مؤتمر باريس: حرب شاملة ضد "داعش"

15 سبتمبر 2014
+ الخط -
تستمر الدبلوماسية الفرنسية في مساعيها إلى احتلال موقع قيادي في التحالف الدولي الذي يجري تشكيله؛ لمواجهة الخطر الذي يمثله تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وهو الأمر الذي يفسر دعوة باريس واستضافتها، اليوم الإثنين، لمؤتمر "الأمن والسلام في العراق" بعد ثلاثة أيام على زيارة الرئيس فرانسوا هولاند، لبغداد وأربيل.

وعلى الرغم من الفتور الذي شاب الموقف الفرنسي من الولايات المتحدة، على خلفية تراجع الإدارة الأميركية عن ضرب النظام السوري، في أعقاب تنفيذ الأخير لمجزرة الكيماوي في أغسطس/آب العام الماضي، إلا أن هولاند يحاول هذه المرة البناء على الزخم الأميركي والحماسة الغربية عموماً، علّها تكون فاتحة لتوسيع نطاق العمليات العسكرية إلى سورية ضد "داعش" بصورة رئيسية، وربما في وقت لاحق، ضد قوات النظام السوري.

وكان هولاند واضحاً في هذا الشأن عندما تحدث أمس الإثنين، في المؤتمر الخاص بدعم العراق، عن أن العمليات العسكرية ضد "داعش" سوف تشمل كافة مناطق وجوده، مما يعني مواقعه في سورية أيضاً، معتبراً أن التنظيم "يشكل خطراً هائلاً على الأمن العالمي، ويجب أن يكون الردّ عليه عالمياً". ولفت إلى "ضرورة المحافظة على مستقبل سورية، وإنه بالنسبة لفرنسا يمكنها أن تفعل ذلك من خلال دعم قوات المعارضة المعتدلة. ونتعاون مع الشركاء الإقليميين الذين فهموا ما يحدث في سورية".

وأشار البيان الختامي للمؤتمر، الذي انعقد بحضور ممثلين لثلاثين دولة، إلى أن المشاركين يحرصون على محاسبة "داعش"، مشددين على الضرورة الملحة "لإنهاء وجود تنظيم داعش في المناطق التي يتمركز فيها في العراق".

وجاء في البيان أيضاً أن المشاركين "يلتزمون بدعم الحكومة العراقية الجديدة بالوسائل الضرورية في حربها ضد تنظيم داعش، ومن ضمنها تقديم المساعدة العسكرية الملائمة التي تفي باحتياجات السلطات العراقية، شريطة احترام القانون الدولي وسلامة المدنيين".

وشدد المؤتمرون على أهمية تنفيذ القرارات الدولية لمحاربة "الإرهاب" ومكافحة موارده، ولاسيما القرار 2170.

وأشار الوزراء إلى أنهم "سيتخذون التدابير الضرورية والخطوات الصارمة من أجل اجتثاث داعش، عبر تنسيق العمل مع جميع المؤسسات الأمنية الرسمية، وتعزيز المراقبة على الحدود".

وكان هولاند والرئيس العراقي فؤاد معصوم، قد أكدا في كلمتيهما في افتتاح المؤتمر الدولي للسلام والأمن في العراق، على ضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي بشكل سريع على ثلاثة محاور، هي "الدعم العسكري، والمساعدات الإنسانية، وتجفيف مصادر تمويل الجماعات المتطرفة".

وأعلن هولاند، في كلمته أمام ستة وعشرين وزير خارجية وممثلين عن منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والجامعة العربية، بدء عمليات استطلاع جوي تقوم بها طائرات فرنسية انطلاقاً من قاعدتها الجوية في أبو ظبي.

وحدد هولاند أهداف المؤتمر بأربعة، وهي "الدعم السياسي للسلطات العراقية والمساعدة الإنسانية للنازحين وتأمين الحماية لهم وللمدنيين ومواجهة داعش، وتجفيف مصادر تمويله".

وفي محاولة منه لجذب أنظار المشاركين إلى مسؤولية الوضع المتدهور في سورية عن زيادة قوة "داعش"، قال هولاند إنه "على الأسرة الدولية أن تعالج المشكلة في مكان نشوئها أي في سورية، التي انطلقت فيها الحرب منذ ثلاث سنوات"، وأوضح أن "الفوضى تفيد الإرهاب وعلينا أن ندعم الطرف الذي يضمن مستقبل سورية، وهذا الطرف بالنسبة لفرنسا هو المعارضة الديمقراطية".

من جهته، طالب الرئيس العراقي باتخاذ موقف حاسم وباستمرار شن حملات جوية منتظمة ضد "داعش"، وعدم السماح لمقاتليه بالانتقال إلى ما وصفه بالملاذ الآمن.

بدوره، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي بعد الجلسة المغلقة التي عقدها الوزراء أن "داعش ليس كيان دولة ولا يمثل الإسلام". وقال فابيوس إن "الجميع متفق على وقف تقدمه (داعش) ثم القضاء عليها".

وأشار الوزير الفرنسي إلى مؤتمر تنسيقي تستضيفه البحرين قريباً، لبحث التدابير ومنها كيفية قطع التمويل عن "داعش".

من جهته، أعرب وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، عن أسفه لعدم مشاركة إيران في المؤتمر "لأن المواجهة شاملة وإيران تقوم بدورها في هذه المواجهة" مع "داعش"، مضيفاً أن "هدف المؤتمر لم يكن تحديد المهمات وتوزيعها على أعضاء التحالف".