ماثيو يولدن يتحدّث تسع لغات

21 يناير 2015
يولدن يتحدث إلى جانب الإنكليزية ثماني لغات (يوتيوب)
+ الخط -
ماثيو يولدن، شاب إنكليزي من مدينة مانشستر، في شمال بريطانيا. صاحب وجه بشوش تملأه لحية حمراء وضحكة طفولية. لكنّ الشاب يخفي أكثر ما يظهر، فهو يتحدث بطلاقة تسع لغات حية، وكأنّها لغته الأمّ.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، بحسب موقع بابل المتخصص باللغات، فيولدن يفهم، من دون أن يتكلم، أكثر من عشر لغات إضافية.

كما أنّ الشاب المتعدد اللغات، والعضو في تجمع النخبة العالمي للأشخاص الذين يتحدثون أكثر من ست لغات، متعدد المواهب والمهارات أيضاً. فهو متخصص في علم الاجتماع اللغوي الذي يدرس إعادة إحياء لغات الأقليات.

يصف الموقع يولدن بأنّه "حرباء لغة"، لقدرته الفائقة على التأقلم مع أيّ لغة وإتقانها بسهولة، وإجادة مخارج أصواتها. فالألمان يظنونه ألمانيّاً، والإسبان يحسبونه إسبانيّاً، والبرازيليون والبرتغاليون يخالونه منهم، وكذلك يفعل متحدثو الفرنسية والإيطالية والكتلانية والإيرلندية والعبرية.

والغريب في الأمر، أنّ ماثيو يولدن تعلّم وحده كلّ تلك اللغات، من خلال تطويع قدرات قد نمتلكها جميعاً، لكنّ السر في كيفية استخدامها. وهذه القدرات، بحسب الشاب، هي المثابرة، والحماسة، والعقلية المنفتحة.

وربما يحسب البعض أنّ يولدن أحد أصحاب الألسن المتعددة الذين يدرسون اللغات لأوقات طويلة يومياً. لكنّه ليس كلاسيكياً أبداً، بل يختلف بشدة عن هذا النمط. فدراسته اللغات لا تعزله بأيّ شكل عن المجتمع، بل على العكس من ذلك، تحمله على التواصل مع كثير من الأشخاص حول العالم شفوياً. ويعتمد في ذلك، استراتيجية "كلما ازددت لغة، كلما امتلكت آراءً أكثر".

ويقول: "أعتقد أنّ كلّ لغة لديها أسلوبها وطريقتها في رؤية العالم. فإذا تحدثت لغة، ستكون لديك طريقة مختلفة في تحليل وتفسير العالم، بالنسبة لمتحدث لغة أخرى، حتى لو كانتا لغتين متقاربتين جداً، كالإسبانية والبرتغالية مثلاً. فبالرغم من أنّ المتحدثين بكلّ واحدة منهما قد يفهمون الكثير من كلمات الأخرى وعباراتها، فإنّهما عالمان متباينان، يحملان عقليتين مختلفتين".

أما عن سبب تعلّمه كلّ هذه اللغات، فيقول: "أحطت نفسي بكلّ هذه اللغات لأنني ببساطة لم أجد من الممكن اختيار لغة واحدة فقط، لأنّ ذلك قد يعني التخلي عن القدرة على رؤية العالم بطريقة مختلفة. وليس بطريقة مختلفة واحدة، بل بعدة طرق. فأنا أجد أنّ أسلوب الحياة الذي يعتمد لغة واحدة فقط، يمثل أكثر طرق رؤية العالم حزناً ووحدة وضجراً".

ويختم: "هنالك الكثير من الفوائد لتعلّم لغة من اللغات. ولا أستطيع التفكير بأيّ ضرر لذلك في المقابل".
المساهمون