويستعدّ لصلاة الظهر. وفجأة من دون سابق إنذار سمعت صوت انفجار، لم أتوقّع أن يكون منزلنا. وبعدها صوت آخر، تناثر على إثره ركام البيت".

وكتبت النجاة لمعاذ الذي أصيب بكسور في مختلف أنحاء جسده في حين اخترقت شظايا ظهره ومنطقة الحوض. هو كان في المطبخ والعائلة تعلم ذلك؛ لذا توجّهت إليه فوراً لانتشاله من بين الركام قبل أن تتساقط قذائف أخرى.

تضيف أم معاذ أن "القصف لم يفرّق بين حجر ولا بشر. فحوّل بيتي المؤلّف من طبقات ثلاث إلى ركام. كل شيء في الشجاعيّة تعرّض للإبادة والتدمير. والجثث كانت منتشرة في الشوارع".

وتؤكّد على عدم وجود أي نشاط عسكري في البيت أو في جواره. لكن يبدو أن فشل الاحتلال في الوصول إلى المقاومة، جعله يظهر قوته على المدنيّين العزّل ويرتكب بحقّهم المجازر الدمويّة.

ما زالت لحظات الفاجعة التي حرقت ملابسه التي جهزها لعيد الفطر ولزفاف ابن عمه مصعب تطوف في خاطر معاذ الصغير، ويحاول منذ دخوله المستشفى حلّ لغز سبب استهدافه مع أقاربه في البيت. ويقول: "اعتقدت بجلوسي في البيت أني في أمان، وأنه لن يحدث معي ما حدث مع أطفال عائلة بكر على شاطئ البحر. لكن يبدو أنه ما دام الاحتلال على أرضنا فلا أمان لأحد.. والصغير (يستهدف) قبل الكبير".

وفي المستشفى ذاته، يرقد مجاهد، وهو شقيق معاذ، في غرفة العناية المركزة. فقد أصيب بشظايا القذائف التي أطلقت بشكل مكثّف على منازل المواطنين، وخضع لعمليات جراحيّة عدّة.

وكانت قوات الاحتلال قد ارتكبت مجزرة بشعة بحقّ سكان حي الشجاعيّة، أدت إلى استشهاد أكثر من 80 مواطناً أغلبهم من الأطفال والنساء، وإبادة عائلات بأكملها وتدمير مئات البيوت.