مبنى برلمان أيرلندا... تحفة فنية وسط طبيعة ساحرة

13 سبتمبر 2018
مبنى البرلمان الأيرلندي (العربي الجديد)
+ الخط -
يقع مبنى برلمان أيرلندا الشمالية المهيب، والذي شُيد في عام ١٧٢٩، في أراضي ستورمونت ستيت ذات المناظر الطبيعية الخلابة، ويوفر موقعًا تاريخيًا يجمع بين عظمة العالم القديم والأناقة العصرية.
يعتبر مبنى البرلمان من أفضل القطع المعمارية وأكثرها إثارة للإعجاب في أيرلندا الشمالية. قام المهندس المعماري سير أرنولد ثورنلي بتصميم المبنى مع تناسق ورمزية مثاليين، ومنح لقب فارس من قبل الملك جورج الخامس تقديراً لأعماله المعمارية. ويتكون المبنى من ستة طوابق وستة أعمدة عند المدخل، يرمز كل منها إلى كل مقاطعة في أيرلندا الشمالية.
يقصد السياح مبنى البرلمان، من الإثنين إلى الجمعة من الساعة 9:00 صباحاً وحتى الساعة 4:00 عصراً لمشاهدة القاعة الكبرى أو زيارة محل الهدايا والمقاهي. وتختلف أوقات الزيارات خلال أشهر الصيف (يوليو/تموز وأغسطس/آب) من يوم إلى يوم حيث يحاولون استيعاب أكبر عدد ممكن من الزوار.
هذا المبنى هو موطن جمعية أيرلندا الشمالية، السلطة التشريعية لأيرلندا الشمالية التي أنشئت بموجب شروط اتفاق بلفاست 1998 (المعروف أيضا باسم اتفاق الجمعة الحزينة).
تم تشييد المبنى أصلاً لاستيعاب حكومة أيرلندا الشمالية المشكلة حديثًا، والتي تم إنشاؤها بموجب قانون حكومة أيرلندا، في عام 1921. وأعلن أمير ويلز، الذي أصبح الملك إدوارد الثامن في ما بعد، عن فتح مباني البرلمان في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1932 نيابة عن الملك جورج الخامس.
تم تصميم المبنى وفقًا للتقاليد اليونانية الكلاسيكية، التي شيدت من قبل شركة "ستيوارت بارترز ليميتد" تحت إشراف المهندس المعماري أرنولد ثورنلي، من ليفربول. كان رجلاً أولى اهتماماً كبيراً للتفاصيل مع العديد من الميزات في مباني البرلمان التي لها مرجع رمزي. ويمكن توضيح مثال واحد من هذه التفاصيل بقياسات المبنى، بحيث يبلغ عرضه تمامًا 365 قدمًا، ويمثل قدمًا واحدة لكل يوم من أيام السنة.
جورج براين (82 عاماً)، ضابط سابق في الشرطة، عمل في مبنى البرلمان بين عام 1956 و1960، صادف وجوده في المكان، لاستعادة ذكرياته بحلوها ومرّها. يقول براين لـ "العربي الجديد" إنّه كان يقود دراجته الهوائية إلى العمل يومياً، وكان يستمتع في أرجاء المكان الجميل، على الرغم من الخطر الذي كان يحدّق به وبزملائه آنذاك بسبب المشاكل التي كانت قائمة. يشير إلى خلف المبنى حيث تبدو البراري تحيط بالمبنى، ويقول إنّ الإرهابيين كانوا يحاولون التسلّل إلى الداخل من هنا، لكن كلاب الحراسة المدرّبة كانت تمنعهم من تحقيق مآربهم، ويؤكّد أنّهم جميعاً فشلوا في اختراق أمن مبنى البرلمان. يتابع براين أنّ ذلك لا يعني أنّه لم يفقد زملاء وأصدقاء أعزاء خلال فترة المشاكل، حيث قتل صديقه أمام عينيه، واضطر هو وعائلته للفرار من منزلهم في ليلة وضحاها بعد أن أبلغته الشرطة أنّ اسمه على لائحة المستهدفين من قبل الإرهابيين. ويقول: "انتقلنا إلى منطقة أخرى تاركين خلفنا ذكرياتنا الجميلة وأهلنا، ولم أعد إلى ذلك المكان بتاتاً، كوني على الرغم من تقدّمي في السن لا أزال أشعر بأنّ حياتي مهدّدة".
ولم يبق المبنى على حاله منذ تشييده، بل شملته وضواحيه تغييرات إضافية، منها إقامة تمثال لإدوارد، اللورد كارسون (سياسي أيرلندي) في وضع مثير (على الطريق المؤدية إلى المبنى) في عام 1932، وهو مثال نادر على تمثال لشخص ما تم نصبه قبل الموت، وإقامة تمثال لـ اللورد كراغافون، (شغل منصب وزير أول في أيرلندا الشمالية)، ​​في القاعة الكبرى، في منتصف الطريق حتى الدرج الإمبراطوري.
تعرض المبنى للعديد من محاولات التخريب، ففي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2006، أُلقي القبض على مايكل ستون (عضو موالٍ شبه عسكري من مقاطعة برانيل في جنوب شرقي بلفاست) لقيامه باقتحام ستورمونت باستخدام مسدس وسكين. في وقت لاحق، تم تفكيك ما بين ست وثماني قنابل أنبوبية من قبل الجيش، وهو الاختراق الأمني الأكثر جرأة لمبنى البرلمان منذ تأسيسه.


المساهمون