متمردو جنوب السودان يستهدفون النفط لحرمان "كير" من الأموال

متمردو جنوب السودان يستهدفون النفط لحرمان "كير" من الأموال

20 ابريل 2014
+ الخط -

قال متحدث باسم متمردي جنوب السودان، اليوم السبت، إن هجوماً جديداً ينفّذه المتمردون، هذه الأيام، يهدف للاستيلاء على حقول نفط وبلدات فيها منشآت نفطية، لحرمان الحكومة من الأموال التي تحتاجها للحرب.

وقال جيمس جاديت داك، المتحدث باسم رياك مشار، زعيم المتمردين، إن عائدات النفط ساعدت رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، على الاستعانة بجنود أوغنديين وميليشيات سودانية لإبقائه في السلطة وتأجيل بدء محادثات السلام التي جرى الاتفاق عليها خلال وقف إطلاق النار في يناير/ كانون الثاني.

واستولى المتمردون على بلدة بانتيو، عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط، يوم الثلاثاء الماضي.

ويستمر القتال في المنطقة، لكن سوء حالة الاتصالات يجعل من الصعب تأكيد مزاعم استمرار القتال من قبل المتمردين أو الحكومة.

وبمجرد السيطرة على بلدة بانتيو، أبلغ المتمردون شركات النفط هناك بوجوب مغادرة المنطقة خلال أسبوع من الاستيلاء على البلدة. وتشمل شركات النفط العاملة في جنوب السودان مؤسسة البترول الوطنية الصينية وشركة أو.إن.جي.سي. فيديش الهندية وبتروناس الماليزية.

وقال جاديت: نستهدف حقول النفط، لأننا نريد أن نمنع سلفاكير من استخدام عائدات النفط لتمويل الحرب واستئجار القوات الأجنبية، ولا سيما الأوغندية، وغيرهم من المتمردين السودانيين المتحالفين مع قوات سلفاكير.

وأضاف: الهدف هو الضغط على سلفاكير للمشاركة في محادثات السلام بنيّة صادقة، وإذا لم يمتثل فسنذهب إلى جوبا للإطاحة به.

وحتى الاسبوع الأخير كان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وقّع يوم الثالث والعشرين من يناير/ كانون الثاني، صامداً إلى حدٍ بعيد باستثناء بعض الاشتباكات المتقطعة.

لكن المحادثات التي اتُّفق عليها آنذاك بشأن التوصل إلى تسوية سياسية شاملة أُرجئت عدة مرات، فيما يساوم الطرفان على التفاصيل الأولية.

ومن المقرر، الآن، أن تبدأ هذه المحادثات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم 23 أبريل/ نيسان.

وقتل آلاف الأشخاص وشُرّد أكثر من مليون شخص منذ اندلاع القتال في جنوب السودان في منتصف ديسمبر/ كانون الأول بسبب صراع على السلطة بين سلفاكير ونائبه السابق مشار.

وقال جاديت إن المتمردين يريدون رحيل الجنود الأوغنديين عن جنوب السودان.

ويرى المتمردون أيضاً أن محاكمة عدد من حلفاء مشار بتهمة التخطيط للإطاحة بميارديت دليلا على أن سلفاكير لن يجري المحادثات المزمعة بنيّة صادقة.

ورفض أتيني ويك أتيني، المتحدث باسم ميارديت، المزاعم بعدم وجود نية صادقة من الحكومة.

وقال: "هم الذين لا يتفاوضون في واقع الأمر بنيّة صادقة"، مضيفاً أن ميارديت سافر إلى إثيوبيا يوم الخميس للاجتماع مع الوسطاء من أجل إيجاد سبل لبدء المحادثات.

وأضاف أتيني أن قتالاً عنيفاً اندلع اليوم، السبت، في بانتيو عندما حاولت قوات الحكومة استعادة السيطرة على البلدة من المتمردين.

وقالت الامم المتحدة إنها منعت من دخول البلدة لتوفير مساعدات ضرورية للمدنيين. واكتفت الامم المتحدة بالقول إنها مُنعت من الدخول من قبل "أحد الطرفين المتحاربين"، في إشارة واضحة إلى المتمردين.

وقال توبي لانزر، منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: "هناك استهداف مباشر للناس لا لشيء إلا لهويتهم، ومن الضروري أن تعزّز الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية قدراتها في بانتيو".

وتسبّبت المعارك في تفاقم التوتر العرقي بين قبيلة الدنكا، التي ينتمي إليها ميارديت، وقبيلة النوير، التي ينتمي إليها مشار.

وبعدما استولى المتمردون على بانتيو، هاجم سكان من الدنكا في بلدة بور بولاية جونقلي، يوم الخميس الماضي، قاعدة تابعة للأمم المتحدة توفّر المأوى لنحو خمسة آلاف شخص معظمهم من النوير.

وقال جون كونتريراس، المتحدث باسم بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان، إنه عثر على 48 جثة داخل القاعدة، بينما قالت السلطات في جنوب السودان إنها عثرت على عشر جثث أخرى قرب المجمّع، ليصل العدد الإجمالي للقتلى إلى 58.

وأبلغ كونتريراس "رويترز"، أن 98 شخصاً آخرين، بينهم رجلا أمن هنديان يعملان مع بعثة الأمم المتحدة، أصيبوا في الهجوم.

المساهمون