مثقفو مصر ومحاكمات الصحافيين: لا تعليق

مثقفو مصر ومحاكمات الصحافيين: لا تعليق

25 يونيو 2014
مانا نيستاني / إيران
+ الخط -

رغم ما أثارته الأحكام المشدّدة التي أصدرها القضاء المصري بحق صحافيين، في القضية التي عرفت إعلامياً بـ"خلية الماريوت"، من انتقادات واسعة وإدانة من عشرات المؤسسات الإعلامية والصحف العالمية؛ لم يكن رد فعل "مجلس نقابة الصحفايين في مصر" سوى إصدار بيان باهت يؤكد "احترام مبدأ عدم التعليق على أحكام القضاء".

في الوقت ذاته شنّ عدد كبير من الإعلاميين هجوماً على قناة "الجزيرة" التي يعمل فيها ثلاثة من الصحافيين الذي نفذت فيهم أحكام السجن، أبرزهم الإعلامي إبراهيم عيسى الذي يرى "أن البلاد تتعرض للتربص من جانب بعض الدول التي تحاول أن تمسك بعنق مصر" وما أسماه "التشويه والتشهير بالبلاد". وأضاف عيسى "إنه لا يوجد صحافيون في مصر يحاكمون في قضايا تمس حرية الرأي والتعبير، ولا يوجد صحافي في مصر يتم محاكمته على ما ينشره، وأن من عرفوا بـ"خلية الماريوت" ليسوا صحافيين وجميعهم من "الإخوان" على حد تعبيره.

من جهته انتقد الروائي إبراهيم عبد المجيد الأحكام الصادرة بحق الصحافيين ووصفها بالتعسفية، مضيفاً لـ"العربي الجديد: "مثلما يردد النظام الحالي دائماً أنه يريد لمصر أن تسير إلى الأمام فنحن أيضاً نريدها أن تسير إلى الأمام، لكن مثل هذه الأحكام من شأنها أن تضع مصر في حرج أمام العالم"، ورفض التعليق على موقف الإعلام المحرّض على قضية الصحافيين.

وعلّق الشاعر زين العابدين فؤاد في حديثه معنا: "إن مصر تمضي إلى مرحلة شديدة الصعوبة لأن النظام يستخدم القضاء بشكل سياسي ويهدد الحريات"، وتساءل: "هل الصحافيون الذين يعبرون عن آرائهم يستحقون أحكاماً مثل هذه؟" ولم يجد الشاعر في وصف ما يمارسه النظام المصري الحالي سوى الإرهاب.

اللافت للانتباه أن عدداً كبيراً من المثقفين المصريين رفضوا التعليق على هذه الأحكام، ما يشير إلى أن المناخ السائد في مصر الآن مليء بالحذر. ومن الجدير بالذكر أن عدداً آخر من الصحافيين الذين لم يشفع لهم تأييدهم لـ"30 يونيو" استدعتهم النيابة بسبب وقفتهم الاحتجاجية أمام نقابة الصحافيين للتضامن مع الناشط علاء عبد الفتاح وآخرين؛ بعد أن صدرت ضدهم أحكام بالسجن لـ 15 عاماً، في ما عرف بـ"وقفة مجلس الشورى" لاعتراضهم على قانون منع التظاهر.

المساهمون