ماذا نسميهم؟

15 يونيو 2018
من تظاهرات رام الله الأخيرة (عباس المومني/فرانس برس)
+ الخط -

في أوج الثورة المصرية في يناير/كانون الثاني 2011 ، أطلق نظام حسني مبارك أعوانه لضرب المتظاهرين والثوار في ساحة التحرير، فأطلق عليهم الناس اسم البلطجية. وفي سورية أطلق النظام العنان لأعوانه من الزعران والمتوحشين على الناس الآمنين وعلى نشطاء الثورة فأطلق عليهم الناس اسم الشبيحة، لكننا لا نعرف اليوم ماذا نسمي من اندسوا بلباسهم المدني في صفوف أبناء رام الله الذين تظاهروا تضامناً مع غزة، وضد إحكام الحصار على 62 ألف موظف ترفض سلطة رام الله دفع رواتبهم، وهم من يعيلون في أقل تقدير 300 ألف فلسطيني في قطاع غزة.

ومثلما فوجئنا بوجود هؤلاء "المدنيين" الذين اندسوا في صفوف متظاهري رام الله، وقاموا بالاعتداء عليهم وضربهم وسحلهم، فقد فوجئنا أيضاً بأن لسلطة رام الله ملثمين من نوع آخر، غير الملثمين الذين غنت لهم الثورة الفلسطينية وتغنت بهم. هؤلاء ملثمو "دايتون" الذين لا يشرفون السلطة الفلسطينية ولا شعبها، خصوصاً أنهم مدججون بأسلحة وقنابل يفترض أنهم زوّدوا بها لحماية الوطن، وإذا بهم يستخدمونها ضد أبناء شعبهم في قلب مدينة رام الله لمجرد أنهم رفعوا صوتهم ضد إحكام الحصار على غزة من قبل سلطة رام الله هذه المرة.

إحكام الحصار على هؤلاء الموظفين تسميه سلطة رام الله "عقوبات". هذا تعبير يقصد منه منح السلطة شرعية دستورية وإجرائية تخولها فرض العقوبة على الخارج على القانون، وهو تعبير مضلل في حالة سلطة رام الله التي انتهت المدة القانونية والدستورية لوجودها، وفقدت في أدائها السياسي والأمني شرعيتها الوطنية بفعل تنسيقها الأمني مع سلطات الاحتلال. لا يمكن القبول والتسليم بهذه التسمية على ما بها من تضليل مقصود يمنح سلطة رام الله شرعية تفوق سلطة المقاومة في القطاع.

هذا كله لا يعني أن سلطة حماس لم تفقد "شرعيتها ببعدها الإجرائي والدستوري الرسمي، لكنها في المقابل تملك اليوم الشرعية الثورية، شرعية المقاومة والصمود، وهي أقوى بكثير من شرعية وعقيدة التنسيق مع دولة الاحتلال. ولهذا كله وبالرغم منه لا ننسى أن نوجه لغزة التحية كما لباقي شعبنا الفلسطيني، خصوصاً من لم يخشوا قول كلمة الحق في وجه سلطة رام الله وقواتها: ارفعوا الحصار عن غزة.

المساهمون