مؤسسة حقوقية: محاذير كورونا لا تعطّل التنكيل بالفلسطينيّين بالعيسوية

مؤسسة حقوقية: محاذير كورونا لا تعطّل التنكيل بالفلسطينيّين بالعيسوية

19 مارس 2020
+ الخط -
أشار مركز المعلومات الاسرائيلي لحقوق الإنسان "بتسيلم"، اليوم الخميس، إلى أنّ شرطة الاحتلال الإسرائيلي، تواصل "حملة التجبّر على أهالي بلدة العيسوية في القدس المحتلة، التي تشنّها منذ إبريل/ نيسان 2019 بما في ذلك الاعتقالات التعسّفيّة للقاصرين، رغم أزمة كورونا".

وأورد المركز، في تقرير: "رغم الأزمة الصحّية غير المسبوقة والتي تستدعي من سكّان إسرائيل والمناطق المحتلّة اتّخاذ تدابير عزل اجتماعيّ متطرّفة، تجد الشرطة الآن بالتحديد وقتاً لتصعيد حملة التجبّر والعقاب الجماعي المستمّرة منذ نيسان 2019 ضدّ أهالي العيساويّة في القدس، حيث تقوم قوّات شرطة حرس الحدود والشرطة الخاصّة (اليَسام) بدهم الحيّ المكتظّ كلّ يوم وتشدّد حملاتها في نهايات الأسبوع دون أيّ سبب، كما تشنّ اقتحامات في ساعات اللّيل المتأخّرة، ولا تتوانى عن افتعال الاحتكاك بالسكّان واستفزازهم".

وتابع، "عندما تندلع المواجهات تلجأ شرطة الاحتلال إلى العُنف فتطلق الرّصاص (الإسفنجي) وتلقي قنابل الغاز المسيل للدّموع وقنابل الصّوت. إضافة إلى ذلك تُغلق الشرطة مداخل الحيّ. تشنّ الشرطة أثناء هذه المداهمات حملات اعتقال بالجملة تشمل القاصرين الذين يُساقون إلى مراكز الاعتقال وحيدين حيث يتمّ التحقيق معهم. معظم المعتقلين يمّ إخلاء سبيلهم خلال فترة قصيرة وأحياناً يُحتجزون طوال اللّيل".

وأضاف التقرير: "تجبّر الشرطة بسكّان العيسويّة أضحى وضعاً دائمًا مخالفا للقانون ولا مبرّر له بتاتاً حتى في الأيّام العاديّة. ولكن في هذه الأيّام بالذّات تعرّض ممارسات الشرطة سكّان الحيّ لمخاطر صحّية كبيرة لا داعي لها أبداً، ما دفع الأهالي إلى التجمّع وإجبار المعتقلين منهم وبضمنهم قاصرون كثيرون على البقاء بعيداً عن منازلهم والمكوث قرب أشخاص غرباء".

من جانبه، استنكر محمد أبو الحمص من لجنة المتابعة في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة، تصعيد الاحتلال اقتحاماته للبلدة وبأعداد كبيرة من جنوده، مشيراً إلى أن هذه الاقتحامات سجلت ارتفاعاً منذ بدء تطبيق إجراءات الوقاية ضد كورونا.

وفي حديث، لـ"العربي الجديد"، قال أبو الحمص، إنّ "هذه الاقتحامات باتت تتسم بعنف أكبر، ودون اتخاذ إجراءات الوقاية المعلن عنها من قبل الاحتلال ذاته، حيث يقتحم عشرات عناصر الاحتلال بلدة العيسوية ويشتبكون جسديا مع المواطنين، وبعد أن يغادروا البلدة يضعون الكمامات الواقية"، متسائلاً: "ما الذي يضمن أن لا يكون جنود الاحتلال مصابون بوباء الكورونا..؟ وهل يفعلون الشيء ذاته خلال وجودهم في التجمعات اليهودية".

وكانت لجنة المتابعة في العيساوية، وفي بيان أصدرته، صباح اليوم الخميس، وصلت نسخة منه لـ"العربي الجديد"، قد أفادت بأنّ العشرات من الضباط والقوات الخاصة وأفراد من شرطة الاحتلال نفذوا اقتحامات متتالية لبلدة العيسوية الأربعاء، واشتدت الهجمة، في ساعات مساء أمس دون سبب يذكر.